الجيزة فى جولة الإعادة.. شوارع مزدحمة ولجان خاوية

آخر تحديث: الأربعاء 28 أكتوبر 2015 - 10:07 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ إسماعيل الأشول:

• قاضٍ فى بولاق الدكرور يواجه «الفراغ» بمتابعة «الفيس بوك» ويعلق على «العملية الانتخابية»: «كله زى الفل»

• إحدى الناخبات تشير لأطفال يأكلون من القمامة: «هذا سبب من أسباب العزوف.. والمقاعد محجوزة»

من ميدان التحرير فى سيارة نقل عام، مرورا ببعض لجان دائرة الدقى والعجوزة، ومنها فى سيارة أجرة صغيرة إلى دائرة بولاق الدكرور، وصولا إلى دائرتى الطالبية والعمرانية عبر أكثر من «توك توك»، رصدت «الشروق»، أجواء اليوم الأول من مرحلة الإعادة ببعض مناطق محافظة الجيزة، التى بدا التناقض فيها واضحا، بين شوارع ومواصلات عامة مزدحمة، ولجان انتخابية خاوية.

على مقعد خشبى، جلس رئيس اللجنة الفرعية رقم 134 بمدرسة صفية زغلول فى بولاق الدكرور، أمام مكتبه يتابع حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، من خلال «لاب توب» احتل مساحة كبيرة من المكتب، وسط خلو اللجنة من الناخبين، واكتفى رئيس اللجنة فى إجابته عن سؤال لـ«الشروق» عن مجريات العملية الانتخابية، بالقول: «كله زى الفل»، قالها وهو ينقر بسبابته اليمنى أسهم لوحة المفاتيح وعينه على الشاشة تتابع آخر مشاركات الأصدقاء.

حتى ظهر أمس، لم يختلف الوضع كثيرا باللجنة رقم 126 بالمدرسة ذاتها، إذ قال رئيس اللجنة إن عدد المصوتين لم يتجاوز 15 ناخبا، من مجموع 2424 مقيدا، وأشار إلى أن التصويت بالجولة الأولى فى اللجنة بلغ 335 ناخبا.

«الناس قرفانة وحالة البلد تعبانة»، هكذا فسر محمد محمد عيسى 57 عاما، عدم إقبال الناخبين على التصويت، وقال لـ«الشروق» بعدما أدلى بصوته: «آمل أن تتحسن الأوضاع، نصحت أولادى بالتصويت، وأتمنى أن تتحسن الأحوال، لدى مصنع للمسابح بخان الخليلى لكننا فى حالة ركود الآن بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية».

باللجنة رقم 167 بالدائرة ذاتها، ومقرها المركز الطبى الحضرى بزنين، التف رئيس اللجنة والموظفين حول صندوق الاقتراع فى حجرة صغيرة، وأمامهم أوراق الاقتراع فى انتظار الناخبين، وقال رئيس اللجنة إنها تضم 2483 صوتا، حضر منها فى الجولة الأولى 379 ناخبا، وحضر حتى ظهر أمس، نحو أربعين مصوتا.

لم يختلف الوضع كثيرا فى عدد من لجان الدقى والعجوزة الواقعة بمدرسة الجيزة الثانوية، وبدا المشهد مكررا فى لجان الطالبية والعمرانية، كلجان مدرسة محمد محمود عبدالعزيز (أم الأبطال سابقا).

أم اسلام، 59 عاما، تلتحف عباءة سوداء وتغطى رأسها بحجاب من ذات اللون، قالت وهى تشير لأطفال يعبثون فى القمامة بحثا عن طعام، بعدما ألقى أحد الأشخاص قفصا مليئا بحبات الجوافة الفاسدة على مقربة من جامع «السنية» بشارع ناهيا: «انظر.. هذا سبب من أسباب ان الناس مش فى بالها انتخابات ولا زفت.. احنا دايخين ورا لقمة العيش ومش فى بال الحكومة.. عشان كده لا الحكومة فى بالنا ولا انتخاباتها».

كانت أم إسلام فى طريقها من شارع ناهيا إلى شارع العشرين المؤدى لفيصل بالجيزة، صحبتها «الشروق» فى رحلتها داخل توك توك سار بصعوبة فى طرق غير ممهدة تحوطها أكوام من القمامة، لتضيف «وعايزه أقول حاجة كمان.. الانتخابات كده كده هتتعمل وهتتم.. محجوزة يعنى.. وسواء روحت أو مروحتش ملناش تأثير ومش فارقة معاهم».

وأشارت السيدة إلى الطريق غير الممهد وقالت: «بقالوا سنين من غير رصف»، فتدخل سائق التوك التوك وقال ضاحكا: «رصف.. هما بس يشيلوا الزبالة».

وأضاف: «احنا فى وادى وهما فى وادى»، وأشار إلى لافتة أحد المرشحين متابعا: «أهو الراجل ده بيترشح من عشرين سنة وبينجح ومعملناش حاجة»، وقال «فيه مرشح صغير أول مرة يترشح وبيشارك فى الإعادة وهروح أنتخبه.. لكن اللى مش عارفه من الناس مبيروحش».

وعن الرشاوى الانتخابية زاد الشاب الذى كان يعمل بالسياحة قبل قيام الثورة: «طبعا فيه ناس بتدفع وفيه ناس بتروح وتاخد الفلوس وتعمل اللى هما عايزينه.. بس فى الآخر دى ما اسمهاش انتخابات».

وقالت سيدة ثلاثينية تحمل طفلا على كتفها: «شوف أنا بس اللى رايحة الانتخابات من العمارة كلها.. الناس زهقت.. الأسعار نار والميه بتقطع علينا كتير فى فيصل ومحدش بيحل.. ياريت المجلس اللى جاى يعمل حاجة».

من أمام مخبزه الذى ينتج خبزا مدعما، وقف حمادة صلاح 43 عاما بحى بولاق الدكرور، واضعا يده على صدره وقال: «مش رايحين انتخابات.. اللى بينزلوا مبيساعدوش غير اللى ليهم.. أنا أصلا مش عايزها وتفضل البلد ماشية زى ما ممشيها السيسى»، وزاد باسما: «كده حلو».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved