موسيقى يانى تناجى الشعوب تحت سفح الأهرامات

آخر تحديث: الجمعة 30 أكتوبر 2015 - 3:01 م بتوقيت القاهرة

أعد الملف أمجد مصطفى

• مباراة موسيقية وغنائية تمثل العالم كله على مدى يومين
• حرص على التقاط سيلفى وفى خلفيته النيل ابتهاجًا بصوله مصر وقال سوف تشاهدون الأهرامات غدًا وأنا أغنى
• وصف استقباله فى مصر بأنه يفوق الخيال وأن حفلته الثانية ستكون أسطورية
• وجودى فى مصر بمثابة الحلم الذى أصبح حقيقة.. فأخيرًا سأغنى فى بلد الحضارة
• مظاهرة حب على مواقع التواصل الاجتماعى تؤكد رغبة آلاف الجماهير فى الحضور ولهذا جاء الحفل الثانى

يقام فى العاشرة مساء غد الجمعة الحفل الأول لمؤلف الموسيقى وعازف البيانو اليونانى العالمى يانى امام سفح الهرم وعلى مسرح الصوت والضوء، بينما يقام حفله الثانى فى نفس الموعد مساء بعد غد السبت .

يصاحب يانى مائة فنان بين عازف ومغنٍ ومصور ومهندس صوت واضاءة هم اعضاء فرقته التى تنتمى إلى 11 جنسية مختلفة، نظرا لأنه يعتمد فى موسيقاه على موسيقى الشعوب وبالتالى سوف تجد من بين الآلات التى يعتمد عليها ما تنتمى إلى افريقيا وامريكا اللاتينية مثل آلات الإيقاع وآلات وترية مثل الهارب الفرعونى أو آلات النفخ التى تنتمى إلى مناطق مثل الهند وبعضها ينتمى إلى دول حوض المتوسط، وتعدد الآلات سببه تعدد الأشكال الموسيقية التى يقدمها والتى يستقيها من الدول التى زارها أو التى ابهر بموسيقاها فقرر ان تكون لها مقطوعات موسيقية فى برنامجه من هذه الدول الهند والصين ودول امريكا اللاتينية وزيارته لمصر ستكون بوابته لعمل مصرى صميم خاصة انه مغرم الحضارة الفرعونية. هذا التنوع الموسيقى الذى يقدمه فى اطار يجمع بين الأوركسترا بثراء آلاتها والآلات الشعبية الأخرى، منحه خصوصية شديدة وجعله فى وقت من الأوقات الفنان الموسيقى الاول عالميا، واصبح يزاحم اسماء مثل الرومانى العظيم جورجى زامفير عازف البان فلوت والمؤلف الموسيقى الشهير والذى بيعت له اكثر من ثلاثة مليارات اسطوانة حول العالم.
الى جانب ان اعمال يانى الغنائية التى تقدم بأصوات فرقته تقدم ايضا ثقافات مختلفة لذلك انت فى حفل يانى تجد نفسك امام مباراة موسيقية وغنائية تمثل العالم كله وليس منطقة واحدة شأنه شأن أى فنان يرى ان الموسيقى ليس لها حدود وان العالم كله لابد ان يتحدث لغة موسيقية واحدة رغم اختلاف الثقافات والحضارات لذلك كان يانى قريبا من كل الشعوب حتى التى لم يقم بزيارتها. ومن المعروف عن يانى انه مغرم بموسيقى الشعوب لدرجة انه كلما زار احدى الدول لابد ان يخرج منها بعمل موسيقى يمزج بين فكره الخاص وبين موسيقى هذه الدولة وسبق وفعل هذا عندما زار دولا مثل الهند والصين، وبالتالى قد تشهد زيارته لمصر عملا يجسد فكره والذى لخصه فى ألبوميه «العرقية» الذى قدم فيها موسيقى تعكس ثقافات مختلفة واستعان بآلات موسيقية تنتمى للدول التى صاغ موسيقاها وظهر ذلك ايضا فى ألبومه الثانى «اجلال» الذى عبر عن رحلته للصين والهند.
لذلك اعتبر يانى ان زيارته لمصر تعد حلما تحقق بعد سنوات من الرغبة لكونه يريد ان يستكمل رحلته التى بدأها باليونان وطنه والهند والصين ودول كثيرة استمد منها بعض الأفكار الموسيقية، كما ان وقوفه امام الاهرامات وتلاحم موسيقاه معها فى مشهد استثنائى لا يتاح لأى فنان كثيرا يعد حلما آخر.

حكاية الحفل الثانى
بمجرد الإعلان عن الحفل الأول ليانى فى مصر حدثت ما يشبه مظاهرة حب على مواقع التواصل الاجتماعى وأبدى الكثير من الجماهير رغبتهم فى المشاركة بما يفوق عدد مقاعد المسرح وبالتالى لم يعد امام الجهة المنظمة للحفل ان تعلن ان المسرح اصبح كامل العدد امام هذه الآلاف التى ترغب فى الحضور ولكن انقذ يانى الموقف بعد ان استشعر ان هناك حبا حقيقيا له فى هذا البلد وبالفعل قام بكتابة رساله على صفحاته الشخصية على مواقع التواصل «فيس بوك» و«تويتر» اعلن خلالها عن موافقته على اقامة حفل ثانٍ له وعلق على ذلك بقوله ان اقامة حفل ثانٍ سوف يتيح لى المزيد من التقارب مع الشعب المصرى الذى احبه وتمنيت ان التقى به.

التذاكر للأثرياء فقط
لم يكن الحصول على تذكرة ليانى بالأمر الهين نظرا لارتفاع قيمتها حيث تراوحت اسعارها بين 600 وألف وألفين وثلاثة آلاف جنيه وهو رقم كبير بالنسبة للمصريين، وبالتالى من المتوقع ان تكون شرائح الحاضرين من الطبقات فوق المتوسطة والأثرياء فقط .

الترويج السياحى
استغلت وزارة السياحة وجود يانى فى مصر لعمل فيلم دعائى ترويجى عن مصر وتعهد يانى فى اطار حبه لمصر وحضارتها ان يقوم ببثه فى العديد من بقاع العالم عبر منافذ التوزيع التى تتولى بيع اسطوانته، وهو ما يمثل انجازا مهما ليس للسياحة المصرية لكن لمصر كلها لأنه يؤكد ان مصر بخير، ونقل حفل بهذه الضخامة من قلب مصر ومن امام الاهرامات افضل من أى حملة اعلانات تقدمها أى الشركات على مستوى العالم، فالسائح دائما يبحث عن الواقع وليس الاماكن التى تصدرها له الاعلانات .

شوكولاتة يانى
ابدى يانى سعادته الكبيرة بالمفاجأة التى اعدتها له مصر للطيران وهى عبارة عن شوكولاتة مطبوع عليها صورته واسمه وموعد حفلاته فى مصر، وهذا يحدث معه لأول مرة وبالتالى احتفل بها من خلال صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعى وكتب فى تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعى تويتر قائلا: «إنه أمر مدهش أن تجد على طائرة مصر للطيران شوكولاتة يانى محلية الصنع».

النيل أمامكم مباشرة
بمجرد وصول يانى للفندق الذى يقيم به حرص على التقاط صورة سيلفى وفى خلفيته النيل وقام بوضعها على صفحاته الشخصية ابتهاجا بوصوله لمصر. «ثم قال فى مقطع فيديو بثه على اليوتيوب مرحبا بالجميع، أنا حاليا فى القاهرة وها هو نهر النيل أمامكم مباشرة، والأهرامات ليست بعيدة عن هنا، ولكنكم سوف تشاهدونها غدا لأننى سأكون هناك». وأضاف خلال الفيديو أنه وصل للتو إلى الفندق قادما من المطار، وأن استقباله هناك كان فوق الوصف ولا يصدق، حيث استقبله الكثير من الناس الذين أشعروه أنه مرحب به فى مصر، لافتا إلى أنه متحمس جدا لإقامة حفلته فى مصر التى ستكون أسطورية. واختتم: «إننى أردت فقط إعلامكم بما يحدث حاليا، وأنا سوف أذهب لتغيير ملابسى والاستمتاع بالمنظر الخلاب أمامى والطعام أيضا، وأنا أحب كل شخص هنا».

ماذا قال يانى لوكالات الأنباء العالمية عن مصر؟
إن وجودى فى مصر بمثابة الحلم الذى أصبح حقيقة، وقال أعتقد إنها تجربة أكثر من رائعة كون اقدم موسيقاى فى مصر بلد الحضارة التى دائما ما تبهرنى بحضارتها التى أعرف عنها الكثير بحكم أننى عشت وتربيت فى اليونان، ولدى دراية كاملة بالتاريخ المصرى، وهى فرصة عظيمة للتعرف على ثقافة الشعب المصرى عن قرب.
واضاف طوال عمرى أتطلع لزيارة مصر وتقديم حفل تحت سفح الأهرامات.
واتصور ان الأداء عند سفح الأهرامات فرصة عظيمة تحدث مرة واحدة على مدى الحياة وكنت انتظرها سنوات كثيرة، فأردت أن أسجل هذا الحلم لى شخصيا وأن أظهر للعالم مدى جمال الحضارة المصرية، وأن أظهر أيضا طريقة تعامل المصريين معى.

إلى الإمارات العربية
تأتى زيارة يانى لمصر ضمن جولته التى تشمل ايضا الإمارات العربية، حيث يقدم حفله هناك يوم 6 نوفمبر القادم بحسب ما اعلنه موقعه الرسمى له .

المشوار
السيرة الذاتيه ليانى تؤكد انه صاحب مشوار كبير قدمة بين بلده ومسقط رأسه اليونان صاحبة الحضارة الكبيرة وبين الولايات المتحدة حيث هوليوود التى تبحث دائما عن اصحاب الحضارات لكى يمنحوها القيمة وتمنحهم هى النجومية.
بدأ يانى بالعزف على آلة البيان وهو فى 6 من العمر رافضا أخذ أى دروس فى العزف. لم تكن الموسيقى موهبته فقط، ففى عام 1969 وهو فى الرابعة عشرة من العمر حطم يانى الذى ولد فى مدينة كالاماتا فى اليونان على سواحل البحر المتوسط فى 14 نوفمبر 1954. الرقم القياسى اليونانى لسباق 50 مترا فى السباحة الحرة للرجال.
فى العام 1972، وبتشجيع من والديه ترك موطنه ليلتحق بجامعة مينوسوتا فى الولايات المتحدة الأمريكية ليدرس علم النفس، وخلال فترة الدراسة قام بمشاركة فرقة روك «كاميلون» بالعزف وبدأ بتطوير أسلوبه الموسيقى الخاص مستخدما البيان والأورج ليبتكر أصواتا جديدة.
تخرج يانى فى الجامعة عام 1979، وبعد التخرج قرر أن يمنح الموسيقى كل وقته وجهده لعام كامل. أراد أن يقصد الحياة فى الموسيقى، وعلى الرغم من أنه لا يقرأ النوتة الموسيقية فقد ألف أعمالا كاملة متحديا التصنيف الموسيقى.
فى عام 1980 كان على موعد مع اول ألبوم منفرد لهو كان بعنوان”متفائل».

وكانت النقله الكبرى فى حياته الفنيه عندما فتحت له هوليوود ابوابها مقدما عدة أعمال موسيقية لبعض الأفلام.
وفى عام 1990 رافقه اوركسترا «دالاس» السيمفونى فى حفل اعطى بعدا آخر فى أسلوبه الفريد وكانت مقدمة لأشياء جديدة.
فى عام 1994 عاد إلى موطنه اليونان وسجل عملا موسيقيا فى مسرح هيرود أتيكوس فى أثينا الذى يعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد والنتيجة كانت ألبومه «فى الأكروبوليس بقيادة الموسيقى شهرداد روحانى الذى بيع منه أكثر من 7,000,000 نسخة حول العالم وحصد أكثر من 35 جائزة وارتفع بنجوميته ليصبح واحدا من أكثر المبيعات للأعمال الموسيقية المصورة.
وأصبح يانى الفنان الغربى الأول الذى يعزف ويسجل موسيقاه فى تاج محل فى الهند والمدينة المحرمة فى الصين حاصدا عدة جوائز بلاتينيوم لألبومه «إجلال. وقد عزف يانى بين الهند والصين لجمهور وصل إلى 250 مليون شخص فى جولة طويلة شملت أكثر من 160 مدينة حول العالم فى رحلة أطلق عليها نفس اسم الألبوم «اجلال».

فى عام 2000 أصدر يانى أول ألبوم له مسجل فى استوديو بعد 7 سنوات وكان بعنوان «لو استطعت إخبارك».
بعد عامين من الانقطاع، حدثت تغيرات اخرى فى حياة ذلك الفنان، ومنها الانتقال إلى الساحل الشرقى لأمريكا وبالتالى كانت هناك تغيرات أخرى فى حياته الشخصية والمهنية.
فى عام 2003 أصدر ألبومه «العرقية» وهو الألبوم الثانى عشر له، وهو يخدم فكرته التى سعى لتطبيقها فى كل حياته والتى تجسد لمعنى «عالم واحد، شعب واحد» التى كانت دائما السمة المميزة لمهنته.
قدم فى هذا الألبوم مجموعة من المقطوعات الموسيقية التى تغوص فى نغمات تنتمى لثقافات شعوب الأرض، مستخدما آلالات مختلفة على حد سواء كآلة الديدجاريدو الأسترالية وآلة دودوك الأرمينية والكمان والطبل الهندى. ويقول ياني عن هذا الامر فى العديد من اللقاءات الصحفية «العديد من ثقافات شعوب العالم والأنماط الموسيقية ممثلة فى هذا الألبوم. إن فيه الكثير من اللون العرقى بمعنى آخر، حيث يجب ان نبرز مواطن اللون وجمال المجتمع المتعدد لكل الثقافات .
إن واحدا من العناصر التى تميز ألبوم «العرقية» عن سابقيه هو الاستخدام الكبير لصوت الإنسان، ليس فقط الأنغام المنفردة والتراتيل الجماعية، بل بالكلمات أيضا، وهذا شىء نادر بالنسبة لهذا الفنان. فأغنية «الوعد» على سبيل المثال، هى تعديل لمقطوعة قديمة تدعى «سيكرت فوس» رزت بكلمات كتبت من قبل صديقة قديمة له تدعى باميلا مكنيل وأديت بشكل عاطفى من قبل ألفريدا جيرالد التى رافقته فى رحلة إجلال. كما أن المقطوعة الأخيرة من الألبوم تعكس ثقافة هذا الفنان وتاريخه بأغنية يونانية شعبية تدعى «جيفارى».
وفى مارس من عام 2003 عاد يانى للظهور من جديد فى جولة فى أميركا وكندا، وقد سميت «العرقية»، وكانت جولة ناجحة وصنفت فى المرتبة السادسة بالنسبة لمبيع التذاكر لهذا العام. فى 6 مايو من عام 2004 حصل يانى على درجة الدكتوراه الفخرية فى الآداب الإنسانية من جامعة مينوسوتا.
وفى العام 2006 أصدر يانى ألبوما جديدا حمل اسم «الكونشيرتو» حيث قام بتسجيله وتصويره على الهواء مباشرة فى حفلة الافتتاح بلاس فيجاس مستخدما أحدث تقنيات التصوير والتسجيل الصوتى.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved