إرسال قوات إلى أوكرانيا.. بين انقسام الحلفاء وتحذير روسيا من صدام حتمي مع الناتو

آخر تحديث: الأربعاء 28 فبراير 2024 - 11:18 ص بتوقيت القاهرة

القاهرة - د ب أ

نأى زعماء عدة دول أوروبية بأنفسهم عن تلويح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإرسال قوات إلى أوكرانيا، في مؤشر جديد على تباين مواقف حلفاء كييف مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث.

وللمفارقة، تجلى أحدث فصول المواقف المتضاربة وعدم الوحدة بين الحلفاء فيما تمخض عنه مؤتمر استضافته باريس يوم الإثنين وكان يفترض أن يخرج برسالة لتأكيد الدعم والمساندة لكييف. فتلويح ماكرون بإرسال قوات إلى أوكرانيا خيم على مؤتمر باريس الذي ضم حوالي 20 من الزعماء الأوروبيين وكشف عن موقف فردي سرعان ما توالت ردود الفعل الأوروبية والأمريكية غير المتوافقة معه.

ويبدو أن حديث الرئيس الفرنسي عن ضرورة عدم السماح لروسيا بالانتصار في الحرب، لم يثر حماسة العديد من الزعماء الأوروبيين ممن حضروا قمة باريس وغيرهم، بالدرجة التي تجعلهم يؤيدون موقفه. وجاء الرفض البات من قبل العديد من الدول الأوروبية ذات الثقل في التكتل، بينما أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى تقارير عن أن بعض الدول الغربية ربما تفكر في الدفع بقوات إلى ساحة المعركة.

وتجنب ماكرون تسمية أي دولة تؤيد رؤيته، قائلا إنه يريد الحفاظ على "الغموض الاستراتيجي".

وقالت الصحيفة إن "حلف شمال الأطلسي (ناتو) يسعى إلى تجنب الانجرار إلى حرب أوسع مع روسيا المسلحة نوويا. لا شيء يمنع أعضاء الناتو من الانضمام إلى مثل هذا المشروع بشكل فردي أو في مجموعات، لكن المنظمة نفسها لن تشارك إلا إذا وافق جميع الأعضاء الـ31".

وأشارت الصحيفة إلى أن الناتو كحلف لا يمد أوكرانيا سوى بالمساعدات والدعم غير الفتاك مثل الإمدادات الطبية والمعدات، "لكن بعض الأعضاء يرسلون الأسلحة والذخيرة من تلقاء أنفسهم، بشكل ثنائي أو في مجموعات".

وأضافت أن اتخاذ قرار بإرسال قوات وإبقائها منتشرة على المدى الطويل "سيتطلب نوعا من قدرات النقل والخدمات اللوجستية التي لا يمكن أن تحشدها إلا دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وربما إيطاليا وبولندا وإسبانيا".

وأشارت الصحيفة إلى أن مؤتمر باريس عقد بعدما وقعت فرنسا وألمانيا وبريطانيا اتفاقيات أمنية ثنائية مدتها 10 سنوات، في ظل سعي حكومة كييف للحصول على المزيد من الإمدادات العسكرية والذخائر.

ويخشى الأوروبيون من خفض الولايات المتحدة دعمها في ظل حزمة المساعدات المعلقة في الكونجرس، كما تساورهم مخاوف من احتمال عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وما قد يترتب على ذلك من تغيير مسار السياسة الأمريكية حيال القارة الأوروبية، بحسب الصحيفة.

وفي ظل هذه المواقف المتباينة والمخاوف ووضع على الأرض يميل لصالح روسيا، لاسيما بعد السيطرة على مدينة أفدييفكا الاستراتيجية في شرق أوكرانيا مؤخرا، يحاول الأوروبيون تلبية مطالب كييف التي تشكو من نقص الذخائر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved