رضوى عاشور.. صاحبة رحلة طويلة من النضال الأكاديمي

آخر تحديث: الجمعة 29 نوفمبر 2024 - 6:43 م بتوقيت القاهرة

نضال الدكتورة رضوى عاشور الأكاديمى، والسياسى، كان يتوازى مع بزوغها الأدبى، وكما كانت رضوى عاشور كاتبة كبيرة وأديبة مؤثرة، كانت مناضلة مؤثرة من نوع آخر، وصاحبة تأثير قوى فى الحياة النقدية.

بدأت العلاقة بين رضوى عاشور والنقد فى عام 1977، حيث نشرت عاشور أول أعمالها النقدية «الطريق إلى الخيمة الأخرى» حول التجربة الأدبية لغسان كنفانى، وهى دراسة تشكل مفتاحا لفهم مدى التصاق عاشور بالقضية الفلسطينية، والذى تجذر مع زواجها بالشاعر الفلسطينى مريد البرغوثى، وفى عام 1978، صدر لها بالإنجليزية كتاب «جبران وبليك».

محطة أخرى عن علاقة رضوى عاشور بالأكاديمية، وهى رسالتها فى الماجستير، وكانت رضوى عاشور حصلت على الماجستير من مصر حول أعمال لورانس داريل، ثم رسالتها لدكتوراه، والتى حصلت عليها من أمريكا، حيث راهنت رضوى عاشور باكرا على التعريف بالأدب الإفريقى فى إطار نظريات ما بعد الاستعمار، وسعت إلى توجيه تلاميذها لدراسة الأصوات المهمشة فى الأدب الإفريقى ودراسات رواية «ما بعد الاستعمار» انحيازا لبلاغة المقموعين التى تهيمن بوضوح على عملها الرئيسى فى «ثلاثية غرناطة» و«الطنطورية» المتقطعة مع مجاز مفهوم الشتات.

مع بداية الألفية الثالثة تعود رضوى عاشور لمجال النقد، بعد انشغالها بالكتابة الإبداعية فى الفترة الطويلة التى سبقتها، وعادت بكتابها «الحداثة الممكنة: الشدياق والسّاق على السّاق»، عام 2009، كما ساهمت فى موسوعة الكاتبة العربية، عام 2004، وأشرفت على ترجمة الجزء التاسع من موسوعة كامبريدج فى النقد الأدبى عام 2005.

النضال السياسى

بدأ دور رضوى عاشور النضالى مبكرا فى العاشرة من عمرها، منذ أن كانت طالبة فى المدرسة الفرنسية حيث وقعت على عريضة رفض إعدام جميلة بوحيرد آنذاك، وأثناء رحلتها للدكتوراه فى أمريكا نشط دورها السياسى حيث رفضت سياسة أمريكا تجاه الحرب الدائرة فى العام 1973، وخرجت فى مظاهرات فى جامعة أمهرست.

وعندما عادت انخرطت فى النّضال مع أستاذتها لطيفة الزيات، فصارت عضوا فاعلا فى «لجنة الدفاع عن الثقافة الوطنية»، والتى شكلتها لطيفة الزيات وهى اللجنة التى لعبتْ دورا مؤثرا فى الإجهاز على كل أشكال التطبيع مع الإسرائيليين فى شتى مجالات الثقافة، كما ساهمت فى تأسيس «اللجنة الوطنية لمقاومة الصهيونية فى الجامعات المصرية»، والتى شكلت حائط صد دون تغلغل العدو الصهيونى فى الجامعات؛ ثم واصلت هذا الدور فى لجنة 9 مارس لاستقلال الجامعة، رغم ما عانته بسببها من عنت الأمن واستفزازاته.

ملهمــة الأجيــــــال

تُعد رضوى عاشور واحدة من أبرز الأسماء فى الأدب العربى المعاصر، وقد استطاعت أن تترك بصمة لا تمحى فى مجالات الأدب والنقد الأدبى من خلال أعمالها المتميزة التى مزجت بين الخيال والتاريخ، وقدرتها الفائقة على التعبير عن المعاناة الإنسانية.

لم تقتصر تأثيرات رضوى على المستوى الأدبى فقط، بل امتدت إلى التأثير الثقافى والسياسى، حيث كانت دائمًا منحازة للمظلومين، وتحمل هموم قضايا المجتمع والإنسانية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved