بحضور علماء ووزراء ومفتين.. انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء غدا

آخر تحديث: الأحد 28 يوليه 2024 - 4:22 م بتوقيت القاهرة

- مستشار المفتي للشروق: ورش عمل حول الذكاء الاصطناعي وتحليل إشكاليات المحتوى الديني المتطرف.. الأزمة الإنسانية في غزة على رأس أجندة المؤتمر

تنطلق فعاليات المؤتمر العالمي التاسع لدار الإفتاء المصرية، غدا الإثنين، والذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان «الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع»، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشاركة علماء ومفتين ووزراء من مختلف دول العالم.
وقال الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ومستشار مفتي الجمهورية، الدكتور إبراهيم نجم، إن المؤتمر يسعى إلى استنهاض همم العلماء والباحثين وأصحاب الرأي والفكر في العالم، لافتا إلى أن المؤسسات الدينية بشكل عام والإفتائية بشكل خاص تستطيع أن تؤدي دورا مهما في قضية الإصلاح الأخلاقي وترسيخ المعاني الصادقة لمفهوم حقوق الإنسان.
وأضاف نجم في تصريحات لـ "الشروق": "إن المفتون والعلماء في العالم كله بما لهم من اتصال وثيق بالمواطنين والحكومات والمؤسسات الفاعلة يضطلعون بدور مهم في توظيف الفتوى لنشر القيم الأخلاقية، ويملكون الآليات وأدوات التأثير التي تمكنهم من إحداث حراك إيجابي في العالم في مجال القيم الأخلاقية والروحية لتسود العالم كله.
وأشار نجم إلى أن المؤتمر هذا العام يحضره كبار المفتين والوزراء والعلماء من أكثر من 104 دولة حول العالم، وبمشاركة أممية عالية المستوى من عدد من الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي والمفوضية الأوربية، مشيرا إلى أن المؤتمر العالمي للإفتاء يعد حدثا سنويًا مهمًا يساهم في تعزيز مكانة الإسلام في العالم، ونشر القيم والمبادئ الإسلامية، وتعزيز التعاون بين المسلمين.
وأكد أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تتربع على قائمة الموضوعات المطروحة للمناقشة في جلسات المؤتمر؛ في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من مجازر يومية يندى لها جبين الإنسانية.
وأوضح نجم، أن القضايا المدرجة على أجندة المؤتمر ستدور حول ثلاثة محاور وهي: المحور الأول"البناء الأخلاقي في الإسلام ودور الفتوى في تعزيزه"، والذي يناقش أهمية الأخلاق في الإسلام ودور المفتين في نشرها وتعزيزها بين المسلمين، من خلال إصدار الفتاوى التي ترسخ القيم والمبادئ الإسلامية، وتعالج الظواهر السلبية التي قد تهدد المجتمع.
استكمل قائلا: "المحور الثاني يأتي بعنوان "الفتوى والواقع العالمي.. الأفكار والمبادئ"، ويبحث آليات التعامل مع التحديات والقضايا المستجدة التي يواجهها المسلمون في مختلف أنحاء العالم، من خلال تطوير منهجية للفتوى تتناسب مع العصر الحديث، وتراعي التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية".
وتابع نجم قائلا: "المحور الثالث يأتي بعنوان "الفتوى ومواجهة عقبات وتحديات البناء الأخلاقي لعالم متسارع"، ويتناول العوامل التي تعيق نشر القيم الأخلاقية في المجتمع، مثل انتشار الأفكار المتطرفة والظواهر السلبية، ودور المفتين في التصدي لهذه العوامل من خلال نشر الوعي والتثقيف، وتعزيز الحوار بين مختلف فئات المجتمع.
وأوضح أن أعمال المؤتمر ستشهد 3 ورش عمل، حول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في العلوم الشرعية عامة وعلوم الفتوى على وجه الخصوص، وحول إدارة الحوار العلمي من جهة والديني الإفتائي من جهة أخرى؛ لوضع ميثاق أخلاقي للتطورات في مجالات العلوم التجريبية والطبيعية والاجتماعية، والذكاء الاصطناعي، وحول رصد وتحليل إشكاليات المحتوى الديني المتطرف في المنصّات الرقمية وسبل معالجته".
ومن المقرر أن يشهد المؤتمر تسليم جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي بلشيخ حسين كافازوفيتش، المفتي العام للبوسنة والهرسك، حيث تأتي هذه الجائزة تكريمًا للجهود المبذولة في تعزيز الفتوى الرشيدة ونشر القيم الإسلامية.
كما سيتم إطلاق العديد من المبادرات العالمية المهمة، منها: إصدار الميثاق العالمي للقيادات الإفتائية والدينية في صنع السلام ومكافحة خطاب الكراهية وحل النزاعات، والدليل الإرشادي لمكافحة الإسلاموفوبيا، والدليل الإرشادي للحوار الديني، والدليل الإرشادي للدبلوماسية الرقمية، والدليل الإرشادي لمكافحة الإلحاد، والموسوعة العلمية للتدين الصحيح والتدين المغشوش.
وأيضا سيشهد المؤتمر إطلاق أول ميثاق إفتائي عالمي للقيادات الإفتائية والدينية في صنع السلام ومكافحة خطاب الكراهية وحل النزاعات، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة والهيئات الإفتائية ومنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات على هامش المؤتمر.
يذكر أن المؤتمر العالمي للإفتاء يقام سنويًا، بمشاركة عدد كبير من العلماء من دول العالم؛ ويعد منصة هامة لمناقشة دَور الفتوى في تعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية، ومواجهة تحديات العصر الحديث، إضافة إلى تعزيز التعاون بين مؤسسات الفتوى والمنظمات الدولية والإقليمية، ومحاولة الخروج بتوصياتٍ عمليةٍ لتعزيز البناء الأخلاقي في المجتمعات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved