البابا تواضروس الثاني يستقبل وفدًا من الكنيسة الروسية الأرثوذكسية
آخر تحديث: الجمعة 31 مايو 2024 - 1:57 ص بتوقيت القاهرة
محمد فتحي
استقبل البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة اليوم الخميس، وفد رؤساء أديرة ورهبان وراهبة من الكنيسة الروسية الأرثوذكسية برئاسة نيافة المطران إيسيدور Metropolitan Isidor of Smolensk and Dorogobuzh, Head of the Smolensk Metropolis بحضور السفير الروسي في مصر، جورجي بوريسينكو.
تأتي هذه الزيارة في إطار تبادل الزيارات الرهبانية بين الكنيستين، ضمن أنشطة لجنة العلاقات بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الروسية الأرثوذكسية.
ونقل رئيس الوفد تحيات البطريرك كيرل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، لقداسة البابا، معربًا عن شكره وتقديره لقداسته على حرصه على لقائهم.
كما أعرب عن سعادته بزيارة مصر، واصفًا إياها بأنها الأرض المقدسة، منبع الرهبنة والاستشهاد، حيث قدمت الآلاف من الشهداء والقديسين، وأنه تبارك من رفات عدد من القديسين خلال زيارته، مشيرًا إلى أهمية مجيء الشعب الروسي لمصر لزيارة الأديرة والكنائس ونيل البركة من رفات الشهداء والقديسين.
ونوه إلى رغبته في أن تهتم روسيا بالترويج للسياحة الدينية إلى مصر.
كما أكد على حرص البطريرك كيرل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تقوية العلاقة مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وأعرب المطران عن تقديره للجهود التي يبذلها قداسة البابا تواضروس الثاني وقداسة البطريرك كيرل من خلال لجنة العلاقات والحوار اللاهوتي، حيث يؤدي ذلك إلى تقوية العلاقة بين الكنيستين، وكذلك التبادل الرهباني بين الكنيستين الذي يدعم الخبرات الرهبانية لهما، ويتيح الفرصة للتعرف على الحياة الرهبانية في الأديرة القبطية، ويسهم في نقل صورة مميزة للشعب الروسي عن مصر وأديرتها مما يشجع السياحة الدينية لمصر.
وأعرب عن تقديره لقداسة البابا على توفير كنائس قبطية في مصر للشعب الروسي للصلاة بها، مشيرًا إلى موقف الكنيسة الروسية الواضح الرافض لتدمير العادات والتقاليد الأسرية والمجتمعية، وهو نفس موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تحافظ على التقاليد والإيمان في منطقة الشرق الأوسط.
وطلب رئيس الوفد إضافة تبادل الخبرات الرعوية بين الآباء الأساقفة في الكنيستين ضمن برامج لجنة العلاقات.
ومن ناحيته، أشار السفير الروسي إلى اهتمام بلاده بما يحدث في غزة بالقرب من الحدود المصرية، مؤكدًا أن روسيا تدعم بكل قوة الدعوة لإيقاف الحرب وتتطلع لأن تؤدي الضغوط العالمية إلى إيقاف الحرب، وأن يحل السلام في المنطقة.
ولفت إلى أن زيارة الوفد الرهباني الروسي لها تأثير كبير في تقوية العلاقات بين الكنيستين القبطية والروسية.
فيما رحب قداسة البابا تواضروس الثاني بالوفد الضيف، طالبًا نقل تحياته لقداسة البطريرك كيرل، معربًا عن شكره لقداسته على السماح بإنشاء كنيسة قبطية في روسيا. ثم قدم قداسته لمحة عن تاريخ الكنيسة القبطية.
وأشار قداسة البابا إلى أننا سنحتفل العام المقبل بمرور عشر سنوات على زيارته الأولى لروسيا، والتي جرت عام ٢٠١٤، ومنذ حينها بدأت العلاقات تنمو بقوة بين الكنيستين. كما أشار إلى أن العام المقبل سيشهد أيضًا الاحتفال بمرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية، وأن الكنيسة القبطية ستستضيف بهذه المناسبة مؤتمر مجلس الكنائس العالمي هنا في مصر.
وشدد البابا على أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حافظة لتعاليم الإنجيل وقيم الأسرة، وكذلك تعمل بشكل مستمر على الحفاظ على السلام في العالم.
وأضاف: "نحن سعداء بالعلاقة الطيبة جدًا مع الكنيسة الروسية، وأن هذه الزيارات تقوي تلك العلاقة ليس فقط على مستوى القيادات الكنسية بل أيضًا على مستوى الشعب، فكل من يزور مصر يعود إلى روسيا يحكي عن بلادنا، وبالمثل الوفود المصرية التي تزور روسيا تعود إلى مصر وتحكي عما شاهدته هناك".
وأعرب قداسة البابا عن أمنيته بأن تكون زيارتهم لمصر مفرحة، يتمتعون خلالها بالتاريخ والتراث المسيحي والحضارة، وكذلك الطبيعة الجميلة التي تتسم بها مصر.