شركة DeepSeek.. تفاصيل عن المؤسسة الصينية التي قلبت أسواق الأسهم

آخر تحديث: الأربعاء 29 يناير 2025 - 1:45 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

شهدت أسواق الأسهم العالمية حالة من الاضطراب خلال اليومين الماضيين، بعد تصاعد الاهتمام ببرنامج ذكاء اصطناعي متقدم طوّرته شركة ناشئة صينية تُدعى DeepSeek. لم يقتصر تأثير هذا البرنامج على أسواق الأسهم، بل أثار جدلًا واسعًا حول المنافسة الاقتصادية والجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.

السباق التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة

يُعتبر مساعد الذكاء الاصطناعي الذي أطلقته DeepSeek التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا على متجر Apple iPhone، مما أثار تساؤلات حول قدرة الشركات الصينية على مواكبة أو حتى منافسة نظيراتها الأمريكية في هذا المجال. وبحسب بعض الخبراء، يمثل هذا التطور تحديًا مباشرًا للشركات الأمريكية التي تنفق مبالغ ضخمة على البنية التحتية مثل مراكز البيانات والرقائق المتطورة.

لكن المحللين في صناعة التكنولوجيا، مثل ستايسي راسجون من Bernstein، يرون في حديث لـأسوشيتد برس أن ردود الأفعال في وول ستريت كانت مبالغًا فيها، حيث وصفت راسجون نماذج الشركة بأنها "رائعة لكنها ليست معجزات". وأكدت أن DeepSeek لا تعتمد على أي ابتكارات سرية أو غير معروفة، بل تستخدم تقنيات متاحة للجميع، مما يعكس واقعية تقدمها التكنولوجي.

ما الذي يميز DeepSeek؟

تأسست DeepSeek عام 2023 في هانجتشو بالصين، وأصدرت أول نموذج لغة كبير للذكاء الاصطناعي في العام نفسه. ما يميز الشركة أنها تمكنت من تطوير نماذجها باستخدام رقائق أقل تكلفة وأداءً، مثل H800 من شركة Nvidia، بدلاً من الرقائق المتطورة التي تفرض الولايات المتحدة قيودًا على تصديرها إلى الصين.

واكتسبت DeepSeek شهرة إضافية عند إطلاقها نموذجًا جديدًا يُدعى R1، أظهر قدرات متقدمة في الاستدلال والتفكير المنطقي، مع كونه أكثر فعالية من حيث التكلفة مقارنة بنماذج مشابهة من شركات أمريكية مثل OpenAI. وقد أظهر R1 مهارة استثنائية فيما يُعرف بـ"التدريب الذاتي أثناء الاختبار"، مما يسمح للنظام بتحسين أدائه دون الحاجة إلى بيانات جديدة.

أبعاد سياسية للتطورات التقنية

لم تخلُ التطورات المحيطة بـDeepSeek من أبعاد سياسية. يرى بعض المراقبين، مثل غريغوري ألين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن توقيت الإعلان عن النموذج الجديد يحمل دلالات سياسية، مشيرًا إلى أنه يهدف لإظهار محدودية القيود الأمريكية المفروضة على تصدير الرقائق. وأضاف ألين أن هذه الخطوة مشابهة لإطلاق شركة Huawei هاتفًا جديدًا أثناء مناقشات دبلوماسية حول قيود التصدير في عام 2023.

وفي هذا السياق، صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن نجاح DeepSeek يعكس الحاجة إلى تقليل الإنفاق على التكنولوجيا للحصول على نتائج مشابهة، داعيًا إلى تكثيف الجهود الأمريكية للفوز في سباق المنافسة.

لحظة "سبوتنيك" للذكاء الاصطناعي؟

وصف المستثمر مارك أندريسن هذا التطور بأنه "لحظة سبوتنيك" للذكاء الاصطناعي، في إشارة إلى إطلاق الاتحاد السوفييتي أول قمر صناعي عام 1957، الذي أشعل سباق الفضاء. وأكد أن الإفراط في تنظيم الصناعة داخل الولايات المتحدة قد يُضعف الشركات الأمريكية ويمنح الصين فرصة التقدم.

مع هذا الزخم، تبدو المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي أشبه بمعركة استراتيجية بين القوى العظمى، حيث تسعى كل دولة لتأكيد ريادتها التكنولوجية، سواء عبر التطورات التقنية أو المناورات السياسية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved