توقعات بتثبيت الفائدة الأمريكية في أول اجتماع للفيدرالي في عهد ترامب
آخر تحديث: الأربعاء 29 يناير 2025 - 3:29 م بتوقيت القاهرة
سارة حمزة
عزام: عودة معدلات التضخم للصعود تحجم من توقعات خفض الفائدة في 2025
يجتمع اليوم الفيدرالي الأمريكي لبحث أسعار الفائدة، وهو أول أجتماع بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما تتجه التوقعات بتثبيت الفائدة لأول مرة منذ 3 اجتماعات سابقة.
وأنهي المركزي الأمريكي العام الماضي على خفض لأسعار الفائدة بنحو 0.25% في اجتماع ديسمبر للمرة الثالثة على التوالي لتصل إلى نطاق 4.25% و 4.5% والذى كان آخر الاجتماعات في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
قال أحمد عزام، محلل أول لأسواق المال في مجموعة "إكويتي"، إنه من المتوقع أن يتجه الفيدرالي الأمريكي اليوم إلى تثبيت الفائدة، ومع عودة معدلات التضخم الأمريكية للصعود فإن الأسواق قد تتجه إلى حالة تشأوم وتمحي توقعات خفض الفائدة خلال العام الحالي.
ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة في ديسمبر بشكل يفوق التوقعات قليلاً بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، مما يشير إلى استمرار التضخم المرتفع الذي يتماشى مع توقعات «الاحتياطي الفيدرالي» بتقليص عدد خفض أسعار الفائدة هذا العام.
وذكر مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل، اليوم الأربعاء، أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 0.4% في ديسمبر الماضي مقارنة بالشهر السابق، بعد زيادة بلغت 0.3 % في نوفمبر، وعلى أساس سنوي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في ديسمبر الماضي بنسبة 2.9 %، مقارنة بـ2.7% في المائة في نوفمبر السابق.
وأضاف عزام في تصريحاته لـ"الشروق" أن ارتفاع التضخم مرة أخرى «قد يجعلني أشكك بتوجه الفيدرالي لتخفيضات الفائدة في عام 2025 تماماً»، ولكن كل اجتماع سيكون له قرار على حدة مع متابعة حالة الاقتصاد والتضخم، وأن ينظر إلى تلك المسببات وفاعليتها على حالة التضخم.
وأوضح أن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة يسير بشكل جيد حالياً، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي 3.1% في الربع الثالث من العام الماضي 2024، مما يعطي إشارة أخرى أن الفيدرالي الأمريكي قد لا يحتاج تخفيضات فائدة حالياً.
ويري أن جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأمريكي، صاحب الحظ الأسوأ الفترة القادمة، خاصة أن صعود معدلات التضخم مرة أخري سيجلعه في مرمى انتقادات ترامب، كما أن سياسات الأخير فيما يخص التعريفات الجمركية قد تدفع بمزيد من الضغوط الصاخبة خاصةً لو اتجه الرئيس الأمريكي إلى تعريفات جمركية مرتفعة وتحولت إلى حرب تجارية جديدة، وعلى ما يبدو أن فتيل هذه الحرب قد بات أوضح مع تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك".
وأضاف أن ترامب رجل اقتصادي ودائماً ما يهتم بالسياسة الداخلية ودعم أسواق العمل والنمو الاقتصادي. وسيعمل على فتح مجالات للعمل بالإضافة إلى التخفيضات الضريبية المتوقعة من 21% إلى 16% ما يعني أن حالة الأعمال قد تتحسن بشكل أفضل، وهي أمور قد تدفع التضخم أيضاً للارتفاع، مضيفا أن ترامب يريد فائدة منخفضة لكن أدواته قد تجعل التضخم على أهبة الاستعداد للتسارع والارتفاع مرة أخرى.
قال مايكل فيرولي، كبير خبراء الاقتصاد الأمريكي لدى "جيه بي مورجان"، في مذكرة بحثية الجمعة الماضي، إن بنك الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن يضطر إلى التعامل مع جهود ترامب للتأثير على السياسة النقدية، سواء من خلال تعيينات وربما عبر جهود أخرى لممارسة المزيد من النفوذ على البنك المركزي.
وتوقع أن يكون اجتماع هذا الأسبوع "بداية مملة لعام مضطرب بالنسبة لبنك الاحتياطي الفيدرالي"، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرج.
قال العديد من صناع السياسات النقدية إنهم يتوقعون تقليل عدد مرات خفض الفائدة هذا العام، بعد صدور بيانات أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي في وضع قوي، وأن التضخم أصبح أكثر ثباتاً من المتوقع.
وفي يوم الجمعة المقبل، من المقرر إصدار بيانات ديسمبر لمؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي.