بايدن يزور أنجولا يوم الاثنين.. الاستثمار والتجارة على رأس الأجندة الأمريكية في مواجهة النفوذ الصيني بأفريقيا

آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024 - 11:48 ص بتوقيت القاهرة

آية أمان

يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين المقبل، دولة أنجولا في أول وآخر رحلة له بالقارة الأفريقية منذ توليه الإدارة الأمريكية في يناير 2021.

واختار بايدن، دولة أنجولا التي تقع في المنطقة الغربية من جنوب أفريقيا، ويعتمد اقتصادها بشكل كبير على النفط والغاز، الذي يمثلان أكثر من 90% من الصادرات و43% من الناتج المحلي الإجمالي، بينما تحتكر الصين والهند الشراكة التجارية الأولى معها.

وتأتي زيارة بايدن المتأخرة للقارة الأفريقية في وقت تشهد فيه القارة حربا باردة جديدة أشعلتها الصين؛ للتنافس مع القوى الأوروبية والاستعمارية القديمة في القارة، إذ تشهد هذه الأيام زيادة النفوذ الصيني والروسي، وغيرهما من القوى الناشئة في أفريقيا من الشرق الأوسط والخليج، بحسب ما رصدت العديد من الدراسات المعنية حول تطور العلاقات الخارجية للدول الأفريقية.
وقال البيت الأبيض، إن برنامج الرئيس بايدن يضمل 5 أهداف تشمل تعزيز الشراكات الاقتصادية التي تحافظ على قدرة الشركات الأمريكية على المنافسة، والاحتفال بخط سكة حديد جديد بطول 800 كيلومتر يربط بين أنجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا، وهو ما يعكس الهدف الأمريكي الأساسي من الزيارة التي يتضمن توسيع التجارة والاستثمار ويعزز التنافي الجيوسياسي مع الصين وروسيا في أفريقيا، حيث يضاهي الاستثمار في البنية التحتية مبادرة الحزام والطريق الصينية في المنطقة.
وتتضمن أهداف الزيارة – حسب إعلان البيت الأبيض- تعزيز الديمقراطية والمشاركة المدنية والتعاون في ملف أمن المناخ والتحول إلى الطاقة النظيفة، وتعزيز السلام والأمن في أنجولا وبقية أفريقيا.
وكانت أنجولا، قد خاضت حربا أهلية بين عامي 1975 حتى 1988 بعد تمرد عنيف من الجبهة الوطنية لتحرير أنجولا FNLA والتي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الحكومة الاشتراكية الشيوعية المدعومة من الاتحاد السوفيتي وكوبا، وكانت تحكم أنجولا منذ الاستقلال في 1961، حتى تخلت أنجولا عن الشيوعية وحكم الحزب الواحد منذ عام 1990.
وأجريت أول انتخابات متعددة الأحزاب في عام 1992.

وأقامت الولايات المتحدة، علاقات دبلوماسية مع أنغولا في عام 1993 واحتفلت بمرور 30 عامًا على العلاقات في 19 مايو 2023، وزار 6 وزراء خارجية أمريكيين أنجولا حتى عام 2020.
وازدهرت العلاقات بين الولايات المتحدة وأنجولا بشكل أكبر في عهد بايدن.
وفي سبتمبر 2023، أصبح لويد أوستن أول وزير دفاع أمريكي يزور أنجولا.
وعززت الزيارة، التعاون بين الولايات المتحدة وأنجولا من خلال خلق حوار رفيع المستوى بين البلدين، والتعاون في مجال الأمن السيبراني والأمن الفضائي والبحري.
وفي نوفمبر 2023، استقبل بايدن الرئيس الأنجولي جواو لورينسو في البيت الأبيض، وناقشا عدة مجالات للتعاون، وشملت هذه المجالات الاقتصاد والأمن والطاقة والنقل والاتصالات والزراعة والفضاء الخارجي.
يذكر أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لم يقم بأي زيارة إلى القارة الأفريقية خلال فترة ولايته الأولى، وهو ما يعكس أهمية الزيارة المنتظر أن يقوم بها بايدن في أخر أسابيع له بالبيت الأبيض.
وتعليقا على الزيارة، قال كريستوفر إيزيكي مدير المركز الأفريقي لدراسة الولايات المتحدة بجامعة بريتوريا، في مقال صحفي، إنه على الرغم من أهمية زيارة بايدن كتطور إيجابي في العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا، إلا أنها تحمل عواقب جيوسياسية واقتصادية واستراتيجية على العلاقات بين أنجولا والصين، وأفريقيا والصين.
وأكد إيزيكي، أنه ينبغي على الدول الأفريقية أن تضع نفسها في موقف يسمح لها باستغلال الفرص التي تقدمها هذه "الحرب الباردة الجديدة" بين الولايات المتحدة والصين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved