قصة صعود «المرأة الحديدية» من بيطرية إلى نائبة محافظ متهمة فى رشوة فساد

وعلى الرغم من مقولة نائبة المحافظ ــ التى تلقب بـ«المرأة الحديدية»: «أنا لا أجلس فى مكتبى، وشغلى ميدانى، ولا أكتفى بالاستماع فقط؛ بل أراقب بنفسى»، إلا أن سجلها لم يخل من البلاغات المقدمة ضدها إلى النيابة الإدارية والكسب غير المشروع، ومنذ تصعيدها دخلت فى حروب غير معلنة مع شاغلى منصب السكرتير العام للمحافظة حول صلاحيات كل منهما.

محافظ الإسكندرية الأسبق محمد عبدالظاهر، أوكل لـ«الخولى» ملفى مجابهة البناء المخالف، واستعادة أراضى الدولة المنهوبة، وهما الملفان اللذان يئن «الثغر» منهما «فسادا»، حيث تقدر قيمة مخالفاتهما بمليارات الجنيهات، الأمر الذى تسبب فى لفت أنظار الرقابة الإدارية إليها.

وبدأت البلاغات ضد الخولى مع تقرير المجزر الآلى فى البساتين فى مارس 2016، الذى تضمن مسئوليتها عن عدد من المخالفات؛ باعتبارها مديرة الطب البيطرى فى القاهرة حينها، ومن هذه المخالفات «السماح بذبح ومبيت الحيوانات فى المجزر دون رسوم، والتزوير فى عدد من قسائم المذبوحات، والسماح للعمال بالمبيت داخل المجزر».

وسبق ذلك أن اتهمت نائبة محافظ الإسكندرية ــ فى شكوى مقدمة للكسب غير المشروع ــ بامتلاك 5 شقق فى أماكن مختلفة، ومشاركتها فى ملكية شركة لحوم، وامتلاك 4 حسابات بنكية، وأراض وشاليهات فى محافظتى مطروح والبحر الأحمر، فضلا عن شراء محرقة لإعدام اللحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمى والحيوانات النافقة فى مجزر البساتين، بمبلغ 950 ألف جنيه فى عام 2010، على الرغم من أن تكلفتها لا تتجاوز 300 ألف جنيه، وفقا لبلاغ تقدمت به مديرة الطب البيطرى لنيابة جنوب القاهرة آنذاك.

وبدأت الخولى حياتها السياسية بالانتقال من مهنة الطب البيطرى، إلى منصب نائبة محافظ البحر الأحمر، ثم نائبة محافظ الإسكندرية، وعاصرت 4 محافظين، بدءا من هانى المسيرى مرورا بمحمد عبدالظاهر، ثم رضا فرحات، وانتهت نائبا للمحافظ الحالى محمد سلطان، قبل القبض عليها بتهمة الرشوة.

حصلت على بكالوريوس العلوم الطبية البيطرية من جامعة القاهرة فى مايو 1981، ودبلومة جودة وسلامة الغذاء من جامعة عين شمس فى 2011، وشغلت قبل منصب وكيلة مديرية الطب البيطرى فى القاهرة، ومدير إدارة الطب البيطرى، ومدير مجزر البساتين، ونقيب الأطباء البيطريين.

واشتركت الخولى فى اللجنة المشكلة بقرار من محافظ القاهرة لمراجعة الاشتراطات الصحية والبيئية لمجازر الدواجن، وسافرت إلى ألمانيا فى إطار التعاون مع برلين، وبعدها توجهت إلى البرازيل لمعاينة وفحص 2000 طن دواجن مذبوحة لصالح جهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة، وسافرت إلى نيوزيلندا لمعاينة 19 مجزرا لذبح الحيوانات، وسافرت إلى المجر للعمل كمدرب لإعداد كوادر على أعمال المجازر.

وتدرجت أيضا فى مناصب «طبيب بيطرى فى مجزر السويس، ثم وكيلا للمجزر، ووكيلا لإدارة المجازر والتفتيش فى المحافظة، ووكيلا لإدارة المجازر والتفتيش فى الشرقية، ومديرا لمجزر الغردقة، ثم مديرا تنفيذيا لمشروع التأمين على المذبوحات فى البحر الأحمر، ومديرا لإدارة التفتيش على اللحوم، ومديرا عاما للطب البيطرى، فى المحافظة ذاتها، ثم مستشارا لرئيس الهيئة الخدمات البيطرية، ووكيلا لمديرية الطب البيطرى فى القاهرة».

وسبق أن حصلت الخولى على دورات تدريبية فى الإعداد لشغل الوظائف القيادية، ومواجهة الكسب غير المشروع، وإدارة الأزمات والكوارث، وإدماج المرأة فى الخطة القومية، مهارات التفاوض.

كانت هيئة الرقابة الإدارية ألقت القبض على نائبة محافظ الإسكندرية، لاتهامها بالتورط فى عدة وقائع فساد، تشمل: «الرشوة، والإضرار بالمال العام، والتربح».

وأوضحت الهيئة أن التحريات أكدت تقاضيها أموالا وعطايا مادية، ومصوغات ذهبية تخطت مليون جنيه، من عدد من رجال الأعمال، مقابل استغلال سلطاتها، والإخلال بواجبات الوظيفة، وإيقاف وتعطيل تنفيذ قرارات الإزالة الصادرة لمبان أقيمت دون ترخيص، أو على أرض ملك الدولة، كما أكدت التحريات تعمدها إخفاء عناصر ثروتها التى وصفتها الرقابة الإدارية بـ«غير المشروعة» تجنبا لملاحقتها.