في حياة المصري القديم (7).. استخدام الطين للمنازل والحجارة للمقابر

آخر تحديث: الأربعاء 29 مارس 2023 - 1:15 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

الراوي والحكايات جزء أصيل من ثقافتنا، وكان الناس يجلسون أمام المقاهي يستمعون لحكايات أبوزيد الهلالي والزير سالم، وكان الأطفال يجتمعون لكي يسمعوا قصص الجدة في الدار، وفي رمضان تجتمع الأسر حول الحكايات الدرامية وأمام الفوازير، الحكاية تجذب الكثيرين.

لذلك نقدم في سلسلة مكتوبة خلال شهر رمضان الكريم مجموعة من الحكايات التي تتعلق بالحضارة المصرية القديمة وتحديداً عن تفاصيل الحياة اليومية.

ويستمر حديثنا عن حياة الفرد المصري القديم وعلاقته بالطبيعة من حوله وتسخيره لها لصناعة أدوات مختلفة استخدمها في قضاء مصالحه أو اعتبرها زينة وحُلي وغيرها ومواد أخرى وُظفت في البناء والتعمير، وهو ما تحدث عنه كتاب "المواد والصناعات عند قدماء المصريين"، تأليف ألفريد لوكاس، وترجمة دكتور زكي إسكندر، وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب، في الفصل الخامس تحديدا تحت عنوان مواد البناء.

تحدثنا عن مصدر الطين واستخداماته في بناء المنازل خلال الحلقة السابقة، وفي حلقة اليوم نتذكر الحجارة في مصر القديمة، ويقول لوكاس: "مصر موطن تشغيل الحجر وهي صاحبة أقدم المباني الحجرية في العالم وأعظمها ضخامة، ويرجع النشاط في في تشغيل الحجر على هذا النحو الكبير وفي مثل ذلك العصر المتقدم إلى حقيقيتن واقعيتين أولهما أن البلاد غنية جداً بالحجر، وثانيهما وجود الأدوات النحاسية اللازمة لقطعه وتهيئته".

ويرجع تاريخ أقدم الأمثلة على استخدام الحجر في أغراض البناء إلى عهد الأسرة الأولى، وتبطين عدد من الحجرات الصغيرة في إحدى مقابر منطقة سقارة وتسقيفها بلوحات من الحجر الجيري منحوتة نحتاً خشناً، ويتضح من مقابر هذه المنطقة ما بلغه البناء من درجة عالية جدا في صناعته، ومنها أرضية مقبرة الملك دن بأبيدوس والمكونة من بلاطات من الجرانيت، بحسب لوكاس.

كما يوجد تلك الكتل الخام من حجر رملي سطحها غير منحوت أو منحوت نحتاً غير متقن يعود تاريخها إلى عصر الأسرتين الأولى والثانية -ولم يتيسر تحديد تاريخه بدقة كبيرة- واستخدمت هذه الأحجار في بناء الجدران والأرضيات وفي أعمال التغشية وفي حجرة دفن بالقرب من إدفو بالوجه القبلي، وهناك من عهد الأسرة الثانية عتبان لباب منقوشان وجدا ببعض مقابر سقارة وحجرة من الحجر الجيري وجدت في مقبرة بأبيدوس.

وذكر لوكاس أن بدراسة التاريخ الفرعوني نجد من الأمور الواضحة جدا ازدياد استعمال الحجر في العمارة في عهد الأسرة الثالثة خصوصا في مصر السفلى، حيث المباني ذات الجمال الفائق في سقارة، وفي الوجه القبلي مثل حجرة مقبرة زوسر المصنوعة من الحجر الجيري، وكتل الجرانيت الضخمة التي توجد بالهرم الناقص في زاوية العريان بين الجيزة وأبوصير، والحجر الجيري الخاص بهرم زوسر بسقارة والسور المحيط بنطاقه والقاعة الجيرانيتية في الهرم المدرج.

ويتبين من هذه الأمثلة أنه يكاد يكون من المحقق أن استخدام الحجر في أراضي البناء نشأ في مصر السفلى مقترناً بجبانة منف بسقارة، وأهم أنواع الحجر التي استخدمت في البناء في مصر القديمة هي الحجر الجيري والحجر الرملي والجرانيت بقدر أقل من المرمر الذي كان يستعمل من وقت لآخر والبازلت والكوارتز.

اقرأ أيضا: في حياة المصري القديم (6).. من أين بنى المصريون منازلهم قديما؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved