كتاب يوثق أطعمة ومشروبات وعادات رمضانية في الكويت قديما
آخر تحديث: الجمعة 31 مارس 2023 - 11:05 ص بتوقيت القاهرة
القاهرة (د ب أ)
يستحضر كتاب "رمضان في ماضي الكويت"، لمؤلفه محمد يعقوب بكر البكر، والصادر عن مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنار)، الكثير من المظاهر الرمضانية التي عرفها الشعب الكويتي قديما، كما يستعرض كيف كانت طقوس استقبال شهر الصوم، وما ارتبط به من عادات وتقاليد تراثية توارثتها الأجيال من جيل إلى جيل.
وتروي صفحات الكتاب، الذي كتب مقدمته الدكتور خالد يوسف الشطي، رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنار)، وراجعه الباحث الكويتي صالح خالد المسباح، أن أهل الكويت قديما كانوا يستعدون لاستقبال شهر الصوم بتجهيز مواد الأطعمة الخاصة به مُبكراً، إضافة إلى تجهيز العديد من الأدوات التي استخدموها قديما في تجهيز أطعمة ومشروبات الشهر الكريم، إلى جانب حرصهم على تجهيز المساجد لاستقبال الشهر الفضيل، والإكثار من العبادات وأعمال الخير قبل قدومه وطوال أيامه ولياليه.
ومن العادات والتقاليد الرمضانية التي عرفها الكويتيون في الماضي، والتي نقلها الكتاب، فرش المساجد بـ"البسط" التي كانت تأتي إلى الكويت قديما من العراق والأحساء والهند، وكان المحسنون يتبرعون في شهر شعبان لشراء فرش للمساجد وتجهيزها لأداء صلاة التراويح والقيام في شهر رمضان.
وبحسب صفحات الكتاب، كان أهل الكويت يستبقون قدوم شهر الصوم، بتجهيز أدوات المطبخ الرمضاني، وكان الرجال يقومون بإخراج القدور الكبيرة وبعض أدوات الطبخ التي تستخدم في تجهيز الأطعمة الرمضانية التي اشتهرت بها الكويت، ويحملونها على ظهور الإبل إلى سوق الصفافير لتنظيفها وتلميعها، استعداداً للطبخ فيها، حيث كان يتم طبخ ولائم الإفطار في قدور كبيرة لتوضع في الدواوين والمساجد والأماكن العامة.
ومن الأدوات المنزلية الرمضانية في ماضي الكويت، والتي استعرضها الباحث محمد يعقوب بكر البكر، "المنسف" وهو طبق مصنوع من عيدان البوص، أو خوص سعف النخيل، ويستخدم لتنقية الحبوب والأرز وغير ذلك من الشوائب والغبار العالق بها، وكذلك "الطبق" الذي يأتي بعد "المنسف"، ويستخدم في إزالة الشوائب الدقيقة من الحبوب، بجانب استخدامه في تجفيف الخضروات والأعشاب بعد غسلها.
و"التاوة"، هي صاج من الحديد السميك المطروق، مُحَدّب أعلاه، مُقعر أسفله، ويوضع أسفله المقعر على النار، وأعلاه المُحَدّب يُخبز عليه "الرقاق"، وهو خبز يخلط ويعجن باليد على تلك الحديدة الحامية المسماة بـ"التاوة".
و"المنحاز" الذي يستخدم في دق الهريس، وهي حبوب البرغل، وعاء من الخشب المنحوت من جزع شجرة غليظة أسطواني الشكل قاعدته دائرية منبسطة، ووسطه محزوز كالخصر، وأعلاه محفور مُقَعّرْ لدق تلك الحبوب بداخله بواسطة عمود من الخشب، وهناك "الهاون"، الذي كان يُستخدم في سحق وتنعيم السكر والبهارات، و"الرحاية" التي كانت تُستخدم في طحن حبوب القمح.
وأورد الكتاب بعض الأكلات الرمضانية التي عرفها أهل الكويت قديما مثل "الهريسة" وهي أكلة رمضانية تتكون من حبوب البرغل (الذرة) واللحم الصافي الخالي من العظم والشحم، ويفضل لحم البقر أو لحم فخذ الضأن والملح فقط.
و"التشريبة"، وهي ما تعرف لغوياً بـ"الثّريد"، وهي أكلة عربية أصيلة، تتكون من خبز الرقاق (خبز الصاج المقرمش) مع المرق المكون من لحم الغنم أو الضأن مع البطاطا والقرع وحبات الطماطم دون تقطيع، وحبات من البصل وفصوص من الثوم والفلفل الأخضر الحار.
و"المحلبية" أو "المهلبية"، وتتكون من الحليب المضاف إليه الأرز الناعم المسمى بالنشا والسكر المسحوق والهيل الناعم وقليل من ماء الورد، و"اللقيمات"، ويُطلق عليها أيضا "لقمة القاضي"، ويتم إعدادها من الطحين وتقدم للأكل على مائدة إفطار رمضان بعد المغرب.
وتؤكل في رمضان الـ"خبيصة" وهي وتتكون من التمر والسمن والطحين المحمص، وتخلط أو تخبص مع بعضها وتقلب على نار هادئة لحين ما تتمازج وتصير عجينة غير متماسكة.
و"كبة العيش"، وهي كرات صغيرة على شكل بيضاوي من الرز المعجون المحشو بالبصل المفروم والزبيب، وتغمس بسائل البيض، ثم تحمر بالسمن حتى تصير مقرمشة، وتُقدَّم خلال الفطور في رمضان.
ووثق الكتاب بعض المشروبات الرمضانية التي عرفها أهل الكويت في الماضي، مثل شربة "بينتو" وهو شراب معروف حتى اليوم، وشراب "اللومي" أي شراب الليمون، وشراب "بيزان" أو اللوز، وهو شراب قديم كان يأتي من الهند في زمن الأسفار في السفن الشراعية إلى الهند.
وكان شراب "بيزان" يقتصر على بعض الأسر الميسورة، إلى أن شاع صيته في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي ، و"القهوة الحلوة"، التي تتكون من الماء وماء الورد والزعفران.
كما يحتوى الكتاب على العديد من الموضوعات التي جاءت بمثابة توثيق لمختلف العادات والتقاليد التراثية الكويتية المتعلقة بشهر رمضان المبارك، واختتم بشرح للمفردات التي وردت بالكتاب من اللهجة الكويتية.
يُذكر أن الباحث الكويتي محمد يعقوب بكر البكر، مؤلف الكتاب، له العديد من الاسهامات في مجال توثيق وإحياء تراث وطنه الكويت، وذلك من خلال المقالات الصحفية، إضافة إلى مؤلفاته مثل "الحداق وموسوعة صيد الأسماك الكويتية"، و"الحبال وطيور سماء الكويت"، و"حكايات وقصص من الحي القبلي"، و"المواسم والمسميات في الكويت".