آخرهم السعدني.. خالد الحلفاوي: والدي كان ينتظر الموت بعد وفاة أصدقائه

آخر تحديث: الأربعاء 29 يناير 2025 - 4:44 ص بتوقيت القاهرة

مصطفى الجداوي

أهم شيء تركه والدي لنا هو مذكراته ولا نفكر في نشرها أو تحويلها إلى عمل فني

أكد المخرج خالد الحلفاوي، النجل الأكبر للفنان الراحل القدير نبيل الحلفاوي، أن فكرة حديث والده المتكررة سواء عبر شخصيات أعماله أو تدويناته على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" حول الموت كانت نتيجة إيمانه الدائم بأن رحلة الموت أمر مؤكَّد.

وأضاف خلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: "كان متقبلاً لفكرة الموت، وفي بعض الأحيان كان يشعر بالزهق ويقول: 'هنعد نعمل إيه؟'، بمعنى هناخد زماننا وزمن غيرنا، في حياته الإنسانية وعمله ورحلته الفنية"، موضحاً أنه في السنوات الأخيرة كان والده ينتظر دوره في الرحيل بعد وفاة أصدقائه الواحد تلو الآخر.


وتابع: "لم يكن لديه مشكلة مع الموت، وآخر الجنازات التي حضرها كانت لجنازة الفنان الراحل صلاح السعدني، وكان هناك العديد من الأصدقاء المقربين لوالدي، منهم لينين الرملي وصلاح عبد الله وصلاح السعدني، والدكتور يحيى الفخراني، بالإضافة إلى أصدقاء من خارج الوسط".

وعن قصيدة وفاته التي كتبها عام 1987، قال: "كانت بمثابة نوع من خفة الدم أو السخرية، حيث كان يكتب في بعض الفترات بعض القصائد، وهذه القصيدة لم تكن بمثابة نعاء، ولكنني شخصياً أعتبرها قصيدة كتبت في حب الأصدقاء"، مضيفاً: "والدي كان رجلاً اسماً على مسمى، يحمل اسم 'نبيل' وكان فعلاً نبيل في شخصيته وكان يفهم في الأصول والشياكة ويفكر فيمن حوله".

وعن تركه خريطة للوصول إلى مقبرته، قال: "لم يكن الأمر مقتصراً على خريطة المقبرة فقط، بل كل شيء في حياته كان له خريطة، وكان هدفه تسهيل الحياة على من حوله، وكان منظمًا للغاية".

وأضاف: "كان قد ترك كل شيء منظمًا في ملفات بها أرقامها وكل التفاصيل بدقة، كان دائمًا يحرص على تنظيم كل شيء بحيث لا يترك مجالًا للقلق، وكل شيء كان مكتوبًا ومُنظمًا. لم يترك لنا شيء نحتاج إلى البحث فيه، كل شيء كان واضحًا ومُنظمًا".

وعن أهم ما تركه لهم والده هو وشقيقه وليد الحلفاوي قال: "ترك لنا حبًا كبيرًا وفخرًا واعتزازًا به، ويكفيني أنه والدي".

وكشف أن أهم شيء تركه والده كانت مذكراته، قائلاً: "لم يكن يكتب بشكل يومي، لكنه كان يسرد المحطات الهامة والفارقة في حياته. قرأت بضع صفحات منها وأنا صغير بعدما سمح لي بذلك، لكنه لم يكن يسمح لي بالقراءة المستمرة".

وتابع: "كان يكتب بين الحين والآخر، لكن في الفترة الأخيرة لم يكتب شيئًا".

وعن إمكانية تحويل تلك المذكرات إلى عمل فني، أجاب قاطعًا: "لا، هذه أشياء شخصية ولا يمكن تحويلها إلى عمل فني أو نشرها. لن نعرض حياته الشخصية على الملأ".
 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved