كيف قسم العدوان على غزة يسار أوروبا؟

آخر تحديث: الأحد 29 أكتوبر 2023 - 4:23 م بتوقيت القاهرة

هدير عادل

سلطت صحيفة "جارديان" البريطانية، اليوم الأحد، الضوء على انقسام اليسار في أوروبا على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيرة إلى أنه في شتى أنحاء القارة تعيد الحرب الراهنة فتح انقسامات قديمة داخل تحالفات سياسية وتكافح الأحزاب للحفاظ على رد موحد.

- انقسام في ردود الفعل

وأوضحت الصحيفة، أنه على مدار الثلاثة أسابيع الماضية، منذ الهجمات التي شنتها حركة حماس الفلسطينية ضد إسرائيل "طوفان الأقصى"، كان حزب العمال في بريطانيا يصارع للحفاظ على تمسكه بشأن استجابته للأحداث في الشرق الأوسط.

وذكرت "جارديان"، أن زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر واجه انتقادات متنامية من اليسار ومن الساسة وأنصار حزب العمال من المسلمين بشأن بعض تصريحاته لوسائل الإعلام، ولعدم دعمه وقف إطلاق النار.

ويوم الجمعة، دعم كل من زعيم حزب العمال في إسكتلندا أنس سروار، وعمدة لندن صادق خان، دعوات وقف إطلاق النار، الأمر الذي عمق الانقسام ووضع "ستارمر" تحت ضغوط متزايد لفعل نفس الأمر.

وبحسب الصحيفة البريطانية، يحاول حزب العمال بيأس منع تطور التوترات إلى أزمة، في مرحلة بدا فيها ستارمر يحظى بدعم قوى من غالبية قواعد الحزب.

وقال العشرات من النواب عن الحزب، إنهم عقدوا اجتماعات صعبة للغاية مع الناخبين الغاضبين وخاصة المسلمين طوال الأسبوع ومع كوادر حزبية ترى أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي في ردها على حماس.

ونوهت الصحيفة، بأنه مع استقالة عضو بمجلس مدينة أكسفورد من الحزب في تاسع استقالة من نوعها، يوم الخميس، احتجاجا على رد القيادة على أحداث غزة، فقد حزب العمال أغلبيته في المجلس.

وأرجع أحد أولئك المستقيلين الدكتور عمار لطيف، استقالته إلى مقابلة أجراها ستارمر مع شبكة "إل بي سي" البريطانية، مضيفا: "عندما سئل ستارمر عما إذا كان يعتقد أن الحصار على غزة مبرر، قال: نعم".

وأضاف لطيف، أن ستارمر أظهر في رده تجاهلا للقانون الدولي.

وأوضح ستارمر، في وقت لاحق، تصريحاته بالقول إنه يؤيد المساعدات ولا يعتقد أن لإسرائيل الحق في قطع المياه أو الوقود أو الأدوية.

وبحلول ذلك الوقت كان الآوان قد فات، بحسب "جارديان"، حيث كان أعضاء مجلس أكسفورد قد أصدروا بيانا اتهموه فيه بالتواطؤ في جرائم حرب.

وبحلول نهاية الأسبوع الماضي، دعم المئات من مستشاري الحزب ونحو ربع نوابه الدعوات لوقف إطلاق النار، في تحد لقيادة ستارمر.

- ضغوط على يسار أوروبا

وفي عدة أجزاء من أوروبا، تتسبب الحرب على غزة في ضغوط مشابهة على اليسار السياسي.

ففي ميدان الجمهورية وسط باريس الأحد الماضي، تجمع ما يصل إلى 30 ألف من اليسار بشكل أساسي، تضامنا مع الشعب الفلسطيني ملوحين بأعلام فلسطين، مرددين هتافات: "غزة! غزة! باريس تقف معكم".

وفي حين ظهر جان لوك ميلانشون زعيم حزب "فرنسا المتمردة" اليساري المتطرف، في التجمع لم يكن زعماء الأحزاب الأخرى في تحالف "نوب" اليساري في فرنسا، والاشتراكيون، والخضر، والشيوعيون بين الحضور.

وبعيدا عن التحالف اليساري، فإن موقف ميلانشون يخلق توترات داخل حزبه، حيث انتقد اثنان على الأقل من أعضاء البرلمان بشدة تعريف حماس من قبل أحد زملائهم، دانييل أوبونو، بأنها "حركة مقاومة".

وأدى الصراع بين إسرائيل وحماس إلى توترات سياسية ودبلوماسية في إسبانيا، التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي.

وأدان القائم بأعمال رئيس الوزراء في البلاد، الزعيم الاشتراكي بيدرو سانشيز، هجوم حماس على إسرائيل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved