إيلون ماسك يثير رعب العاملين في الحكومة الأمريكية بعد نشر أسماء موظفات يريد تسريحهن
آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024 - 8:46 ص بتوقيت القاهرة
سي إن إن
عندما قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إن إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي سيوصيان بإجراء تخفيضات كبيرة في أعداد العاملين في الحكومة، كان العديد من الموظفين يعرفون أن وظائفهم قد تكون على المحك.
والآن لديهم خوف جديد: أن يصبحوا أهدافا شخصية لأغنى رجل في العالم وأتباعه.
ففي الأسبوع الماضي، وسط موجة من رسائله اليومية، أعاد ماسك نشر منشورين على منصة إكس (تويتر سابقا) يكشفان عن أسماء ومناصب موظفات يشغلن 4 مناصب حكومية غامضة نسبيًا تتعلق بالمناخ.
وتمت مشاهدة كل منشور عشرات الملايين من المرات، وقامت واحدة على الأقل من الموظفات المذكورات بحذف حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من أن المعلومات التي نشرها عن تلك المناصب الحكومية متاحة من خلال قواعد البيانات العامة عبر الإنترنت، فإن هذه المنشورات تستهدف موظفين حكوميين غير معروفين لا يتعاملون بشكل مباشر مع الجمهور.
وقال العديد من الموظفين الحاليين، لشبكة CNN، إنهم "يخشون أن تتغير حياتهم إلى الأبد بما في ذلك التعرض للتهديد الجسدي حيث يحول ماسك الموظفين إلى أهداف شخصية".
وأضاف آخرون أن "التهديد بالوقوع في مرمى نيران ماسك قد يدفعهم إلى ترك وظائفهم، وتحقيق أهداف ماسك دون مراجعة مناسبة".
وقال إيفرت كيلي، رئيس الاتحاد الأمريكي لموظفي الحكومة، الذي يمثل أكثر من 800 ألف من 2.3 مليون موظف: "تهدف هذه التكتيكات إلى بث الرعب والخوف بين الموظفين وجعلهم خائفين من التحدث".
وهذا ليس سلوكا جديدا بالنسبة لماسك، الذي غالبا ما ينتقد الأفراد الذين يزعم أنهم ارتكبوا أخطاء أو يقفون في طريقه.
وقالت إحدى الموظفات السابقات، التي استهدفها ماسك سابقا، إنها عانت من شيء مشابه جدًا: وذكرت ماري "ميسي" كومينجز، أستاذة الهندسة وعلوم الكمبيوتر في جامعة جورج ماسون، والتي أثارت غضب إيلون ماسك بسبب انتقاداتها لشركته تسلا عندما كانت في الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة: "هذه طريقته في ترهيب الناس إما للاستقالة أو إرسال إشارة إلى جميع الوكالات الأخرى بأنكم التاليون".
وذكرت: "يجب على شخص ما أن يتحدث. لن أسمح له بالانتصار".
الاختفاء بعد الهجمات
في الأسبوع الماضي، أعاد ماسك نشر منشور يقول: "لا أعتقد أن دافعي الضرائب في الولايات المتحدة يجب أن يدفعوا مقابل توظيف مديرة تنويع المناخ في مؤسسة التمويل الإنمائي الدولية الأمريكية".
ويبدو أن الموظفة التي استهدفها ماسك اختفت منذ ذلك الحين على وسائل التواصل الاجتماعي، وأغلقت حساباتها.
وتقول مؤسسة التمويل الإنمائي الدولية الأمريكية، إنها تدعم الاستثمار في التخفيف من آثار تغير المناخ والمرونة والتكيف في البلدان المنخفضة الدخل التي تعاني من أكثر الآثار تدميراً.
وذكر مسؤول في مؤسسة أنها لا تعلق على المناصب أو الأمور الفردية للموظفين.
كما انتقد ماسك كبير مسؤولي المناخ في وزارة الطاقة في مكتب برامج القروض، الذي يمول تقنيات الطاقة الناشئة التي تحتاج إلى استثمار مبكر ومنح 465 مليون دولار لشركة تسلا موتورز في عام 2010، مما ساعد في وضع شركة المركبات الكهربائية التابعة لماسك كشركة رائدة في صناعة المركبات الكهربائية.
وتعمل كبيرة مسؤولي المناخ على "تقليل الحواجز وتمكين نشر الطاقة النظيفة" وفقًا لسيرتها الذاتية على الإنترنت.
وكانت موظفة أخرى، تعمل كمستشارة للعدالة البيئية وتغير المناخ في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، هدفًا آخر لماسك.
وتركز وزارة الصحة والخدمات الإنسانية على حماية الصحة العامة من التلوث والمخاطر البيئية الأخرى، وخاصة في المجتمعات ذات الدخل المنخفض التي تعاني من حصة أعلى من التأثيرات، وتم تدشين المكتب لأول مرة في وزارة تحت إدارة بايدن في عام 2022.
وكذلك ركز ماسك على مستشارة للمناخ في وزارة الإسكان والتنمية الحضرية، وقال إنه لا يجب دفع راتبها من أموال دافعي الضرائب.
وتواصلت شبكة CNN مع الموظفات اللائي رفضن التعليق أو لم يتم الوصول إليهن، كما تواصلت CNN مع وزارة الصحة والخدمات الإنسانية ووزارة الطاقة ووزارة الإسكان والتنمية الحضرية.
وأشار الاتحاد الأمريكي لموظفي الحكومة إلى أن ماسك نفسه استفاد من برامج الحكومة.
تعريض الناس للخطر
وتواصلت CNNمع العديد من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في التحرش الإلكتروني والتشهير والإساءة عبر الإنترنت لكن العديد منهم رفضوا التعليق على السجل خوفًا من أن يصبحوا أهدافًا لماسك، وقال أحدهم: "ما حدث له تأثير مخيف لا يصدق"، وذكر آخر أنهم "لم يفاجأوا" بإعادة نشر ماسك لهذه المنشورات، مضيفًا أنها مثال على "نمط كلاسيكي" من التحرش الإلكتروني.
ولم يستجب راماسوامي بشكل مباشر للأسئلة حول تحديد الموظفين، لكنه قال لـCNN: "معظم الموظفين، مثل معظم البشر، هم أشخاص طيبون في الأساس ويستحقون أن يعاملوا باحترام، لكن المشكلة الحقيقية هي البيروقراطية، وخصمنا ليس فردًا معينا بل هو البيروقراطية".