شخصيات درامية لا تنسى (6).. عبدالغفور البرعي الذي اتهم بمجاملة السادات وخصخصة مبارك

آخر تحديث: الخميس 4 أبريل 2024 - 5:30 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق:

نبدأ في النصف الثاني من شهر رمضان، مجموعة جديدة من الحلقات، التي تركز على شخصيات درامية شهيرة مثل إبراهيم الطاير وسليم البدري وأبو العلا البشري وغيرهم، وهي شخصيات تركت بصمة في ذهن الجمهور على مدار سنوات من التألق الدرامي الذي عاشته مصر منذ بداية التلفزيون المصري، وحتى الآن ما زالت هذه الشخصيات يتردد ذكرها ضمن حالة النوستالجيا والتقدير الكبير للمسلسلات التي صنعها أسطوات الدراما التلفزيونية، وأصبح لها مجموعات على منصات التواصل الاجتماعي للحديث عنها وعن شخوصها وصُناعها.

نعود في هذه الحلقة إلى واحد من أشهر الشخصيات الدرامية التي ظهرت في موسم رمضان، وتحديدا شتاء عام 1996، عبد الغفور البرعي، الذي أصبح رغم مرور أكثر من عقدين من أيقونات السوشيال ميديا، وأحداث مسلسله "لن أعيش في جلباب أبي" تحدث تريندات على فيسبوك، وخاصة حفل زفاف ابنته سنية، وعلاقته مع زوجته فاطمة "فاطنة كشري" مثالا لقصص الحب الرومانسية في الدراما.

- عبدالغفور البرعي.. شخصية آثارت الجدل

شخصية عبد الغفور البرعي التي ظهر بها نور الشريف على شاشة التلفزيون بعد أزمة كبيرة تعرض لها، بسبب فيلمه "ناجي العلي"، كانت محل كثير من الأحاديث عندما عرضت، وتم تحميلها أبعادا سياسية مختلفة، رغم أن المسلسل خلى تماما من اللمحة السياسية التي اتسمت بها بعض الأعمال التي سبقته أو تزامنت معه مثل ليالي الحلمية أو الشهد والدموع، كما روج أن الشخصية تدافع عن سياسة الخصخصة.

ومن الأقاويل التي ترددت حول الشخصية عندما عرض العمل "أنه يحاول مصالحة أو تبرئة عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات والمعروف بعصر الانفتاح، بعد الهجوم الذي طال الشريف عقب عرض فيلمه ناجي العلي"، وقد اتهم الفيلم وقتها أنه يقدم ويمجد في شخصية معادية لمصر.

ورد نور الشريف على الأقاويل التي انتشرت بعد نجاح المسلسل، في حوار لمجلة أكتوبر نشر في شهر أبريل من نفس العام، وقال: "أولا فيلم ناجي العلي ليس له علاقة نهائياً بمصر وكان يركز على حرية التعبير المتاحة للفنان في العالم العربي فقط، وهذا هو المحور الرئيسي، ثانياً المسلسل له أكثر من مستوى أهمها المستوى التربوي قبل السياسي لأن علاقة عبدالغفور وصراعه مع الحياة تمثل نموذجاً للنجاح ويصلح قدوة لشباب اليوم".

وأضاف: "الجانب التربوي هو الأهم كما ذكرت وأهم من تجربة النجاح التجاري في القطاع الخاص، بالإضافة إلى ذلك فعبد الغفور نجح من أيام عهد الرئيس عبدالناصر وليس السادات كما قيل، وقد حرص المخرج أحمد توفيق والسيناريست مصطفى محرم على عدم إظهار الأحداث السياسية خوفاً من أن يحدث تشابهاً مع المسلسلات الأخرى مثل ليالي الحلمية وأرابيسك وغيرهما، لذلك تم تجريد رحلة صعود عبدالغفور من الزمن بحيث تصلح لأي زمن، ولم يكن في الذهن مطلقاً ونحن نعد هذا العمل أن يكون دفاعاً عن الانفتاح، لكن دفاعاً عن نجاح رحلة إنسان فقط لا غير، ولم نكن نروج لعملية الخصخصة أيضاً كما قال البعض".

شخصية عبد الغفور في الأساس من تأليف الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، وقد طورها وقدم المعالجة الدرامية التلفزيونية لها الكاتب مصطفى محرم وأخرجها للتلفزيون المخرج أحمد توفيق، وانقلبت الأحداث بدلا من التركيز على شخصية نظيرة أصبح عبد الوهاب الابن الوحيد الذكر لعبد الغفور هو البطل، ونظيرة تحمل نفس الأفكار لكنها تسلك سلوكا مختلفة، ولكن الاثنان يرفضا أن يصبحا جزءً من حياة والدهم، أو جلبابه كما رمز لها إحسان.

ومن الخطوط الدرامية التي لاقت نجاحا واسعا خاصة مع منصات التواصل الاجتماعي، قصة الحب التي جمعت عبد الغفور، العامل البسيط في وكالة البلح، وفاطمة الفتاة التي تعمل على عربة للمأكولات الشعبية "الكشري"، وزواجهما ورحلة الصعود التي خاضها الرجل البسيط حتى أصبح من الأثرياء بمعاونة زوجته، كما أن علاقاته ببناته واختياراتهم خطا آخر محوري داخل الأحداث.

المسلسل من بطولة عبلة كامل ومحمد رياض وعبد الرحمن أبو زهرة ورشوان توفيق وحنان ترك ومنال سلامة ووفاء صادق وناهد رشدي وكوثر العسال وإيناس مكي، والموسيقى التصويرية للمسلسل لحسن أبو السعود.
أقرأ ايضا:

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved