تقرير للأمم المتحدة يحذر: العالم أهدر فرصة كبيرة للحد من التغيرات المناخية

آخر تحديث: الخميس 28 أكتوبر 2021 - 1:59 م بتوقيت القاهرة

ياسمين سعد

وفقا لتقرير صدر عن الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي، فإن العالم قد أهدر فرصة كبيرة للحد من أضرار التغيرات المناخية، خلال فترة عزل وباء كوفيد 19، وبناء على ذلك فإن الكرة الأرضية تواجه ارتفاعا كارثيا في درجات الحرارة، ستصل إلى 2.7 درجة إذا فشلت الدول الصناعية الكبرى في تحقيق تعهداتها بشأن تغيرات المناخ.

يوضح التقرير، الذي صدر خلال اجتماعات قمة كوب 26، التي تقام في مدينة جلاسكو، وهي القمة المعنية بالتأكيد على ضرورة التزام الدول الصناعية الكبرى باتفاقيات التغيرات المناخية، أن التعهدات الحالية للدول ستخفض الكربون بنحو 7.5% فقط بحلول عام 2030م، وهو أقل بكثير من النسبة التي قدرها العلماء، حيث أكدوا أن نسبة انخفاض الكربون يجب أن تكون 45%، وذلك للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.

بالرغم من أن أكثر 100 دولة تعهدت في منتصف القرن تقريبا بأن تصل نسبة انبعاثات الغازات لديها إلى صفر%، إلا أن هذا لم يحدث على أرض الواقع، فقد أوضح تقرير الأمم المتحدة أن نية الدول الصناعية لم تتوافق مع أفعالها، وأنها إن لم تتحرك الآن لتقليل هذه الانبعاثات، فستحدث كارثة فعلية في كوكب الأرض.

يقول إنجر أندرسون المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لموقع "الجارديان": "لم تعد التغيرات المناخية مشكلة مستقبلية، بل أصبحت مشكلة نعيشها الآن، ولدينا 8 سنوات فقط لكي نقلل انبعاثات الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري إلى النصف، إذا كنا نريد أن نحظي بأي فرصة لكي لا ترتفع درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية، فالساعة تدق والوقت يمر".

وجد تقرير الأمم المتحدة أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري انخفضت عن العام الماضي بنسبة 5.4%، لكن المقلق هو أن خمس الإنفاق العالمي فقط هو ما أنفق على الجهود التي من شأنها خفض غاز الكربون، وقد أوضح التقرير أن هذا الفشل في إعادة دورة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها بالطريقة المثلى خاصة بعد فترة عزل وباء كوفيد 19، يبدو مقلقا، لأنه لا يفي بالتعهدات التي تعهدت بها الدول الكبرى، ويثير الشكوك حول ما إذا كانت هذه الدول ستلتزم بالتحول الاقتصادي الضروري للحد من أزمة التغيرات المناخية.

يقول أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة: "حرارة الكرة الأرضية في ارتفاع مستمر، لكن كما أظهر التقرير، نحن لا يوجد لدينا القيادة المناسبة التي نحتاجها لإدارة هذه الأزمة، فالدول الكبرى تهدر فرصة كبيرة في استغلال إعادة الاقتصاد بعد التوقف بسبب فترة عزل جائحة كوفيد 19، باستثمار موارد مالية توفر طرق مستدامة ونظيفة للطاقة والتي ستفيد الكوكب، والتقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة هو تنبيه لما نحن مقدمين عليه، فكم تنبيه نحتاج لنتحرك؟".

كان من المفترض أن تقدم العديد من البلدان خططها لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري قبل قمة كوب 26 بجلاسكو، وذلك وفقا لاتفاقية باريس للمناخ لعام 2015م، لكن نصف البلدان فقط هي من قدمت خططهم والباقي لم يقدم أي شيء، هذا بجانب ازدياد بواعث غازات الاحتباس الحراري في العديد من البلدان خاصة في الصين والهند، كما أن بعض الدول التي قدمت خططها مثل روسيا، البرازيل، أستراليا، والمكسيك، كانت خططهم ضعيفة، ولم ترق لما تعهدوا به خلال اتفاقية باريس.

تقول جوانا ديبليدج، الباحثة بمركز كامبريدج للبيئة والطاقة وإدارة الموارد الطبيعية: "الوضع الذي رأيناه في تقرير الأمم المتحدة بشأن ما تم تقديمه من خطط الدول للتقليل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري قاتم جدا، فهي تعرض أقل من نصف ما تعهدت به الدول في اتفاقية باريس 2015م، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو وجود فجوة بين الإقرار بهذه التعهدات وبين تنفيذها، فالعديد من الدول الكبرى التي تطلق الانبعاثات ليسوا حتى على المسار الصحيح للوفاء بتعهداتهم الحالية".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved