أم كلثوم... نقطة تحول في حياة ثلاثة فنانات

آخر تحديث: الجمعة 31 يناير 2025 - 4:50 م بتوقيت القاهرة

إيناس عبد الله:

صنعت شهرة صابرين.. وقضت على حلم فردوس عبدالحميد في البطولة المطلقة.. ووضعت منى زكي في اختبار صعب

تحتفي مصر هذه الأيام بذكرى مرور 50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، التي رحلت عن عالمنا يوم 3 فبراير عام 1975، وبخلاف ما يظنه البعض فلم يقتصر التأثير الذي تركته أم كلثوم على الأغنية المصرية والعربية وعلى مسيرة بعض المطربين فحسب، بل امتد للتمثيل أيضا ويكفي أن الراحلة أم كلثوم لعبت دورا كبيرا في حياة ثلاثة فنانات، وكانت دون أن تدري، نقطة فارقة وتحول في مشوارهن الفني، فرصيدها الفني وحده لم يكن كافيا كي يمتد وينتشر ويستمر، بل طال الأمر قصة حياتها ورحلة كفاحها التي خاضتها لتجلس متربعة على عرش الأغنية العربية.

لطالما كانت أم كلثوم مصدر إلهام لعدد من المؤلفين للكتابة عنها بالسينما والتليفزيون، وكانت تمثل تحديا كبيرا للفنانات كي يقدمن قصة حياتها ع الشاشة، وفي هذا التقرير نرصد التغير الذي طرأ على حياة الفنانات الثلاث "صابرين وفردوس عبد الحميد، ومني زكي" بعد تجسيدهن دور أم كلثوم.

شهرة لم تكن على البال

قبل مسلسل "أم كلثوم"، إنتاج 1999، كانت الفنانة صابرين تخطو خطوات جيدة لتحقيق ذاتها في الدراما التليفزيونية استمرت قرابة الـ 20 عاما، نجحت أن تكون صاحبة اسما ووجها معروفا، لكنها لم تكن مصنفة ضمن نجوم الصف الأول، حتى اختارتها المخرجة إنعام محمد علي لتلعب دور أم كلثوم في المسلسل الشهير الذي حمل اسمها، وقام بتأليفه الراحل محفوظ عبد الرحمن، وذلك بعد أكثر من عام ظلت فيه إنعام تبحث عن فنانة قادرة على تجسيد أم كلثوم، فقد سبق صابرين ترشيح نجلاء فتحي وسوسن بدرونبيلة عبيد وإلهام شاهين، إلى أن استقر عند صابرين، وكانت مفاجأة للوسط الفني كله، لكن مخرجة العمل إنعام محمد علي، كان لها وجهة نظر في هذا الإختيار.

كانت المخرجة تبحث عن فنانة لا تسبقها نجوميتها، وأداءها ليس محفورا في أذهان الجمهور، وشاهدت الفنانة صابرين وهي تلعب دور فتاة قروية في مسلسل "جمهورية زفتى، وفتاة أرستقراطية في مسلسل" هوانم جاردن سيتي، ووجدت أنها أجادت لعب الدورين، فاختارتها، لأنها كانت تحتاج لممثل تلعب دور أم كلثوم في مراحل حياتها منذ بدايتها في القرية، حتى أصبحت "كوكب الشرق".

حقق المسلسل نجاحا جماهيريا كبيرا، ونجاحا مخيفا بالنسبة لصابرين، التي تألقت بشكل كبير نال استحسان النقاد والمشاهدين، لكنها خشيت من الخطوة القادمة، وخافت أن تقدم عملا يأخذ من نجاحها في "أم كلثوم" أو تلعب دورا يعيدها لصفوف الصف الثاني، بعد أن ذاقت طعم البطولة المطلقة، فاتخذت قرار الإعتزال وارتداء الحجاب، وهو الاعتزال الذي استمر نحو 6 أعوام من عام2000 إلى عام 2006، وبعدها تراجعت عن قرارها واستأنفت نشاطها الفني وهي مرتدية الحجاب، وكانت أحيانا تلجأ لإرتداء الباروكة، قبل أن تقرر عام 2019 خلعه والتمثيل بدونه. ورغم انها قدمت العشرات من الأعمال منذ هذا الوقت، لكن يبقى دورها في " أم كلثوم" هو الراسخ في الأذهان رغم مرور 25 عاما على عرضه.

بطولة أولى وأخيرة

على النقيض من الفنانة صابرين، كانت الفنانة فردوس عبد الحميد، حيث قضت أم كلثوم على أحلامها في تصدر أفيشات السينما، والانفراد بالبطولة، فرغم أن لفردوس حظ وافر مع الدراما التليفزيونية، حيث نجحت أن تكون واحدة من نجوم الشاشة الصغيرة، وتصدرت البطولة في أكثر من عمل، لكن الامر لم يتكرر بالسينما، فكانت تجاربها محدودة للغاية، ولم تتصدر صورتها أفيشات الأفلام باستثناء فيلم واحد فقط، "كوكب الشرق" وهو بالمناسبة آخر أفلامها السينمائية، وتم سحبه من دور العرض السينمائي بعد ليلة عرض واحدة.

أُنتج الفيلم بنفس عام إنتاج مسلسل أم كلثوم، عام 1999، وهو من تأليف إبراهيم الموجي، وإخراج وإنتاج زوجها المخرج محمد فاضل، وشارك في بطولته كل من محمود ياسين ومحمود قابيل وأحمد خليل وماجد الكدواني ونخبة كبيرة من الفنانين، وحقق فشلا ذريعا، رغم أن دور أم كلثوم كان حلما طالما راود فردوس عبد الحميد، كما صرحت هي في أكثر من مناسبة، حيث قالت" كنت أعايش حلم تقديم شخصية كوكب الشرق منذ العام 1982، وعايش الكثيرون معي تفاصيل الحلم.

لكن جاءت الرياح بما لا تستهيه السفن، حيث واجه الفيلم عزوفا جماهيريا غريبا، فقد حقق إيرادات بلغت 2900 جنيه فقط، وعلى الفور قام محمد فاضل بسحب الفيلم من دور العرض بزعم عمل ترجمة عربية لبعض جمل الحوار التي وردت بالفرنسية، لكن الراحل محمد حسن رمزي، الموزع السينمائي للفيلم، قال وقتها أن محمد فاضل أخطأ في توقيت عرض الفيلم، حيث أنه أصر على عرضه بالموسم الصيفي، في حين أن هذا الموسم لا يصلح لعرض الأفلام الجادة.

انعكس هذا الفشل على الحالة النفسية لكلا من محمد فاضل وفردوس عبدالحميد، حيث أصيبا بحالة إحباط شديدة، وتردد أنهما رفضا الرد على كل المكالمات الهاتفية.

أكون أو لا أكون

ثالث الفنانات اللاتي جسدن قصة حياة الراحلة أم كلثوم، هي الفنانة منى زكي، في فيلم " الست" التي انتهت من تصويره مؤخرا، وبإنتظار تحديد موعدا لطرحه بدور العرض السينمائي، هذا العمل الذي تخوضه منى تحت شعار" أكون أو لا أكون" حيث تتعرض لحملة تشكيك كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي في قدرتها على أداء هذه الشخصية، فالبعض يرى أن التكوين الجسماني والصوتي مختلف تماما بينها وبين أم كلثوم، في حين يربط البعض هذه العمل بتجربتها السابقة في تجسيد قصة حياة الفنانة الراحلة سعاد حسني، في مسلسل " السندريلا" والذي حقق فشلا ذريعا وقتها، تسبب في اصابة منى زكي بحالة اكتئاب شديدة.

لكن منى في هذه التجربة تستند لعوامل تبث الطمانينة لقلبها، حيث تتعاون مع الثنائي الناجح سينمائيا، المؤلف أحمد مراد، والمخرج مروان حامد، ويقف وراء العمل جهة إنتاج ضخمة، لكن هذا لا يعني أن منى تشعر بحالة اطمئنان كاملة، وهو ما عبرت عنه في تصريحات صحفية حيث قالت: شخصية أم كلثوم تركت أثرا عميقا عليً، ولم أتمكن من الخروج منها رغم انتهاء التصوير.ووصفت تجربة تجسيدها لأم كلثوم بأنها "صعبة جدا".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved