«حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة» بقصر ثقافة الشاطبي في الإسكندرية

آخر تحديث: الثلاثاء 30 يوليه 2024 - 12:35 ص بتوقيت القاهرة

عصام عامر

استضاف مركز ثقافة الشاطبي في الإسكندرية، مساء اليوم الاثنين، الكاتبة إيناس حليم، لمناقشة رواية "حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة"، الصادرة عن "دار الشروق"، وأدار النقاش، الكاتب علاء محمد.

وخلال حديثها قالت الكاتبة: إن الرواية تدور أحداثها حول فكرة أن أي شخص يمكن أن يسقط في حفرة الحياة، وتسعى لتأمل كيفية حل لغز سيرة بطلة الرواية "شادن" والتي لم تظهر النصوص المكتوبة طبيعة نهايتها، مؤكدة أن كل الشخصيات التي سردتها الرواية، مختلقة، وليست حقيقية، وهناك جزء كبير من رحلة الرواية كان ذاتيًا.

واعتبرت الكاتبة أن هذه الرواية تمثل رحلة البحث عن صوتها الكتابي، بعكس كتاباتها السابقة، حيث مزجت بين عدة لغات، قائلة: "بطبيعتي أفضل المزج بين كل المستوايات الكتابية المختلفة، وما يميز الرواية هو تنوع اللغة وثبات البنية".

ولفتت الكاتبة خلال حديثها إلى أن الاختلاط بالكتاب والنقاد، سيحقق فكرة أن تكون الكتابة "نخبوية وجماهرية" في ذات الوقت، قائلة: "وهو ما أسعى له، ولدى طموح بتحقيق المثالية في تحقيق هذه المعادلة"، مشيرة إلى أن غموص الحدوته في الرواية الراهنة هو ما ساعدها على تحقيق ذلك.

وخلال تقديم رؤية نقدية للرواية، قال الروائي طارق إمام: "الكاتبة استطاعت أن تنتقل من الدوائر الضيقة في الكتابة الأدبية إلى عالم واسع متنوع"، مشيدًا بالرواية التي استغرقت كتابتها 9 أعوام، وتصنف بأنها رواية "نسوية"، مردفًا: "قرأت الرواية للمرة الرابعة، وفي كل مرة أغوص في أعماق سطورها من منظور مختلف".

وأشار إمام، إلى وجود عدة مفارقات في الرواية أولها أن الرواية تظهر وتعري تقنياتها بإيهام القارئ بأنه لا يقرأ، وإنما يعيش حياة حقيقية، بما يُعرف بما بعد الحداثة، قائلًا: "نحن أمام رواية تتبنى منطق، وذاتية الإنعكاس، وهي نوع من روايات التحري وكشف ما يُفعل، وتعد من روايات الفن الرفيع".

ولفت إمام إلى أن المفارقة الثانية تتمثل في أن الرواية تظهر تمحورها حول مدينة الإسكندرية والتي توصف بشارعين وبحر، بما يعني أن الرواية أيضًا سارت في مساقين الأول وهي الفتاة التي سقطت في الحفرة، والمساق التاريخي، حيث أن الشيء الذي تبرزه طوال الرواية هو "البحر".

وأوضح الروائي طارق إمام أن الرواية تقارن بين الفتاة التي سقطت في الحفرة، وبين الإسكندرية التي غرقت آثارها الحقيقية تحت مستوى سطح البحر، مثنيًا على أسلوب كاتبة الرواية "متعددة الأبواب" والتي يمكن الدخول لها من أوجه كثيرة جديدة.

وأكد أن الرواية جاءت بحقيقة أظهرتها على أنها خيال، بعكس طبيعة الروايات التي تأتي بخيال وتحاول أن تقنع القارئ بأنه حقيقة، والإرجاء كان في الرواية موفق للغاية، حيث أن هناك مساحة كبيرة للنصوص المبثورة داخل الرواية متسقة مع الواقع.

وكشف عن أن الرواية تتمتع بتحقيق جميع مستويات اللغة، لأن حوارية الرواية جاءت بمجمل الأوعية "جمع وعي"، والرواية بها مستوى شعري يتأمل ويستبطن، ومستوى وصفي يقدم لغة سينمائية موضوعية، ومستوى يقدم اللغة التداولية الإخبارية، واللغة التسجيلية التوثيقية وهي أبعد من اللغة الإخبارية، ولغة الاسترجاع والاستشراف.

وأشار إمام إلى أننا أمام رواية استخدمت الأزمنة الثلاثة طوال الوقت، فالرواية بها أكثر من سيدة، وأكثر من حفرة، وكل شخصية من شخصيات الرواية لها قصتها، حيث أن الفن الروائي هدفه إلقاء الضوء عن الشخصية لمعرفتها من جانب حقيقي قد لا يستطيع التاريخ ذكره، فالرواية هي الخطاب الوحيد في العالم الذي يمكن أن يعيد للأشخاص العاديين هويتهم وإبراز ذاتيتهم.

واختتم كلامه، قائلًا: "نحن أمام رواية بها علاقة للحبكة المركزية بالتفصيلات الصغيرة، كل هذه الحبكات تبقى متصلة، حيث أنها لو نزعت من سياقها لا تفهم وحدها ولن تعطي معنى، وبالتالي تعد الرواية متشابهة مع رواية ألف ليلة وليلة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved