رضوى عاشور وهرمنيوطيقا الترجمة.. نظرات وإطلالات حول مقالات الراحلة النقدية و«الطنطورية»
آخر تحديث: السبت 30 نوفمبر 2024 - 2:14 م بتوقيت القاهرة
مي فهمي
تضمنت الجلسة الثانية من مؤتمر الاحتفال بذكرى 10 سنوات على رحيل الكاتبة رضوى عاشور بالمركز القومي للترجمة محطات من الحياة الأدبية للراحلة "نظرات في ترجمة الطنطورية".
قدم الندوة الدكتور مصطفى رياض أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس، و"إطلالات على مقالات رضوى عاشور"، وقدمها الدكتور شكري مجاهد أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية التربية.
بدأ الجلسة الثانية الدكتور مصطفى رياض، بعرض دراسة لكل من الدكتور بهاء الدين محمد مزيد، والدكتور حارس عبدالوهاب فايز، والتي جاءت بعنوان "التناص الترجمي، وعناصر السرد في الترجمة"، والذي تضمن قراءة لكتاب الراحلة رضوى عاشور "أثقل من رضوى".
ووضح الدكتور مصطفى رياض في عرضه للدراسة، أن كتاب "أثقل من رضوى" عمل يذهر بإشارات التناص ويبحث في فحص العتبات النصية والخطاب السردي، مشيراً إلى أن القصة تعتمد على المحاكاة وتدخل فيها المؤلفة لتكون شخصاً من شخصيتها لتحاكي القارئ، وهي من التقنيات غير التقليدية للتخلص من وهم الواقعية وتحويل الواقع لمفهوم جدلي.
من جانبه عرض الدكتور شكري مجاهد دراسته والتي جاءت بعنوان "القول الواحد بلسانين.. إطلالة على مقالات رضوى عاشور المترجمة"، والتي أكد فيها مجاهد أن رضوى عاشور تمتعت بقدر كبير من التحرر من إيثار أدوات النص الأجنبي ونقلته بشكل يتوافق مع الفكر واللغة العربية.
وعرض مجاهد واحداً من أهم مقالات رضوى عاشور العلمية، وهو "جدوى النقد" والذي نشر عام 1985 قائلاً: "نظرتي تحمل عنصراً ذاتياً له علاقة بخبرة استقبال النص الأصلي وخبرة ترجمة شيء منه وخبرة قرائته مترجماً".
وأضاف مجاهد، "أن النموذج المعرفي بجدوى النقد والتي أتت بها رضوى عاشور أن دليلها في اختيار المقابل هو أصل القول ، مؤكدا أن المترجم مؤلفاً كاملاً ومنوط باختيار المقابل أو الكلمة التي تعبر عن المعنى وإن لم تجدها في أي معجم أو قاموس".
وتابع مجاهد، "أن المناورة والنظر في المعنى الأصلي وحرية الإضافة والحذف والتنوع إلى صلاحيات المؤلف بل هي ساحة بدائل المترجم"، موضحاً أن رضوى عاشور استبدلت اللغة الأجنبية بما يقابلها ويتوافق مع اللغة العربية دون التقيد بالمعني الخرافي مما يدل ويكشف تكشف وعيها بين مقتضيات الإضمار والتصحيح بين اللغتين".
واستطرد مجاهد، "نظرت رضوى في المقصود بالإتيان والإيضاح في توصيل القول قبل مبدأ الإيجاز، فهي استخدمت المعنى الباطن أو المضمر وليس الحرفي كي لا تسمح الفرصة بإنيان سردية غربية تزاحم سرديتها العربية".
وأشار الدكتور مصطفى رياض، إلى بعض النقاط في ترجمة نص رضوى عاشور "الطنطورية" إلى الإنجليزية، موضحاً أن المترجمة الأمريكية جمعت بين الترجمة الحرفية في نقل الواقع الفلسطيني وطقوسة وشخصياته كما هو الرواية وبين الترجمة الحرة التي تخدم القارئ باللغة الإنجليزية، مؤكداً أن "الطنطورية" هي رواية عربية ذات أسلوب عربي وإنساني ونقلتها المترجمة ببراعة واقتدار على مستوى الأدب غير العربي.
جدير بالذكر أنه تجسيدا لقيم الوفاء تجاه من قدم وأعطى للفكر والثقافة فى مصر تحتفل وزارة الثقافة بذكرى الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور، وذلك من خلال تنظيمها مؤتمرا علميًا بالمركز القومي للترجمة، برئاسة الدكتورة كرمة سامي، وذلك لما تحظى به رضوى عاشور من تقدير كبير في الأوساط الأدبية والثقافية، حيث تُعد من الأصوات القوية بين الكتاب المصريين من جيل ما بعد الحرب.
ويعتبرها الكثيرون كاتبة تتمتع بنزاهة وشجاعة استثنائيتين، حيث تتناول أعمالها بعمق موضوعات السياسة والتاريخ والمنفى، وتنوعت أعمالها ما بين النقد الأدبى والرواية والقصة والسيرة الذاتية، وترجمت نصوصها، إلى عدة لغات، منها الإنجليزية والإيطالية والإسبانية، واشتهرت بثلاثيتها المعروفة باسم «غرناطة».