منتجون عن فتح باب استيراد الكتاكيت والبيض: تأخر ولن يساهم في خفض الأسعار في رمضان
آخر تحديث: الأربعاء 29 يناير 2025 - 2:54 م بتوقيت القاهرة
محمد فوزي:
أحمد نبيل: سعر البيض التركي يتجاوز المحلي بأكثر من 69%
تعاني السوق المحلية من عجز في المعروض من كتاكيت التسمين والبياض، مما أدى إلى ارتفاع أسعارهما خلال يناير الجاري بنسبة 100%، مسجلين 53 جنيهًا و85 جنيهًا على الترتيب، وهو ما دفع الحكومة إلى فتح باب الاستيراد للكتاكيت وبيض المائدة بهدف الحفاظ على السوق المحلية وتخفيض الأسعار استعدادًا لشهر رمضان.
لكن مصدرين بالقطاع، خلال حديثهما لـ«الشروق»، أشارا إلى أن فتح باب الاستيراد لن يحقق الهدف المرجو منه، وهو تخفيض الأسعار، مرجعين ذلك إلى أن الكتاكيت المستوردة لن تكون جاهزة للمستهلك النهائي قبل عيد الفطر، ما يجعل القرار متأخرًا، أما بالنسبة للبيض، فإن سعر المستورد يتجاوز السعر المحلي بنسبة تفوق 69%، مما يجعله غير مجزٍ من الناحية الاقتصادية.
وقررت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي السماح باستيراد كتاكيت التسمين والبياض والبيض المخصب كمدخلات إنتاج، مع التشديد على الالتزام بجميع الضوابط والمعايير والاشتراطات المنظمة المتبعة في هذا الشأن، على أن يتم الاستيراد من مناشئ يسمح موقفها الوبائي بذلك، وأن تتصف القطعان الواردة للبلاد بمعدلات أداء متميزة وإنتاجية عالية.
كما سمحت الوزارة، وفقًا لبيان صادر اليوم، باستيراد بيض المائدة لضبط الأسعار، والتخفيف من معاناة المواطنين، ومواكبة الزيادة الموسمية في الطلب على الدواجن ومنتجاتها خلال الفترة المقبلة استعدادًا لشهر رمضان المبارك.
وكانت «الشروق» قد كشفت، في تقرير نُشر الإثنين الماضي، عن زيادة كبيرة في أسعار الكتاكيت بلغت 100% خلال يناير الجاري مقارنة بالشهر الماضي، ليصل سعر كتكوت التسمين إلى 50 جنيهًا بدلًا من 25 جنيهًا.
وأشارت المصادر في التقرير إلى أن ارتفاع سعر الكتاكيت سيرفع تكلفة إنتاج الكيلو الواحد من الدواجن المطروحة للمستهلك النهائي في رمضان بنحو 12.5 جنيه، مما سيؤدي إلى ضغط كبير على أسعار هذه السلعة الاستراتيجية.
من جانبه، قال عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن استيراد الكتاكيت حاليًا لا يحل الأزمة الراهنة، ولا يساهم في تخفيض أسعار الدواجن خلال موسم رمضان المقبل، متابعًا: «القرار جاء متأخرًا».
وأوضح السيد، خلال تصريحات لـ«الشروق»، أن عملية استيراد الكتاكيت تستغرق أكثر من 15 يومًا، ما يعني أن دورة الإنتاج التي ستعتمد على الكتاكيت المستوردة لن تنتهي قبل عيد الفطر، وهو موسم يتراجع فيه الطلب على السلع الاستراتيجية بنسبة كبيرة.
وأضاف أن استيراد الكتاكيت لم يكن متوقفًا، لكنه أداة تستخدمها الحكومة بين الحين والآخر لمواجهة الممارسات الاحتكارية التي تعاني منها السوق المحلية، مشيرًا إلى أن تكلفة إنتاج الكتكوت لا تتجاوز 20 جنيهًا بعد إضافة هامش الربح، بينما تطرحه الشركات حاليًا بسعر يتجاوز 50 جنيهًا.
وتوقع أن تتراجع أسعار الكتاكيت خلال الشهر المقبل بنسبة كبيرة، مرجعًا ذلك إلى تخوف الشركات من عمليات الاستيراد، وتراجع الطلب من قبل المنتجين.
وفيما يخص استيراد بيض المائدة، قال أحمد نبيل، رئيس شعبة بيض المائدة باتحاد منتجي الدواجن، إن الاستيراد لن يساهم في تخفيض الأسعار، مرجعًا ذلك إلى أن سعر البيض المستورد يتجاوز المحلي بأكثر من 69%.
وأضاف نبيل لـ«الشروق» أن أسعار البيض محليًا مستقرة عند 150 جنيهًا للطبق، وهو سعر ليس مرتفعًا على الإطلاق من وجهة نظره، متابعًا أن مصر من أقل 10 دول في العالم في أسعار البيض.
وتابع: «يجب على الحكومة أن تحل مشكلات المنتجين المحليين قبل أن تفكر في الاستيراد»، لافتًا إلى أن الاستيراد يضيف أعباء جديدة على القطاع ولا يحل المشكلات القائمة.
وأشار إلى أن الدول المجاورة تعاني من بعض الأمراض والأوبئة في قطاع الدواجن، مما يعني أن الاستيراد قد ينقل تلك الأوبئة إلى المزارع المحلية، لافتًا إلى أن غالبية المربين قد لا يكونون قادرين على التعامل مع أمراض جديدة لا يعلمون عنها شيئًا.