الأتراك يدلون بأصواتهم في انتخابات بلدية تحمل رهانات كبيرة

آخر تحديث: الأحد 31 مارس 2024 - 5:14 م بتوقيت القاهرة

إسطنبول - د ب أ

أدلى الناخبون في مختلف أنحاء تركيا بأصواتهم اليوم الأحد في الانتخابات البلدية التي ينظر إليها على أنها اختبار للرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه.

وتتجه الأنظار كلها نحو السباق للسيطرة على المركز الاقتصادي للبلاد، إسطنبول والعاصمة أنقرة.

وقال رئيس لجنة الانتخابات أحمد ينار للصحفيين في أنقرة، إن مراكز الاقتراع أغلقت أبوابها في المناطق الواقعة شرقي البلاد عند الساعة 1300 بتوقيت جرينتش، بينما استمر التصويت في غرب البلاد لمدة ساعة أخرى.

ويحق لنحو 61 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم في انتخابات اليوم الأحد، ومنهم حوالي مليون ناخب سيدلون بأصواتهم لأول مرة.

وأشار مراقبون إلى وجود حملة انتخابية غير عادلة، حيث يستفيد أردوغان البالغ من العمر 70 عاما بموارد أوسع بكثير من جانب الدولة، كما يسيطر على 90% من وسائل الإعلام الرئيسية.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية، أن شخصين على الأقل لقيا حتفهما وأصيب 15 آخرون بعد اندلاع أعمال عنف، بما في ذلك استخدام أسلحة نارية، خلال الانتخابات البلدية في محافظتي ديار بكر وسيرت بجنوب شرقى البلاد.

ولم يتضح على الفور من المسئول عن هذه الأحداث، وقال حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، والذي يتمتع بدعم واسع النطاق في جنوب شرقي تركيا، إنه يحقق في أعمال العنف.

ويساعد التصويت في المراكز الصناعية مثل إزمير وأضنة وبورصة، من بين مدن أخرى، على قياس المزاج السياسي في البلاد وكذلك شعبية أردوغان وسط أزمة تكاليف المعيشة.

وستشهد إسطنبول إحدى المواجهات الرئيسية في الانتخابات.

ويسعى مرشح حزب الشعب الجمهوري العلماني، عمدة إسطنبول الحالي أكرم إمام أوغلو، إلى الفوز بولاية أخرى مدتها خمس سنوات.

واستطاع إمام أوغلو في الانتخابات المحلية لعام 2019 إنهاء 25 عاما من حكم المحافظين الإسلاميين في إسطنبول.

وفي حال فوز إمام أوغلو بولاية ثانية، سيجعل ذلك منه منافسا رئيسيا لأردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها في عام 2028.

وتشير استطلاعات الرأي إلى وجود سباق متقارب بين إمام أوغلو ومنافسه مراد كوروم، وزير التخطيط الحضري السابق من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان.

وتتمتع إسطنبول، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، بوضع خاص لأردوغان لأنها كانت المكان الذي بدأ فيه الرئيس صعوده السياسي. وعندما خسر مرشح أردوغان في إسطنبول بفارق بسيط في الانتخابات المحلية عام 2019، تحركت حكومة أردوغان بسرعة لإلغاء التصويت.

وبعد إعادة التصويت مرة أخرى، فاز إمام أوغلو بهامش أكبر، ليمنى أردوغان بأسوأ خسارة سياسية.

وحذر المراقبون من خطر الانزلاق إلى "السلطوية" إذا عادت إسطنبول، بميزانيتها السنوية البالغة حوالي 16 مليار دولار، إلى سيطرة حزب العدالة والتنمية.

وهناك أيضا الكثير من الأمور على المحك بالنسبة للمعارضة.

وقال المحلل السياسي بيرك إيسن إنه "في ظل وجود نظام استبدادي بشكل متزايد في تركيا يعمل على تركيز الموارد في يد الحكومة، تحتاج أحزاب المعارضة إلى الوصول إلى الموارد البلدية من أجل البقاء".

كما يواجه إمام أوغلو حظرا سياسيا محتملا في قضية منظورة أمام المحكمة، يقول منتقدوها إن لها دوافع سياسية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved