دراسة يابانية: ارتفاع حالات الطلاق بسبب طول فترة العزل المنزلي
آخر تحديث: الثلاثاء 28 أبريل 2020 - 11:00 ص بتوقيت القاهرة
سمر سمير
تعيش العائلات في جميع أنحاء العالم أوقاتا صعبة، بسبب الإغلاق حيث أجبر فيروس كورونا الجميع على البقاء في المنزل، وبدأ يجد البالغون العاملون أنفسهم يحولون مكاتب غرفة المعيشة إلى مكان عمل، ومع زيادة مدة الحظر بدأت العلاقات العائلية في خطر، ويكافح الأزواج للتعامل مع العديد من الضغوطات المنزلية، حتى أصبح الطلاق هو الاتجاه المتبع في أغلب دول العالم.
ووفقا لدراسة تطبيقية يابانية أجراها العالم لأتسوكو أوكانو باحث في المشاكل الزوجية يشرح أنه "عندما تحدث مشكلات مجتمعية واسعة النطاق، يمكن أن تتطور علاقة مستقرة سابقًا بطرق غير متوقعة، حيث يقضي الأزواج وقتًا أطول معًا، ويجد الكثيرون كسورًا في علاقتهم لم يفهموها مسبقًا".
يواصل أوكانو شرح أن هناك ظاهرة مماثلة شوهدت بعد زلزال توهوكو العظيم وتسونامي عام 2011، جعلت الأزواج نتيجة تواجدهم المستمر مع بعضهم البعض قد دفعوا إلى إعادة فحص حياتهم وعلاقاتهم.
وسرد الباحث قصة واقعية حول حالات الطلاق بسبب الحجر الصحي كما نشر موقع "اليابان توداي".
تعيش إيكو، ربة منزل تبلغ من العمر 37 عامًا وتعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات عن بُعد، ونتيجة لانتشار فيروس كورونا قام زوجها بالعمل من المنزل، حتى استحوذ على مساحة عمل في غرفة المعيشة، بينما يتشاجر الزوجان في كثير من الأحيان للتكيف مع الوضع الجديد وتبديل المنزل إلى مكتب عمل، ولم يشاركها في الأعمال المنزلية.
تشرح الزوجة قائلة: "إنه يتصرف دائمًا كأن وظيفته مهمة جدًا، ففي البداية حاولت إيكو تقسيم الأعمال المنزلية، ولكنها سرعان ما وجدت هذا الجهد عديم الجدوى، وأنه أصبح يتدخل في كل شئ داخل المنزل كـ "أين المقلاة؟ ما حجم قطع الخضار هذا؟، ما الذي داخل الثلاجة؟" وما إلى ذلك، وتعترف أنها لا يمكننها الاستمرار في الحياة بهذا الشكل وطلبت منه الطلاق في المحكمة.
وأثبتت الدراسة أن هناك الكثير مثل إيكو في اليابان، في حين أن الطلاق في اليابان أقل شيوعًا بشكل ملحوظ من بعض الدول الغربية مثل أمريكا، إلا أنه أصبح اتجاه متزايد، حيث ما يقرب من ثلث الزيجات تنتهي بالانفصال.
وبشكل غير متوقع، هناك عدد كبير من الأزواج اليابانيين الذين يتطلقون عند التقاعد بين عامي 1990 و 2000، حيث ارتفع معدل الطلاق في هذه الفترة بنسبة 300 في المائة، والسبب في كونه مشابه لأسباب إيكو، لأن الأزواج نادرا ما رأوا بعضهم البعض خلال سنوات عملهم يضطرون فجأة لقضاء الكثير من الوقت معا، وغالبًا ما يعامل الرجال زوجاتهم مثل الخدم ، وليس من المستغرب أن النساء غير الراغبات في قبول هذا التغيير يطلبن الطلاق.