«معركة المنصورة».. بروفة حية على كابوس تخشاه مصر

آخر تحديث: الجمعة 28 يونيو 2013 - 11:25 ص بتوقيت القاهرة
نعمان سمير وأحمد عدلى

عرضت مدينة المنصورة نموذجا لما يمكن أن تتحول له البلاد فى حال اندلاع اشتباكات بين مؤيدى الرئيس (من الأنصار وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين)، والمعارضين لحكمه وجماعته، حيث تحولت شوارع المدينة، مساء أمس الأول، إلى ساحات معرك. أسفرت عن سقوط قتيل، ومئات الجرحى.

 

وكانت اشتباكات اندلعت بين اعضاء من الجماعة والمئات من أهالى مدينة المنصورة، قال عنها شهود عيان لـ«الشروق» أنها بدأت «بالتزامن بين تنظيم مظاهرة إخوانية فى شارع بورسعيد، ووجود عزاء لأحد المواطنين، والذى كان توفى حرقا فى محطة بنزين، حيث نشبت مشادة، تطورت الى اشتباكات».

 

واتفق الشهود على أن «بداية المواجهات الدامية كانت أمام مسجد الجمعية الشرعية، حيث كان أعضاء الجماعة يتجمعون فى حافلة، قبل التحرك نحو ميدان الثورة، حيث يعتصم معارضون للرئيس، إذ تمكن الأهالى من حرق الحافلة».

 

وأسفرت الاشتباكات عن مصرع عبدالحميد صادق عبدالحميد (53 عاما) موظف بمكتب تموين ميت غمر، والذى وصل إلى مستشفى طلخا، جثة هامدة بعد اصابته فى الاشتباكات، فيما أصيب 251 مواطنا من الطرفين، تم نقلهم إلى مستشفيات المنصورة الدولى وطلخا والسنبلاوين.

 

وتراشق الطرفان بالحجارة فى بداية المواجهات، قبل أن تظهر الأسلحة البيضاء والخرطوش، ما أجبر قوات الأمن على إمطار الطرفين بقنابل الدخان والغاز المسيل للدموع على مدى 20 دقيقة متواصلة، لتتمكن من الفصل بينهما، خاصة بعدما اقتربت المواجهات من محيط مديرية أمن الغربية.

 

واحتجز الأهالى المئات من اعضاء الجماعة داخل المنطقة بعد هروبهم ونشوب مشاجرات فى الشوارع الجانبية، خاصة بعدما تم إغلاق شارع السكة الجديدة بمعرفة لدان شعبية.

 

ونجحت الأجهزة الأمنية وقوات الأمن المركزى فى فك الحصار عن أعضاء من الجماعة بعد حصارهم لنحو 14ساعة داخل الجمعية الشرعية ومدرسة جاد الحق بشارع بورسعيد، وهو ما جاء عقب التفاوض مع المئات من الأهالى لإطلاق سراح المحتجزين. وشهدت المنطقة المحيطة بالمسجد انسحاب كامل لقوات الامن بعد تحرير المحتجزين، فيما افرجت الشرطة عن المحتجزين من قسم شرطة اول المنصورة فى ساعة مبكرة من الصباح.

 

وقال محمد السروجى احد شهود العيان إن افراد الاخوان «وصلوا إلى المكان بعد وقت قليل من بداية الاشتباكات، وكانوا يرتدون شارات مميزة على رؤوسهم، بالاضافة الى دروع واقية فى منطقة البطن».

 

وأضاف السروجى أن «خروج تجار سوق الخضار فور بدء الاشتباكات واغلاق اصحاب المحال المجاورة للمسجد، كان له دور كبير فى تراجع المتظاهرين الاخوان الى الخلف، وتشتتهم بعد أن تمت محاصرتهم من كافة النواحى».

 

مشيرا إلى أن «بعض الشباب قدموا من مناطق اخرى فور علمهم بما حدث». وعثر مواطنون على الزميل محمد حيزة مراسل «بوابة روزاليوسف» فى حالة أعياء تام، بعد العثور عليه فى حالة انهيار عصبى وشلل فى الجانب الأيسر من جسده «بعد اختطافه من قبل أعضاء فى العضاء فى الجماعة» بحسب الأهالى.

 

وشكل المئات من المتظاهرين لجان شعبية امام مبنى المحافظة، وأغلقوا الطرق المؤدية اليها، تحسبا لوقع أى اعتداء من قبل عناصر الإخوان، بينما اصدر حزب الحرية والعدالة بيانا حول الأحداث أدان خلاله «الاعتداءات التى نفذها اتحاد بلطجية (الحزب) الوطنى، وأعضاء حركة تمرد، وتعديهم على مسجد الجمعية الشرعية، ومسيرة (لا للعنف.. نعم للشرعية) «محملا» كل من تعاون معهم وصمت على إجرامهم المسئولية الكاملة عن الدماء التى سالت وستسيل».

 

إلى ذلك، هاجم المئات من المتظاهرين احد فروع سلسلة محال زاد، والتى يمتلكها المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان، وأتلفوا محتوياتها بالكامل، واضرموا فيها النار.وأسفرت المواجهات كذلك عن إصابة الرائد احمد عبدالسميع بقسم العلاقات العامة بمديرية امن الدقهلية بجروح قطعية.

 

10 مشاهد من «فيلم رعب» عاشته عروس الدلتا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved