إمام المسجد الأقصى لـ«الشروق»: إسرائيل نقلت أجواء حرب غزة إلى القدس والضفة.. وحرب الإبادة في القطاع غير مسبوقة

آخر تحديث: الإثنين 30 سبتمبر 2024 - 6:44 م بتوقيت القاهرة

حوار - آلاء يوسف:

- حرب الإبادة في غزة غير مسبوقة على مر التاريخ
- الاحتلال نقل أجواء الحرب في القطاع إلى القدس والضفة الغربية
- إسرائيل تضيق الخناق على المصلين فى المسجد الأقصى.. وتفسح المجال للمتطرفين اليهود
- أى بيت يتسرب لليهود فى القدس يتم بالتزوير والخداع
- المقدسيون يواجهون سياسة الهدم بوقف بيوتهم «وقفًا ذُريًا» لمنحها الحصانة

أكد إمام المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبرى، أن حرب الإبادة التى يشهدها قطاع غزة لا مثيل لها على مر التاريخ، موضحًا أن المسجد الأقصى محاصر عسكريًا من قبل سلطات الاحتلال فى جميع الأيام والأوقات منذ حرب غزة حتى الآن.

وأضاف، فى حوار خاص عبر الهاتف لـ«الشروق»، أن الاحتلال نقل أجواء الحرب فى غزة إلى القدس بشكل خاص وإلى الضفة الغربية بشكل عام، وفرض قوانين الطوارئ، وزادت إجراءاته شراسة وعنفًا، مشيرًا إلى قوة «الوقف الذرى» فى مواجهة سياسة هدم بيوت الفلسطينيين فى القدس، داعيًا الإعلام العربى لاتخاذ موقف أكثر وضوحًا.

وإلى نص الحوار..

ـ كيف تصف لنا واقع المسجد الأقصى اليوم؟

نستطيع القول إن الأقصى محاصر عسكريًا من قبل سلطات الاحتلال فى جميع الأيام والأوقات منذ حرب غزة حتى الآن، وهذا يعنى أن سلطات الاحتلال تضيق على المسلمين المصلين حين الدخول للصلاة؛ فى الوقت نفسه يفسح الاحتلال المجال للمتطرفين اليهود بالدخول وتحت الحراسة المشددة.

ـ هل واجه الفلسطينيون هذا القدر من الوحشية خلال حرب غزة من قبل؟

لم يحصل مثيل لحرب الإبادة التى يشهدها قطاع غزة فى فلسطين على مر التاريخ، ومع الأسف تقع الإبادة على مرأى ومسمع العالم الذى يدعى بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.

ـ شهدتم الاحتلال منذ بداياته.. هل هناك اختلاف بين الأمس واليوم فى سلوكه ضد الفلسطينيين؟

 

نعم، تحول سلوك الاحتلال فى بداية تواجده من ظلم، إلى ظلم أشد فى الوقت الحالى، لأن الاحتلال قد فرض قوانين الطوارئ والأحكام العرفية على القدس بخاصة وعلى الأراضى الفلسطينية بعامة، منذ بدء الحرب على غزة حتى الآن.
ونقل الاحتلال أجواء الحرب فى غزة إلى القدس بشكل خاص وإلى الضفة الغربية بشكل عام، وفرض قوانين الطوارئ، وزادت إجراءاته شراسة وعنفًا.

ـ حدثنا عن جهود المرابطات فى حماية المسجد الأقصى وأهمية وجودهن وتنسيقهن مع إدارة المسجد؟

 

نعم، هناك تنسيق مع إدارة المسجد إلا أن سلطات الاحتلال تضيق على المرابطات وعلى حراس المسجد وتتخذ فى حقهم إجراءات الإبعاد عن المسجد.
وبالطبع دورهن مهم جدًا، لكن للأسف نشاط المرابطات فى المسجد الأقصى منذ بداية حرب غزة وحتى الآن شبه مشلول بسبب إجراءات الاحتلال الظالمة.

ـ هل يوجد أى سند قانونى يستغله الاحتلال لإبعاد المقدسيين عن المسجد الأقصى؟

 

هذا ظلمٌ وغير قانونى وغير حضارى ويتعارض مع حرية العبادة، كما يتعارض مع القوانين والأعراف الدولية.

ـ دعوتم المقدسين ممن يواجهون سياسة الهدم من الاحتلال بوقف بيوتهم وقفًا ذُريًا، فما هو المقصود بذلك.. وكيف يستطيع مجابهة الهدم؟

 

إن وقف البيوت يعطيها الحصانة والمحافظة عليها، وهذا يحميها من الهدم، والوقف الذُّرى هو صورة من صور الأوقاف، ويطلق عليه (الوقف العائلى) أو الوقف الأهلى، والمراد منه أن تكون منفعة العقار أو البيت الموقوف على الذُرية (أى على الأولاد وعلى أولاد الأولاد)، وأن العقار الموقوف لا يسرى عليه بيع ولا شراء، أى يأخذ الوقف الذُرى أحكام الوقف العام، ولكن يتميز الوقف الذُرى عن الوقف العام بأن المنفعة فيه الوقف تنحصر فى الذُرية فقط.

ـ هل توضح لنا حقيقة ما يروجه الاحتلال لرواية بيع بعض المقدسيين لبيوتهم فى القدس لليهود؟

 

أى بيت يتسرب إلى اليهود فى مدينة القدس يكون من خلال التزوير والخداع وبالطرق الملتوية.

ـ كيف تحاولون إيصال رسالة الأمل والتحدى للمصلين والمرابطين فى ظل الظروف الصعبة التى يمرون بها؟

 

أى خطاب فى المسجد الأقصى المبارك يستند الى القرآن الكريم والسنة النبوية فى معالجة القضايا التى تهم المسلمين، وهذا نهج نبينا الكريم.

 

ـ ناديت بالنفير للقدس فى ظل دعوات المتطرفين باقتحامه، هل ذلك يتعارض مع الفتاوى التى ترفض زيارات القدس باعتبارها نوعًا من التطبيع؟

 

لا تتعارض تلك الدعوة مع رفض التطبيع؛ فالمقصود بالنفير للقدس هو خطاب لأهل فلسطين، ولا علاقة للنفير لمن هم خارج فلسطين.

ـ هل ما يحدث يُنبئ بميلاد أجيال فلسطينية لديها قابلية للسلام مع الاحتلال؟

 

لا مجال لتطبيق السلام الخائف فى ظل حرب الإبادة.

ـ هل يعتبر الانقسام سبب إضعاف الموقف الفلسطينى.. وهل الخلافات الفصائلية موجودة فى مدينة القدس؟

 

نحن دعاة وحدة سابقًا ولاحقًا، ولا شك أن النفور الفصائلى يُضعف من موقفنا جميعًا، أما بالنسبة إلى مدينة القدس فلا توجد خلافات فصائلية فيها.

ـ ما تقييمك لدور لحكومات العربية تجاه القضية الفلسطينية والمقدسات الدينية خاصة.. وهل هناك موقف فعال للمنظمات الإغاثية تجاه فلسطين؟

 

إن الأوضاع الحالية تدعو إلى الحزن والألم لعدم نصرة الدول العربية لأهل فلسطين.
وفيما يتعلق بالمنظمات الدولية فليس لها أى موقف فعال فى القضية الفلسطينية؛ وجميع مواقفها شكلية، والاحتلال يحارب منظمة الأونروا، ويحاول شل عملها بشتى الطرق.

ـ كيف ترى التعاطف الشعبى العالمى مع الحق الفلسطينى؟

 

نحن نحيى التعاطف الشعبى العالمى وبخاصة الجامعات فى أمريكا.

ـ ما الدور الذى يجب أن يتبناه الإعلام العربى تجاه قضية القدس والمسجد الأقصى؟

 

يتوجب على الإعلام العربى أن يكون واضحًا وجريئًا تجاه قضية القدس والمسجد الأقصى، فنحن أصحاب حق وإن حقنا قوى وجلى ونتمسك به.

ـ البعض يُحّمل المقاومة مسئولية إراقة المزيد من الدماء الفلسطينية.. كيف ترى ذلك؟

 

نشكر وسائل الإعلام والفضائيات التى تكشف بوضوح مسئولية الاحتلال عن إراقة الدماء الفلسطينية، ولا بد من الإشارة الى أن الشعب الفلسطينى يعانى من البطش والقتل والتشريد والتهجير منذ عام 1948 حتى الآن.

ـ صف لنا مستجدات ملف الأسرى؟

 

وسائل الإعلام والفضائيات كشفت عن الأوضاع المأساوية وغير الإنسانية بحق الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال فبات كل شىء مكشوف.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved