الحمير «شريان الحياة» إلى تعز المحاصرة

آخر تحديث: الأربعاء 30 ديسمبر 2015 - 10:05 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ عمرو عوض ووكالات:

على وقع الأوضاع الإنسانية الصعبة ونفاد المؤن الغذائية والأدوية، تعيش مدينة تعز المحاصرة من قبل المتمردين الحوثيين فى جنوب غرب اليمن «كارثة حقيقية» بعدما نفدت منها المؤن، ما دفع أهلها إلى اللجوء إلى الحمير لتأمين الحصول على بعض الإمدادات الواهنة، عبر الجبال الوعرة، لكى تساعدهم على الحياة.

وبحسب ما نقلته شبكة «سكاى نيوز»، عن سكان محليين، فإن الدواب المحملة ببعض المواد الغذائية والإغاثية وشىء من المشتقات البترولية كالديزل، تسلك مسالك وطرقا وعرة يصعب أن تجتازها السيارات. وتستلزم عملية نقل المساعدات الملحة على الحمير فترة زمنية طويلة، تبدأ من فجر اليوم وحنى الظهر. فيما يضطر آخرون فى تعز إلى حمل الأغراض على ظهورهم بمشقة، لعدم كفاية الدواب المتوفرة لنقل المعونات الأساسية، ولتعثرها على الطريق بسبب الحمولة الزائدة.

واعتبر ممثل منظمة الصحة العالمية فى اليمن، أحمد شادول، أن عدم وصول المساعدات «يحرم السكان من الحصول على الرعاية الصحية الأولية وينتهك حقوقهم الأساسية»، مؤكدا الحاجة لضمان وصول المساعدات «دون انقطاع».

وقال عبدالكريم شمسان، وهو رئيس ائتلاف عدد من المنظمات الاغاثية المحلية فى تعز، إن «المساعدات تسلم لمن يقتلوننا»، مشيرا إلى أن الحوثيين «زادوا من تضييق الخناق، ومنعوا دخول الناس الذين يعبرون سيرا على الاقدام، ويصادرون أى مقتنيات شخصية يحملها هؤلاء».

وأمس الأول، أعلنت منظمة الصحة العالمية، فى بيان نقله الموقع الرسمى للأمم المتحدة، أنها أرسلت أكثر من مائة طن من الأدوية والمستلزمات الطبية، يستفيد منها 1.2 مليون شخص فى محافظة تعز التى يقطنها 3 ملايين شخص، مؤكدة «تعثر» توزيع مساعدات فى داخل مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية.

وقال عضو لجنة الاغاثة الطبية المحلية فى تعز، محمد القباطى، لوكالة الصحافة الفرنسية «نؤكد أن أى مساعدات لم تصل إلى داخل المدينة المحاصرة فعليا، وعلمنا أن هناك مساعدات تدخل إلى المناطق الواقعة خارج المدينة والأرياف والمديريات التى تقع تحت سيطرة من يحاصروننا».

وأضاف «ثمة نفاد للأدوية والأكسجين. تعز تعيش كارثة حقيقية».

وأعلن مستشفى الثورة، وهو الأكبر فى تعز، اغلاق أبوابه الجمعة الماضية بسبب نفاد مخزونه من الأدوية والمعدات الطبية والجراحية.

ونتيجة للحصار الحوثى، جفت منابع المؤن وأعدمت المدخرات، وبات أهل المدينة، البالغ عددهم 600 ألف شخص، أسرى الجوع وشح الوقود، فدخلت الحمير والجمال فى معادلة فرضتها الحاجة الماسة للإغاثة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved