ما هي قصة أول متحف للفن الصوفي الإسلامي في باريس وما هي مقتنياته؟

آخر تحديث: الإثنين 30 سبتمبر 2024 - 2:33 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

لأول مرة على الإطلاق، تم افتتاح متحف يضم مجموعة دائمة رائعة من 350 قطعة من النصوص الدينية ورموز العبادة، إلى العناصر اليومية والإبداعات الفنية المستوحاة من الصوفية، لأول مرة على الإطلاق، في فيلا باريسية مذهلة تعود إلى القرن الـ19 على ضفاف نهر السين.

ويعود تاريخ بعض أقدم العناصر المعروضة في متحف الفن والثقافة الصوفية، المعروف أيضًا باسم MACS MTO، إلى الإمبراطورية الفارسية الأخمينية "550-330 قبل الميلاد".

وتقول مديرة المتحف ألكسندرا بوديلوت لصحيفة "ألدميرال ديزاينر": "يهدف المتحف إلى مشاركة الفن والثقافة الصوفية، من خلال هذه الأشياء تقديم تجربة معاصرة حول كيفية ارتباط الصوفية بالعالم الأوسع، لقد تقرر أن يكون المتحف في فرنسا، ولكن ليس في وسط باريس نفسها، لأنها يمكن أن تكون مدينة مزدحمة للغاية وصاخبة ومجهدة".

في شاتو، وهي ضاحية هادئة في غرب باريس، يقع المتحف بالقرب من المدينة ومشهدها الفني، وهو اختيار لمكان يكون أقرب إلى الطبيعة من المدينة السريعة، حتى يتناسب وفكرة التأمل التي تشكل جزءًا من الأيديولوجية الصوفية.

وكان متحف الفن والثقافة الصوفية "MTO" قيد الإنشاء منذ بعض الوقت، وكان أول من تصوره هو أستاذ الصوفية حضرة شاه مقصود صادق عنغا، الذي سعى في السبعينيات إلى توسيع مكتب طريقة "أويسي شاه مقصودي" - مدرسة التصوف الإسلامي - إلى أوروبا وأمريكا، وإنشاء متحف لإيواء المجموعة الواسعة للمدرسة، وفقاً لـ admiddleeast.

وتحولت الفكرة إلى واقع ملموس حالياً من خلال تجديد شامل لمبنى تاريخي مكون من 3 طوابق بقيادة مصممي ديكور ومهندسين معماريين فرنسيين مشهورين، وتحويله إلى مساحة ثقافية يسهل الوصول إليها ومستدامة، وعلى الرغم من تحديثها، لا تزال الفيلا تحتفظ بميزاتها الأصلية، مثل أفاريز الأسقف المفصلة وبلاط الفسيفساء والواجهة الأمامية الكلاسيكية الجديدة.

وتحيط بمساحات العرض الرئيسية في المتحف حديقة هادئة ومكتبة بحثية أرشيفية، مما يتيح مساحة للتأمل وتعزيز المعرفة، وهما من المبادئ المهمة في التصوف.

وتم تخصيص جزء من المجموعة الدائمة داخل المتحف لعرض يعكس المراحل التي يمر بها تلميذ الصوفية في طريقه إلى الاتقان، ثم الوصول إلى التنوير، ويخطط المتحف لتدوير المجموعة لاحقًا لتقديم معارض جديدة ومختلفة، إلى جانب الفن المعاصر الذي يرتبط بالصوفية بطرق مختلفة.

ويضم الطابق الأول من المتحف إجابة على "ما هي الصوفية"، أما الطابق الثاني يمثل حالة نقل المعرفة بين الطلاب والمعلم، والطابق الأخير مخصص لفكرة التحول والاتصال بين الأرض والكون.

وإلى جانب القطع الأثرية التاريخية، يوجد معرض بعنوان "سماء داخلية"، يضم أعمال 7 فنانين معاصرين دوليين، تمت دعوتهم لإنشاء أعمال استجابة للمجموعة وتكوين روابط مع جوانب التصوف، مثل الروحانية والتنوير والاتصال بالطبيعة، ويستعير المعرض عنوانه من الفيلسوف وعالم الصوفية هنري كوربين، مستحضرًا الرحلة الداخلية للصوفي.

كما تُعرض في جميع أنحاء المتحف أعمال لفنانين مثل منير شهرودي فرمانفرمايان، وبيناري سانبيتاك، ويونس رحمون، وتروي ماكازا، وكلوي كوينوم، وبيانكا بوندي، وسيفا كلاين.

وتعتزم إدارة المتحف تنظيم برنامج مستمر من المعارض الفنية المعاصرة والمحادثات والفعاليات وورش العمل في المستقبل، ويأمل في مشاركة ثقافة وتاريخ الصوفية مع جماهير جديدة، اعتبارًا من يناير 2025، ستكون المكتبة جاهزة لاستقبال الباحثين والقراء.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved