وليد علاء الدين: «كيميا» حكاية امرأة مظلومة منذ 8 قرون

آخر تحديث: الخميس 31 يناير 2019 - 11:30 م بتوقيت القاهرة

شيماء شناوي:

قال الكاتب والروائي، وليد علاء الدين، إنه كتب الرواية في محاولة لإنصاف فتاة عاشت قبل 8 قرون وتُدعى "كيميا"، جاءت من مدينة تدعى "بلخ"، وهى المدينة التي جاء منها جلال الدين الرومي، وعاشت وتربت في بيت "الرومي" عندما كانت طفلة، وأحبت ابنه الأصغر علاء الدين، إلا أن التحول الذي حدث لحياة الرومي على يد "شمس الدين التبريزي" وانتقاله من "الفقه الكلاسيكي" إلى "التصوف"، طال حياتها هى أيضًا، بعدما منحها مولانا الرومي كهدية لصديقه "التبريزي" كي يبقيه في "قونية"، بالرغم من أنه كان درويش جوال لا علاقه له بالنساء، ويكبرها بـ50 عامًا، حتى ماتت بعد فترة قصيرة من إهدائها إلى الرومي.

واعتبر "علاء الدين"، خلال حفل التوقيع الأول لروايته الأحدث "كيميا" في جناح دار الشروق، أن "كيميا" هى تجسيد للنظرة إلى المرأة منذ 8 قرون وظلمها باسم الدين أو باسم الشهرة، لافتًا إلى أنها حُرمت من حبيبها "علاء الدين" الذي يماثلها عمرًا، وقد حُرمت بعد موتها من أن يكون لها قبرًا، مشيرًا إلى أنه اكتشف ذلك خلال زيارته لمدينة قونية ووصوله إلى مكان قبر جلال الدين الرومي، حيث وجد حول قبره قبورًا عديدة لأزواجه وأبنائه وجيرانه وأحبابه، لكنه لم يجد قبر "كيميا"، وعندها سأل المرشد السياحي، ليفاجأ بالقول: "لم يكن لها قيمة".

ويتابع: "شعرت بطعنة خنجر، فأيًا كانت هذه الفتاه فمن الطبيعي أن يكون للإنسان ولروحه قيمة، فما بالنا بفتاة تربت في بيت "الرومي" وكبرت وأهدائها إلى رفيقه، ثم تموت ولا يوجد لها قبرًا بجواره؟.

يكمل صاحب "كيميا" في قونية زارتني روح "علاء الدين"، ولعبت معي لعبة مخيفة، لتخبرني أنت وليد علاء الدين وأنا علاء الدين ولد، وأنت مقلوبي في هذه الدنيا، انتظرتك 8 قرون لكي تدُلني على قبر "كيميا" التى اختطفوها منى وزوجوها لشمس التبريزي، وبعدها قادتني روحه في هذه الرحلة عبر كتب التاريخ وقراءت عن كيميا وعن الطريقة المولوية، واستعنت بأصدقاء في بلاد إيران وتركيا للبحث عنها.

وكشف صاحب رواية "كيميا"، أنه قرر الكتابة عنها بعدما قرأ عنها في رواية "بنت مولانا" للكاتبة البريطانية "مورل مفروي"، حينما كان يجمع معلومات ويقرأ الكتب استعدادًا للسفر إلى "قونية" في رحلة صحفية، لتجهيز كتاب رحلة عن ضريح مولانا جلال الدين الرومي، في المئوية الثامنة له والتي كان اليونسكو يحتفل بها في عام 2007.

واعتبر وليد علاء الدين، أن رواية "قواعد العشق الأربعون"، لا علاقة لها بالواقع قائلًا: "شمس الدين التبريزي، كان درويش جوال، لم يكتب رسائل، ولم يكن يعرف القراءة والكتابة بالأساس، لكن كتب عنه "سلطان ولد" الابن الأكبر لجلال الدين الرومي بعد رحيله، وهذا لكي يؤسس لمدرسة المولوية، وهى لعبة اقتصادية وسياسية، وليست صوفية وتدين كما هو معروف، وكذلك كيميا التى ظهرت بالرواية وكأنها فتاة عشقت وتتيمت بشمس الدين التبريزي، فكيف تعشق فتاه عمرها 12 عاما، من رجل عمره 62 عاما، كيف يبدأ هذا العشق، وكيف تترك من كان يعشقها وطلبها من يد أبيه، وهذا ليس له أي موضع من الصحة".

وتابع: "كيميا" رواية عن شخصية حقيقية، لكن المصادر عنها نادرة، وعندما نريد التحدث عنها، فيجب أن نتحدث بما ينصفها، ولهذا بقيت لمدة 11 عامًا أبحث عنها.

وأشاد صاحب "كيميا"، بغلاف الرواية للفنان عمرو الكفروي، قائلًا: "هذا أول غلاف لكتبي لا أراجع فيه من صممه على الإطلاق، وكأنني أنا الذي صممته، وعندما رأيته قلت أن هذه هى كيميا، وعندما قال البعض إنها ترتدي زيًا عصريًا، قلت هذا ليس زيا عصريا، بل له علاقة بفكرة الرواية وهذه الظلال التي تحاول اقتناصها هى ظلال شمس التبريزي، وجلال الدين الرومي، وتوضح كيف كانت تتقطع بينهم".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved