التعقيم والقتل الرحيم بين وسائل السيطرة على تكاثر أفراس النهر في كولومبيا

آخر تحديث: الأربعاء 31 يناير 2024 - 8:54 ص بتوقيت القاهرة

د ب أ

من كان يدري أن أفراس النهر الأفريقية الأربعة التي جلبها بارون المخدرات الكولومبي بابلو إسكوبار، يوما ما، لإضافتها إلى حديقة الحيوان الخاصة به، سوف تهدد النظام البيئي في كولومبيا وتدمر الحقول وتعرض السكان للخطر، وذلك حتى بعد مقتله في 1993.

واستغرقت الحكومة فترة طويلة لمعالجة مشكلة الحيوانات الغازية القادمة من الخارج، ولكنها توصلت الآن إلى مجموعة من الحلول بدءا من التعقيم، والقتل الرحيم ونقلها إلى أماكن أخرى.

جلب إسكوبار الذي اقتحم المعترك السياسي، أفراس النهر إلى كولومبيا خلال الثمانينيات من القرن الماضي، لتعيش في حديقة الحيوان الخاصة به، الملحقة بضيعته الفاخرة المسماه هاسيندا نابوليس الواقعة على مشارف مدينة ميدلين.

وبعد مقتل إسكوبار أصبحت أفراس النهر مسؤولة عن نفسها، وشهدت السنوات الثلاثين الماضية، تكاثرها بشكل سريع، وانتشارها في مختلف أنحاء كولومبيا.

ويتردد أن 160 حيوانا منها يعيشون حاليا حول نهر ماجدالينا.

وأوضحت وزيرة البيئة سوزانا محمد أن أفراس النهر يمكن أن تتسبب في تلوث التربة الزراعية والمياه وتحدث عدم توازن في النظام البيئي، وتعرض السكان المحليين للخطر.

ورغم المخاطر المحيطة بأفراس النهر، اعتاد كثير من السكان على تواجدها، بل واستغلالها في النشاط السياحي.

ويمكن أن تهاجم تلك الحيوانات السكان، ويعلق عالم الأحياء ديفيد إيشيفيري من مركز كورناري الإقليمي للبيئة، إن أفراس النهر حتى لو بدت أنها من الحيوانات الهادئة فإنها لا يمكن التنبؤ بسلوكياتها. ويشير إلى أن وزنها الضخم يعني أنه يمكنها أن تقلب الزوارق.

وذكرت وزارة البيئة أن التعقيم هو إحدى الوسائل، التي تؤدي إلى إبطاء انتشار أفراس النهر، ولكن "العملية تحمل خطر موت الحيوانات، أو أن تكون لديها حساسية إزاء المخدر، أو أن يتعرض فريق البشر في موقع معيشتها للخطر".

وتبلغ تكلفة تعقيم فرس النهر الواحد، 40 مليون بيزو (نحو 302ر10 دولارات).

وسعت الحكومة إلى تعقيم 20 من أفراس النهر بنهاية عام 2023.

وبالنسبة لإرسال أفراس النهر للخارج، يخشى الخبراء من أن إرسالها إلى أفريقيا يمكن أن يكون ضرره أكثر من نفعه.

وتوضح ماريا أنجيلا إيشيفيري أستاذة الأحياء بجامعة خافيريانا بالعاصمة بوجوتا، أنه "عندما ننقل حيوانات أو نباتات من مكان لآخر، فإننا ننقل معها مسببات الأمراض والبكتيريا والفيروسات، وبالتالي يمكننا أن نجلب أمراضا جديدة إلى أفريقيا، في حالة نقل مجموعة من أفراس النهر إليها".

وهناك أيضا خطط لتقييم إمكانية القتل الرحيم، لهذه الحيوانات في إطار معايير أخلاقية، وتعمل وزارة البيئة على وضع بروتوكول له، غير أنها لم تعلن تفاصيل بعد لهذه الخطط.

هذه التعقيدات التي تواجه الحلول المقترحة، هي السبب جزئيا في أن البلاد انتظرت وقتا طويلا، من أجل العثور على خطة فعالة مناسبة لحل هذه المشكلة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved