فتاة (كشف العذرية) تنتصر على (العسكر) بحكم قضائى تاريخى

آخر تحديث: الأربعاء 28 ديسمبر 2011 - 11:15 ص بتوقيت القاهرة
محمد بصل وعلياء حامد

أصدرت محكمة القضاء الإدارى أمس حكما تاريخيا اعتبره نشطاء الثورة انتصارا لهم على سياسات المجلس العسكرى بسبب تعامله الأمنى مع المتظاهرين خاصة النساء منهم حيث قضت المحكمة بوقف تنفيذ قرار الجهة العسكرية المختصة بإجراء فحوص إجبارية على الفتيات المتظاهرات فى ميدان التحرير لكشف العذرية.

 

صدر الحكم لصالح الفتاة سميرة إبراهيم، التى كانت من المتظاهرين فى ميدان التحرير يوم 9 مارس الماضى فاعتقلها جنود الجيش دون اتهام أو تحقيق واحتجزوها بالسجن الحربى وخضعت مع بضع زميلات لها لفحص كشف العذرية بدون رضاهن مما مثل حسب حيثيات الحكم مخالفة صارخة للقانون والدستور وإهدار لحرمة الحرية الشخصية.

 

وتأخر موعد فتح الجلسة ساعتين كاملتين، قبل أن يتلو المستشار عبدالسلام النجار عضو اليمين الحكم لتنطلق مسيرة النشطاء بفرحة جنونية من قاعة الجلسة إلى التحرير تقودها سميرة التى هتفوا لها: «يا سميرة ارفعى راسك أنت أشرف من اللى داسك»، «يا قضاة يا قضاة أنتم لنا بعد الله»، وهتفوا بجميع الشعارات المنددة بحكم المجلس العسكرى، وعلى رأسها «ثوار راجعين يوم 25»، و«المجلس باطل»، و«الشعب يريد إسقاط العسكرى».

 

وفى أول تصريح لها بعد الحكم، أهدت سميرة الحكم إلى «جميع فتيات مصر اللاتى أزعجهن مشاهد السحل فى التحرير مضيفة: «لم أكن لأكمل مشوارى دون مساندة النشطاء المدنيين، ورفاق الثورة الذين تضامنوا معها منذ اليوم الأول».

 

وقال محاميها أحمد حسام: «هذا الحكم مجرد خطوة أولى على طريق إدانة جميع التصرفات الأمنية الباطلة، التى ارتكبها المجلس العسكرى منذ توليه شئون الحكم، وما زال هناك ملف إحالة المدنيين للتحقيق والقضاء العسكرى، وما زال القضاء العسكرى ينظر قضيتى مرتكبى واقعة كشف العذرية وأحداث ماسبيرو، حيث تبين أن المتهمين المقدمين للمحكمة فى القضيتين هم عدد من الجنود البعيدين كل البعد عن دائرة اتخاذ القرار».

 

«قولنا عيش وكرامة حرية.. عملولنا كشوف العذرية»، كان هذا أحد الهتافات التى رددها عشرات المتضامنين مع سميرة إبراهيم، أثناء التظاهرة التى نظموها أمام مجلس الدولة، قبل صدور الحكم.

 

وكان التيار الأبرز فى التظاهرة هو الجبهة السلفية، التى رفع المنتمون لها لافتات كتب عليها: «إلا نساءنا»، و«نساء مصر خط أحمر»، و«عندما يصير عرض المصريات بلا ثمن فهل يبقى شيئا نحيا من أجله؟». و«القصاص من كل كلب امتدت يده لعرض»، بالإضافة إلى وجود عدد من إعلاميين ورموز التيارات الأخرى المختلفة منهم الكاتب الصحفى، وائل قنديل، والإعلامية بثينة كامل، وأستاذة العلوم السياسية دكتورة هبة رءوف، والناشطة الحقوقية عزة سليمان، بينما وجد داخل قاعة المحكمة البطل أحمد حرارة الذى فقد عينيه فى أحداث الثورة المستمرة، وشقيقة الشهيد مينا دانيال، والسيدة التى تعرضت للضرب أثناء فض اعتصام مجلس الوزراء، الشهيرة بماما خديجة، والمنتج محمد العدل، وأيمن نور، ونحو 1000 من نشطاء ميدان التحرير.

 

وقال مهندس حامد مشعل، من المكتب الإعلامى للجبهة السلفية، إن السبب وراء مشاركتهم فى المظاهرة هو: «رفض الانتهاكات التى حدثت لسميرة وغيرها من البنات فى الفترة الماضية من قبل قوات الجيش»، مبررا تأخر التضامن مع سميرة رغم أن القضية رفعت من فترة طويلة بأن الإعلان لم يظهرها بالشكل الحقيقى، مؤكدا أن «الجبهة تتعامل مع كل قضايا المعتقلين والمعذبين، ويشاركون فى كل المظاهرات ما عدا اعتصام مجلس الوزراء». وردا على اتهامات بعض رجال الدين للبنات المشاركات فى المظاهرات والاعتصامات، قال مشعل: «ما بيننا وبينكم دين، فرجل الدين لا يحق له أن يتكلم بهواه، وإن كان لديكم دليل على صحة ما تقولون فأطلعونا عليه، ولكن مرفوض الافتراء على أى شخص بلا دليل»، مؤكدا أن الجبهة «ستشارك فى كل القضايا والتظاهرات الخاصة بالانتهاكات الخاصة بالنساء». وعلقت الإعلامية بثينة كامل على الحكم بوصفه «انتصار لجميع نساء مصر»، وقالت: «سميرة إبراهيم هى رأس الحربة التى سنحاكم بها المجلس العسكرى على جرائمه ضد المتظاهرين»، مؤكدة أن كشوف العذرية هى «مجرد نموذج للممارسات التى يتعرض لها المعتقلون فى سجون المجلس العسكرى». ودعت جميع الفتيات اللاتى تعرضن لمواقف مشابهة إلى «الإعلان عن ذلك بجرأة، للكشف عن عورات النظام».

 

اعتبرت بثينة كامل، أن مشاركة السلفيين فى المظاهرة «تؤكد أن هناك مصالح لبعض الفئات الإسلامية التى لم تشارك فى أى تظاهرات، ما يوضح أن هناك صفقات بين بعض القيادات والمجلس العسكرى، إلا أن هذا لا يعبر عن نبض الشارع والدليل مشاركة الجبهة السلفية». مشيرة إلى أنها تجمع مع عدد من النشطاء، توقيعات على مستوى العالم لدعم قضية سميرة وباقى البنات اللاتى تعرضن لانتهاكات، كما تسعى خلال الفترة المقبلة «لجمع كل انتهاكات المجلس العسكرى مع الشباب عامة، والمرأة خاصة للتقدم بدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية».

 

ووصفت كامل والد سميرة إبراهيم بأنه «ثورة لوحده.. لأنه شخص يسارى ذو خلفية إسلامية، وساعد ابنته فى الدفاع عن حقها فى ظل مجتمع يسعى لدفع المرأة لتخفى ما يحدث لها من انتهاك ولا تدافع عن حقها».

 

 

حيثيات الحكم: الكشف عن عذرية المتظاهرات جريمة جنائية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved