نيويورك تايمز: إسرائيل تجاهلت تحذيرات كثيرة قبل طوفان الأقصى

آخر تحديث: الإثنين 30 أكتوبر 2023 - 4:29 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، شن عدوانه الوحشي المصحوب بحصار مطبق على قطاع غزة للأسبوع الرابع، منذ نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية، عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الجاري، والتي تمكنت فيها من اختراق السياج الحدودي، ومباغتة قواعد عسكرية ومستوطنات واقتياد أسرى إلى داخل قطاع غزة.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حذف تغريدة حمّل فيها رئيسي الشاباك والاستخبارات الإسرائيلية مسئولية عملية طوفان الأقصى، وذلك بعد انتقادات واسعة له.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا مساء الأحد، أوضحت فيه أن الإدارة الاسرائيليلة تجاهلت تحذيرات قبل وقوع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، وسلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على عدد من هذه التحذيرات.

تحذيرات جنرالان رفيعا المستوى إلى الكنيست الإسرائيلي

وأشارت الصحيفة إلى أنه في 24 يوليو وصل جنرالان إسرائيليان رفيعا المستوى إلى الكنيست الإسرائيلي، لتوجيه تحذيرات عاجلة إلى المشرعين الإسرائيليين، وفقا لثلاثة من مسئولي الدفاع الإسرائيليين.

وكان من المقرر أن يمنح الكنيست في ذلك اليوم الموافقة النهائية على إحدى محاولات نتنياهو للحد من سلطة القضاء الإسرائيلي، وهو الجهد الذي هز المجتمع الإسرائيلي، وأشعل احتجاجات ضخمة في الشوارع وأدى إلى استقالات واسعة النطاق من الاحتياطيات العسكرية.

كان جزء متزايد من الطيارين في القوات الجوية يهددون برفض الحضور إلى الخدمة إذا تم إقرار التشريع.

وثائق سرية في حقيبة أحد الجنرالات

وفي حقيبة أحد الجنرالات، أهارون هاليفا، رئيس مديرية الاستخبارات العسكرية في قوات الدفاع الإسرائيلية، كانت هناك وثائق سرية للغاية تتضمن تفاصيل حكم صادر عن مسئولي الاستخبارات مفاده أن الاضطرابات السياسية تشجع أعداء إسرائيل.

وذكرت إحدى الوثائق أن ما يسميه المسئولون الإسرائيليون "قادة محور المقاومة" إيران وسوريا وحماس وحزب الله والجهاد الإسلامي الفلسطيني، يعتقدون أن هذه كانت لحظة ضعف إسرائيلية ووقتا للضرب.

وقال زعيم حزب الله حسن نصر الله، بحسب إحدى الوثائق، إنه من الضروري الاستعداد لحرب كبرى.

ولفتت الصحيفة إلى أن الجنرال هاليفا، كان على استعداد لإخبار قادة التحالف بأن الاضطرابات السياسية تخلق فرصة لأعداء إسرائيل للهجوم، خاصة إذا كان هناك المزيد من الاستقالات في الجيش، فيما لم يحضر سوى عضوين من أعضاء الكنيست للاستماع إلى إحاطته الإعلامية، وتم تمرير التشريع بأغلبية ساحقة.

رئيس أركان الجيش يحذر

وبشكل منفصل، حاول الجنرال هيرتسي هاليفي، رئيس أركان الجيش، توجيه نفس التحذيرات إلى نتنياهو، وقال المسئولون إن رئيس الوزراء رفض مقابلته، لكن لم يستجب مكتب نتنياهو لطلب التعليق على هذا اللقاء.

واستندت تحذيرات الجنرالات إلى حد كبير إلى سلسلة من الاستفزازات على الحدود الشمالية لإسرائيل.

طائرات حزب الله

وذكرت الصحيفة أنه من ضمن التحذيرات التي تجاهلتها إسرائيل هو أنه في فبراير ومارس الماضيين، أرسل حزب الله طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات باتجاه منصات الغاز الإسرائيلية، كما وفي شهر مارس، تسلق أحد المسلحين السياج الحدودي من لبنان إلى إسرائيل، حاملا عدة قنابل قوية وأسلحة وهواتف ودراجة كهربائية وسافر بها إلى تقاطع رئيسي شمالي، ثم استخدم عبوة قوية، محاولا على ما يبدو تفجير حافلة، بحسب الصحيفة.

وفي 21 مايو، أجرى حزب الله مناورات حربية في أحد مواقع التدريب التابعة له في "عرمتا" في جنوب لبنان وأطلق طائرات بدون طيار أسقطت متفجرات على مستوطنة إسرائيلية وهمية.

واعتقد المسئولون الإسرائيليون أن حزب الله كان يقود التخطيط لهجوم منسق ضد إسرائيل، ولكن ليس الهجوم الذي من شأنه أن يؤدي إلى حرب.

وتزايدت مخاوف المسئولين خلال شهري أغسطس وسبتمبر، وصرح الجنرال هاليفي بمخاوفه علنًا، وقال في احتفال عسكري يوم 11 سبتمبر قبل أسابيع فقط من الهجوم: "يجب أن نكون أكثر استعدادا من أي وقت مضى لنزاع عسكري واسع النطاق ومتعدد الساحات".

وظهر حلفاء نتنياهو على شاشة التلفزيون الإسرائيلي وأدانوا الجنرال هاليفي لأنه زرع الذعر.

الشاباك يحذر

وفي سلسلة من الاجتماعات، وجه الشاباك تحذيرات مماثلة لكبار المسئولين الإسرائيليين مثل الجنرال هاليفي ولبار أيضًا بشكل علني.

وقال بار في كلمة ألقاها: "من التحقيقات التي نجريها يمكننا أن نقول اليوم إن عدم الاستقرار السياسي والانقسام المتزايد هما بمثابة جرعة تشجيع لدول محور الشر والمنظمات الإرهابية والتهديدات الفردية".

تجاهل تحذيرات الدول العربية

كما تجاهلت حكومة نتنياهو تحذيرات الدول المجاورة لإسرائيل بسبب انتهاكات الأخيرة للأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، حيث شهد الأقصى غارات متكررة من قبل القوات الإسرائيلية على مر السنين، وقالت حماس إنها شنت هجوم هذا الشهر جزئيا كرد انتقامي على تلك الأعمال.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن مملكة الأردن وجدت أنه عندما شكل نتنياهو حكومة في أواخر العام الماضي، وهو من أقصى اليمين المتطرف في التاريخ الحديث، أصبح أقل تقبلا لتحذيراتهم من تبعات الأحداث التي وقعت في مجمع المسجد الأقصى، والتي لفتت الأردن أنها تثير المشاعر داخل الأراضي الفلسطينية لحد الغليان، وتولد العنف، بحسب مسئولين عربيين مطلعين على العلاقة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved