قائد سابق لـ«فارك» يدعو للقتال مجددا ضد الحكومة الكولومبية

آخر تحديث: الخميس 29 أغسطس 2019 - 10:19 م بتوقيت القاهرة

د ب أ

تزايدت المخاوف في كولومبيا اليوم الخميس بشأن استمرار عملية السلام في البلاد مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) بعدما أعلن قادة سابقون بها أنهم سوف يحملون السلاح مجددا.

وفي مقطع مصور صدر بعد منتصف ليل الأربعاء/الخميس، أعلن لوسيانو مارين أرانجو، المعروف باسمه الحركي، إيفان ماركيز، بدء "مرحلة جديدة من الكفاح المسلح"، واتهم الحكومة بأنها لم تحترم اتفاق السلام الذي أدى إلى تسريح نحو سبعة آلاف من مقاتلي فارك.

كان ماركيز قد اختفى قبل أكثر من عام. وظهر في المقطع المصور محاطا بنحو عشرين شخصا مرتدين ملابس مموهة، ومن بينهم القائد السابق بفارك سيوكسيس هيرنانديز المكنى بـ"خيسوس سانتريتش" الذي يواجه اتهامات بتهريب المخدرات، وفقد في 30 حزيران/يونيو ومعه قائدان آخران سابقان.

وأنهى اتفاق السلام الذي تم التفاوض عليه في هافانا 52 عامًا من الصراع عام 2016. وتحولت قوات فارك إلى حزب سياسي وتم منحها 10 مقاعد في مجلس النواب.

وخلّف النزاع المسلح في كولومبيا أكثر من 260 ألف قتيل منذ عام 1958 وشرّد قرابة ثمانية ملايين شخص، وفقا للمركز الوطني الحكومي للذاكرة التاريخية.

وقال ماركيز إنه سوف يسعى لتشكيل تحالف مع جماعة "جيش التحرير الوطني" المسلح، الذي تشير تقديرات إلى أنه يضم أكثر من ألفي مقاتل، ولم يستطع التوصل لاتفاق سلام مع الحكومة.

وأضاف أن أعضاء فارك لن يستهدفوا رجال الشرطة أو الجنود "الذين يحترمون مصالح الشعب" ولكن "مجموعة من أصحاب النفوذ" في البلاد ولن يخطفوا مدنيين مقابل فدية أيضا.

وقال أحد قادة جيش التحرير الوطني إن المجموعة "منفتحة" على اقتراح ماركيز، وفق ما نقلته صحيفة "إل تييمبو".

ويُعتقد أن المقطع جرى تصويره في فنزويلا التي تتهمها كولومبيا بحماية الجماعات المتمردة، بحسب قناة "كاراكول" الكولومبية.

ورفض رودريجو لوندونو، زعيم حزب فارك، الإعلان. وقال في تغريدة عبر موقع تويتر: "الهدف المشترك للأغلبية العظمى هو السلام في كولومبيا"، مضيفا أن أكثر من 90 % من مقاتلي فارك السابقين يدعمون اتفاق السلام.

ووصف عضو مجلس الشيوخ المنتمي لتيار الوسط، روي باريراس، الذي ساعد في التفاوض على اتفاق هافانا، ماركيز وحلفاؤه بأنه "ليس لديهم أي قدرة عملياتية" ولا يمثلون تهديدا.

وقال مفوض السلام ميجيل سيبايوس إن إعلان ماركيز لن "يؤثر بأي شكل" على تنفيذ اتفاق السلام.

وذكر الرئيس السابق خوان مانويل سانتوس، الذي وقّع اتفاق السلام، أن 90 % من مقاتلي فارك السابقين يدعمون الاتفاق.

وكتب عبر موقع تويتر: "نحن بحاجة إلى مواصلة الوفاء بوعودنا لهم، ويجب أن يتم قمع المنشقين بقوة، لن يتوقف الكفاح من أجل السلام".

وقال أومبرتو دي لا كايي الذي ترأس فريق التفاوض الحكومي في هافانا "هذه ليست الأزمة الأولى أو الأخيرة خلال العملية، نحن نرفض إعلانات إيفان ماركيز وندينها".

ويواجه الرئيس إيفان دوكي الذي يرى اتفاق السلام متساهلا للغاية مع المتمردين السابقين، انتقادات بمحاولة تقويضه بخطوات مثل السعي لإدخال تعديلات على عمل المحكمة التي تعرف باسم " الاختصاص القضائي الخاص من أجل السلام".

وكتب الرئيس الأسبق ألفارو أوريبي الذي شن حملة ضد اتفاق السلام، ويعتبر مرشدا ومعلما للرئيس دوكي "البلاد بحاجة إلى إدراك أنه لم تكن هناك عملية سلام، بل عفو عن بعض الأشخاص المسؤولين عن جرائم فظيعة".

ويقول المنتقدون أيضا إن الحكومة لا توفر الحماية الكافية لمقاتلي فارك السابقين ولقادة المجتمع الذين يقتلون من جانب القوات الشبه عسكرية والمجرمين وأفراد العصابات في مختلف أنحاء البلاد.

وقال ماركيز في المقطع المصور: "قتل أكثر من 500 قائد مجتمع و150 من مقاتلي حرب العصابات خلال عامين، في ظل لامبالاة وتراخ من جانب الدولة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved