مواطنو جامايكا في فلوريدا يستقبلون ترشح هاريس للرئاسة الأمريكية بالتشكك والأمل

آخر تحديث: الثلاثاء 30 يوليه 2024 - 10:25 ص بتوقيت القاهرة

ميامي - د ب ا

عندما سمعت رين جاريت بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنهى محاولته لإعادة انتخابه رئيسا للبلاد، معبرا عن تأييده لترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس، شعرت بمشاعر متناقضة.

وذكرت صحيفة ميامي هيرالد الأمريكية أن الأم، التي ولدت في جامايكا، ولديها ابنة / 11 عاما/ طارت فرحا بشأن احتمالية أن شخصا ما من نفس خلفيتها الثقافية قد يصل إلى البيت الأبيض. وتعد هاريس من أبناء الجيل الأول الأمريكيين حيث ولدت لأب من جامايكا وأم هندية. ولكن جاريت تعتبر عدم نشاط هاريس خلال فترة توليها منصب نائبة الرئيس مشكلة. وقالت جاريت إنها والكثير من أصدقائها يتساءلون عما إذا كانت هاريس تتمتع بالصوت الحازم الضروري لكي تكون قائدة العالم الحر.

وقالت جاريت / 42 عاما/ كما لو كانت تقول بصورة مباشرة لهاريس" كنتي هادئة للغاية . نحن نعرف مؤهلاتك ونعلم خبرتك، ولكن هل يمكن أن تجعلي صوتك حازما بصورة قوية لتوجيه البلاد ووضع خطة "، وأضافت لاحقا أنها سوف " تشعر بفخر بالغ لرؤية سيدة من أصل كاريبي-على الرغم من أنها لا تعلم ما إذا كانت تمتلك المقومات اللازمة - تتولى منصب رئيسة الولايات المتحدة".

ويذكر أنه خارج نيويورك، تضم فلوريدا أكبر عدد من مواطني جامايكا في أمريكا، بحسب بيانات الإحصاء الأمريكية. ويقيم نحو 173 ألف شخص في ساوث فلوريدا، مما يجعل المنطقة أكبر مكان تمركز لمواطني جامايكا في ولاية فلوريدا. ومنذ أن رشح الحزب الديمقراطي هاريس للمنافسة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يشعر الكثير من مواطني جامايكا في ساوث فلوريدا بالحماس. وعلى الرغم من احتمالية أن يكون تولى شخص ذو خلفية جامايكية الرئاسة قد أثار حماس البعض، ما زال آخرون يعتقدون أن هاريس سوف تحصل على أصواتهم.

وبالفعل بدأ مواطنو جامايكا في ساوث فلوريدا في الحشد، حتى أن البعض بدأ في المشاركة في مكالمات عبر تطبيق "زووم" من أجل النساء والرجال من أصحاب البشرة السوداء يومي 21 و22 يوليو الجاري على التوالي، مما أدى لجمع الملايين من الدولارات من أجل حملة هاريس. وحتى أن البعض قارن الطاقة الحماسية الحالية بما كان الأمر عليه لدى ترشح الرئيس الأسبق باراك أوباما للرئاسة لأول مرة عام 2008.

وقالت جليندون هول / 57 عاما/ رئيسة اللجنة الاستشارية لشؤون أصحاب البشرة السوداء في ميامي بيتش " الدائرة الوحيدة التي أنقذت الحزب الديمقراطي هي النساء من أصحاب البشرة السوداء".

وقالت هازيل بي روجيرز مفوضة مقاطعة بروارد / 71 عاما/ جامايكي المولد " أستطيع أن أشعر بالحماس في أنحاء فلوريدا ومنطقة الكاريبي الأوسع نطاقا". وأضافت" نحن نعلم أن كامالا تمتلك الفكر والعاطفة والمهارات القيادية لتولى المنصب الأعلى، وليس لدينا أي شك أنها سوف تجعلنا فخورين. فإن إرثها الجامايكي يعد مصدر فخر بالنسبة لنا، فنحن نرى أنها تعد انعكاسا لقيمنا الخاصة بالمرونة والعزم ".

وعلى الرغم من الحماسة التي أعرب عنها بعض مواطني ساوث فلوريدا، فإن بعض الناخبين الشباب مازالت لديهم مخاوف بشأن ترشحها.

وتساءل إيفرون الين / 35 عاما/ المؤسس والمدير الإبداعي للعلامة التجارية " 3 زيرو 5 " " هل تستطيع أن تفوز أمام ترامب؟ وقد ولد الين لأبوين من جامايكا في ميامي جاردينز، حيث مازال يقيم هناك. وقال " لا أعلم ما إذا كان الأمريكيون من أصحاب البشرة البيضاء سوف يصوتون لكامالا".

وقال المدرس سيمون راسل / 36 عاما/ بمدرسة براوارد للمرحلة المتوسطة وجامايكي المولد " إنه أمر رائع أن تكون كامالا من جامايكا. ولكني سوف أكون مقصرا إذا تجاهلت سجلها الأخر ".

وأعرب راسل عن قلقه بشأن موقف هاريس تجاه فلسطين والمحكمة العليا وإلغاء ديون القروض الطلابية. وقال " سوف أكون كاذبا إذا قلت إنني لن أكون سعيدا إذا فازت، وأصبح الآن هناك رئيسة نصفها جامايكي". وأضاف" ولكن هل هذا هو العامل الرئيسي لما أحتاج أن أعرفه ؟ لا لأن هذه الأمور السياسية ذات أهمية أكبر".

وأضاف" لا أعرف إذا كنت أريد رئيسة نصفها جامايكي أن تكون وجه تدمير قطاع غزة. من الممكن أن يتحول الأمر سريعا من الفخر إلى الاحراج".

كما أن هناك مسألة خلفية هاريس عندما كانت تعمل مدعية عامة. وخلال محاولتها الأولى للترشح للرئاسة خلال عام 2020، تعرض سجلها كمدعية في سان فرانسسكوا وكاليفورنيا للتدقيق. وخلص تحقيق لشبكة" ان بي سي" 2024 بشأن فترة توليها لهذين المنصبين إلى أن هاريس كانت " حرباء سياسية بدلا من أن تكون صارمة في مواجهة الجريمة" ولكنه أشار إلى أن " محامي حقوق الانسان والمدافعين عن إصلاحات الشرطة انتقدوها لإخفاقها في اتهام رجال شرطة تردد أنهم استخدموا القوة بإفراط".

ولدى ألين مشاعر مماثلة بشأن خلفية هاريس، مشيرا إلى أنه أمر " يتعين التعامل معه". وعلى الرغم من أنه من المرجح أن يصوت ألين لصالح هاريس، فإنه يدرك أن السياسة، في معظمها ، مسابقة شعبية. ولذلك، يقول ألين إن الجمهوريين زرعوا الكثير من الخوف من خلال فكرة " تسمير الأمريكيين" مشيرا إلى أن فكرة وجود سيدة من خلفية هندية وجامايكية في البيت الأبيض يمكن أن يكون أسوأ كوابيس أمريكا البيضاء.

وقال المدعي العام مارلون هيل / 53 عاما/ الذي ولد في كينجستون في جامايكا وانتقل إلى ساوث ميامي عندما كان يبلغ من العمر 14 عاما" أعتقد أن كامالا في حاجة للحديث عن جميع مناحي إرثها التي تمثل أهمية لها".

وأضاف" أعتقد أنها سوف تكون فرصة ضائعة إذا لم تطلعنا على مستويات مختلفة من قصتها التي تشمل الجانب الهندي والجانب الجامايكي والتقاليد و احتفالات العائلة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved