خبير عسكري: نشر أسلحة أمريكية في ألمانيا ضروري بصورة ملحة

آخر تحديث: الأربعاء 31 يوليه 2024 - 10:27 ص بتوقيت القاهرة

برلين - (د ب أ)

يرى البريجادير جنرال الألماني المتقاعد هاينريش فيشر، أن نشر أسلحة أمريكية بعيدة المدى في ألمانيا، والذي أُعلن عنه ردا على التهديدات الروسية، ضروري بصورة مُلحة.

وكتب فيشر، في الدورية المتخصصة "الأمن الأوروبي والتكنولوجيا" (طبعة أغسطس): "إنها ترسل إشارة واضحة للتحالف من جانب الولايات المتحدة باعتبارها قوة رائدة، وتحسن مصداقية الردع عبر نمو في القدرات التقليدية".

وأضاف فيشر: "ردود الفعل من الكرملين تظهر القيمة المتزايدة للردع التي يمكن تحقيقها من خلال النشر المزمع لهذه الفئة من الأسلحة".

وشغل فيشر مؤخرا منصب قائد لمدارس القوات البرية ونائب لرئيس مكتب القوات البرية.

وعلى هامش قمة الناتو الأخيرة في واشنطن، أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا، نشر صواريخ كروز من طراز "توماهوك" وصواريخ من طراز "إس إم-6" وأسلحة جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت اعتبارا من عام 2026 على الأراضي الألمانية، وبررتا ذلك بأنه رد على تهديدات روسيا.

وبحسب بيانات فيشر، يمكن لبطارية من طراز "تايفون" - التي تتكون من مركز قيادة ومركبات إمداد وراجمات صواريخ - إطلاق صواريخ من طراز "إس إم-6" وصواريخ "توماهوك" الجوالة من حاويات.

وذكر فيشر، أن مدى صواريخ "توماهوك" يبلغ أكثر من 1000 كيلومتر، ويحمل رأسا حربيا تقليديا يزن 450 كيلوجراما ويضرب بدقة تبلغ حوالي 10 أمتار، مضيفا أن صاروخ "إس إم-6" "قادر على القيام بأدوار متعددة": يمكنه درء صواريخ باليستية في مرحلة طيرانها النهائية، ويمكن استخدامه ضد سفن، وفي نسخة معدلة ضد أهداف أرضية أيضا.

وأشار فيشر، إلى أن السلاح الأمريكي الجديد الذي تفوق سرعته سرعة الصوت في المرحلة النهائية من تطويره، مضيفا أن السلاح بإمكانه الطيران بسرعة توازي خمسة أضعاف سرعة الصوت ويبلغ مداه أكثر من 2500 كيلومتر.

وفي تحليله، أشار فيشر، إلى أنظمة الأسلحة الموجودة في منطقة كالينينجراد الروسية، والتي تشكل تهديدا حقيقيا للتخطيط الدفاعي لحلف شمال الأطلسي في أوروبا الوسطى ومنطقة بحر البلطيق، بحسب تعبيره.

وأوضح أنه في حالة نشوب صراع، لا يمكن نقل قوات برية للناتو من المركز إلى الجناح الشرقي للناتو في الوقت المناسب وبالقوام المطلوب، مضيفا أن هذا سيتسبب في تسارع انهيار دفاع قوات الناتو الموجودة هناك.

وكتب: "ستكون أراضي جمهورية ألمانيا الاتحادية معرضة لتهديد متزايد في هذه العملية في ضوء دورها كمركز لوجستي استراتيجي".

ووفقا لتقييم فيشر، فإن نشر تلك الأسلحة ضروري حتى يكون هناك مقدرة على تدمير الإمكانات العسكرية الروسية التي يمكن أن تمنع قوات الناتو من الدخول إلى منطقة عمليات "منع الوصول" أو من حرية العمليات داخل منطقة عمليات "حرمان منطقة".

ووفقا للجنرال، سيتم خوض هذه المعركة على خمس مراحل، موضحا أنه في المرحلة الأولى من المنافسة ستتم مراقبة قوات العدو بشكل كامل قبل نشوب صراع مسلح، ثم يتم تدميرها تدريجيا في صراع من أجل خلق مجال للمناورة للقوات.

ويرى فيشر، أن نشر هذه الأسلحة يشكل زيادة كبيرة في القدرات التقليدية لحلف شمال الأطلسي، وهو ما من شأنه تعزيز مصداقية استراتيجية الردع "وفي الوقت نفسه رفع العتبة النووية"، معيدا إلى الأذهان أن صواريخ "توماهوك" المتمركزة في ألمانيا خلال الحرب الباردة كانت تحمل رأسا نوويا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved