على المستويين الرسمي والشعبي.. تواصل الإدانات لحادثة حرق نسخة من المصحف الشريف في السويد

آخر تحديث: الجمعة 30 يونيو 2023 - 2:34 ص بتوقيت القاهرة

عواصم - قنا

تواصلت، أمس في عدة دول، ردود الفعل الرسمية والشعبية المنددة بإحراق نسخة من المصحف الشريف على يد متطرف في العاصمة السويدية ستوكهولم أول أمس الأربعاء.

فقد أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بأشد العبارات ما وصفه بـ "الجريمة النكراء" المتمثلة في التطاول على المصحف الشريف من خلال إحراق نسخة منه أمام مسجد ستوكهولم المركزي بالسويد في أول أيام عيد الأضحى المبارك.

ورأى المجلس، في بيان له مساء الخميس، أن ذلك العمل "المستهجن" الذي جاء تزامنا مع احتفال المسلمين بعيد الأضحى "رمز التضحية والسلام" في الدين الإسلامي إنما يستفز ويسيء لمشاعر نحو ملياري مسلم حول العالم ويحرض على الكراهية والعنف.. مطالبا المجتمع الدولي والسلطات السويدية بعدم السماح بتكرار مثل تلك الأعمال التي تسعى لإحداث الفتن تحت يافطة حرية التعبير.

وشدد المجلس على ضرورة التصدي لأفعال "الكراهية الخطيرة" التي تعزز مظاهر "الإسلاموفوبيا" المحرضة على العنف والإساءة للأديان، داعيا إلى اعتبار مثل تلك الأعمال "جريمة كراهية وتحريضا يعاقب عليه القانون".

وفي أنقرة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "إهانة مقدسات المسلمين ليست حرية فكر"، وأن على الغرب أن يعلم ذلك.

وقال أردوغان في كلمة أمام أعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم، إن "من يرتكبون جريمة حرق القرآن في السويد ومن يسمحون بها تحت غطاء حرية الفكر لن يبلغوا أهدافهم".. مضيفا: "سنبدي ردة فعل بأقوى طريقة ممكنة حتى تتم محاربة التنظيمات الإرهابية وأعداء الإسلام بحزم".

وفي العاصمة العراقية بغداد، اقتحم محتجون غاضبون مبنى السفارة السويدية، احتجاجا على حرق نسخة من المصحف الشريف في ستوكهولم، قبل أن ينسحبوا منها لاحقا.

كما استدعت وزارة الخارجية العراقية السفيرة السويدية في بغداد وسلمتها احتجاجا على الحادثة، تضمن مطالبة الحكومة السويدية باتخاذ "الإجراءات اللازمة لإيقاف الاساءة المتكررة للقرآن الكريم".

وبدوره، وصف الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في بيان إحراق المصحف بـ "جريمة يجري بموجبها التجاوز على الحرية"، منوها إلى أن تصرفات السويد غير مقبولة .

وفي نفس السياق، استدعت وزارة الخارجية الأردنية أمس، السفيرة السويدية في عمّان، وأبلغتها احتجاج الأردن الشديد على سماح الحكومة السويدية بإحراق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم يوم الأربعاء.

كما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف ووصفها بـ"الجريمة التي نفذها بعض العنصريين".

وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية في بيان إن الرئيس محمود عباس عبر عن "استنكاره واشمئزازه الشديد من هذه الجريمة العنصرية التي من شأنها أن تؤجج مشاعر الكراهية بين الشعوب والأمم".

وفي تونس، أكدت وزارة الخارجية، في بيان، رفض تونس "القاطع لهذه الجريمة النكراء وهذه الممارسات البغيضة، البعيدة كل البعد عن حرية الفكر والتعبير، والمنافية للقيم الإنسانية الكونية التي جاءت بها الكتب السماوية المقدسة".. مشيرة إلى أن حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف تمثل استفزازا صارخا ومتعمدا لمشاعر المسلمين وازدراء لمعتقداتهم.

كما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال السويدي في طهران على خلفية حرق نسخة من المصحف، ونددت بالحادثة وقالت إنها "إهانة لأقدس المقدسات الإسلامية".

وعبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن إدانتها لحرق نسخة من المصحف الشريف.

وقال مات ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي إن واشنطن تعتقد أن المظاهرة خلقت "بيئة من الخوف" ستؤثر على قدرة المسلمين وأفراد الأقليات الدينية الأخرى على ممارسة الحرية الدينية.

كما أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو ترفض تسامح سلطات السويد مع "أفعال الإسلاموفوبيا الاستفزازية". وأشار السفير غينادي أسكالدوفيتش المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي لشؤون التعاون في مجال حماية حقوق حرية الديانة، في بيان، إلى أن السلطات السويدية "سمحت مرة أخرى بارتكاب فعل إسلاموفوبي استفزازي، تحت غطاء الأحاديث عن حرية التعبير والديمقراطية".

وأضاف المسؤول الروسي : "المجتمع الدولي مطالب بالتصدي بشكل مشترك لمثل هذه الانتهاكات المخزية لحقوق المؤمنين"، محذرا من أن "عدم وجود المعاقبة في مثل هذه الأمور، قد يؤدي إلى عواقب كارثية غير قابلة للتنبؤ".

وأقدم متطرف أول أمس على إحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مسجد في العاصمة السويدية، بعد أخذ موافقة من السلطات على ذلك، ما أثار موجة غضب عارمة على المستوى الرسمي والشعبي في الدول العربية والإسلامية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved