الجامعة العربية تستضيف مؤتمرا بعنوان السلام والتنمية في الإطار العربي الإفريقي

آخر تحديث: الأحد 29 سبتمبر 2024 - 2:08 م بتوقيت القاهرة

ليلى محمد

استضافت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الأحد، مؤتمر "السلام والتنمية في الإطار العربي الأفريقي" الذي نظمته "مؤسسة التضامن المصري والعربي" ومركز "شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات" في (الشرق الأوسط وإفريقيا).
وترأس المؤتمر السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية الأسبق، بمشاركة عدد من المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية، وعدد من قيادات مراكز الفكر والدراسات.
وأكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن العلاقات العربية الإفريقية تُعتبر من أولويات العمل العربي المشترك، حيث عملت الجامعة على تعزيزها من خلال وضع آليات تعاون مشتركة تُعقد بصفة دورية لتنسيق المواقف وتعزيز التعاون في مختلف المجالات بين الفضاءين العربي والإفريقي.
جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي ألقاها المستشار خميس البوزيدي، مدير إدارة منظمات المجتمع المدني بالجامعة العربية.
وقال البوزيدي إن عقد المؤتمر يأتي بعد أسبوع واحد من الاحتفال باليوم الدولي للسلام، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1981 لتعزيز قيم السلام بين جميع الأمم والشعوب، حيث تم تحديد يوم 21 سبتمبر تاريخًا للاحتفال بالمناسبة سنويًا من خلال وقف إطلاق النار في العالم وتغليب الحوار على الصراع والتعاون على العنف ونشر ثقافة التسامح ومبادئ التعايش السلمي تحقيقًا للأمن والسلم الدوليين.
وأبرز أن إعلان اليوم الدولي للسلام أكد أن السلام لا يعني غياب الصراعات فحسب، بل يتطلب أيضًا عملية تشاركية ديناميكية إيجابية يُشجع فيها الحوار وتُحل النزاعات بروح التفاهم المتبادل والتعاون. ففي عالم يشهد تصاعد التوترات الجيوسياسية والصراعات طويلة الأمد، يجب احترام الحياة وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتعزيز اللاعنف من خلال الحوار والتعاون، والالتزام بالتسوية السلمية للصراعات والتمسك بالحرية والعدالة والديمقراطية والتسامح والتضامن والتعاون والتعددية والتنوع الثقافي والحوار والتفاهم في علاقات إنسانية تحكم العلاقات بين الأمم والشعوب.
وأشار إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي بمبادرة من القطاع المدني ويعكس حرصًا على تعزيز فرص الشراكة المسؤولة بين الحكومات العربية ومؤسسات المجتمع المدني لتعزيز القدرات والمشاركة الكاملة والمتكافئة في تحقيق السلام وحفظه.
وتابع أن التجارب أثبتت أن الأجهزة الرسمية لا تستطيع وحدها تحقيق كافة أهداف خطط ومشاريع التنمية دون المشاركة الفعالة من منظمات المجتمع المدني، التي يمكنها الإسهام بدور فاعل في المجهود التنموي نظراً لمرونة تدخلاتها وقدرتها على التحرك الميداني الفعال، فالشراكة المسؤولة بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص هي السبيل الوحيد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما أن المضي قدمًا في عملية بناء قدرات منظمات المجتمع المدني والارتقاء بكفاءة أدائها من شأنه تعزيز دورها المجتمعي والتنموي والاضطلاع بدورها كبيوت خبرة لبحث أهم القضايا والمستجدات في المنطقة العربية.
وأشار إلى أن هناك ارتباطًا وتداخلًا بين الوطن العربي وإفريقيا جغرافياً، فضلاً عن ارتباط الشعوب العربية والأفريقية حضارياً وثقافياً وتجاريًا على مدار التاريخ، مما جعل من التعاون المؤسسي أمرًا حتميًا لصناعة مستقبل مشرق تستحقه الشعوب العربية والإفريقية.
وتابع أن علاقات الجوار الممتدة على آلاف الكيلومترات دون عوائق طبيعية ساعدت على الاندماج والتلاقي العربي الإفريقي، رغم ما يعوق ذلك من صعوبات ناتجة عن عدد من القضايا العالقة، حيث تغلب الجانب العربي دائماً على قيم حسن الجوار وتأمين أسباب تحقيق المصالح المشتركة في معالجة القضايا المطروحة بين الجانبين.
ونوه البوزيدي إلى أنه وإيمانًا من القادة العرب والأفارقة بضرورة الارتقاء بآليات التعاون بين الجانبين العربي والإفريقي، تم عقد أربع قمم عربية إفريقية في سنوات 1977 بالقاهرة، وسنة 2010 بطرابلس، و2013 بالكويت، وغينيا الاستوائية في 2016.
وأوضح أن ما يشهده العالم حاليًا من تطورات خطيرة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وجنوب لبنان، ومواصلة ارتكاب القوة القائمة بالاحتلال لمجازرها بحق الأطفال والنساء والشيوخ، وعدم استجابتها للدعوات الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار، يستدعي دعوة كافة القوى المدنية العربية إلى دعم الجهود الرسمية الرامية لفضح الرواية الإسرائيلية وتوثيق جرائم الاحتلال بما يحفظ الحقوق الفلسطينية التي لا تسقط بالتقادم.
وأضاف أنه في هذا الإطار أكد القادة العرب على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية لعام 2002، وأن الأمن والسلام في المنطقة يتحققان فقط باتخاذ خطوات لا رجعة فيها لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتنفيذ الحل السياسي القائم على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والتأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية بكافة عناصرها وأولوياتها، باعتبارها الموقف العربي التوافقي الموحد وأساس أي جهود لإحياء السلام في الشرق الأوسط.
من جهته، قال السفير محمد العرابي في كلمته إن اختيار "السلام والتنمية" كعنوان رئيسي لمؤتمر اليوم يأتي تماشيًا مع ما أكدت عليه قمة المستقبل التي عقدت على هامش أعمال الدورة التاسعة والسبعين من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد العرابي أن البشرية في حاجة ماسة إلى نشر مفاهيم السلام والتنمية في ظل النقص الشديد الذي تعانيه دول العالم في السلام وبالتالي النقص في التنمية.
وشدد على أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على ثلاثة أعمدة: السلام والاستقرار والتنمية، مشيرًا إلى أن إقليم الشرق الأوسط يعيش حالة مضطربة في ظل الأوضاع المؤسفة وحالة التصعيد التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا.
ونوه إلى أن إسرائيل خرجت عن كل محددات السلام بالمنطقة، حيث يتبع الاحتلال سياسة قائمة على الاغتيالات والتدمير وحرق الأرض.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved