مستشار للدعم السريع بالسودان: لسنا ملزمين بتنفيذ اقتراحات البرهان أو بأي حديث خارج منبر جدة

آخر تحديث: الخميس 31 أغسطس 2023 - 1:07 م بتوقيت القاهرة

وكالة أنباء العالم العربي

قال محمد مختار النور مستشار قائد الدعم السريع في السودان، اليوم الأربعاء، إن الدعم السريع غير ملتزم باقتراحات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بشأن تشكيل حكومة انتقالية والسعي لاستكمال المسار الديمقراطي.

وأضاف النور، في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي "AWP": "أي حديث يقوله البرهان الآن ليس له أي قيمة بالنسبة لنا؛ لأننا ندرك الآن أن المبادرة في قيادة الجيش مختطفة من قبل الإسلاميين الموجودين معه في الجيش".

وأشار إلى أن البرهان لا يستطيع كذلك أن يقوم بأي إجراء في أي مسألة سياسية في المشهد الحالي من دون موافقة الإسلاميين.

وخلال زيارته لمصر أمس الثلاثاء، قال البرهان، إنه لا رغبة لدى القوات المسلحة السودانية للاستمرار في حكم السودان، مبديا حرص القوات المسلحة على وضع حد للحرب وإنهاء المأساة.

وأضاف البرهان: "نطمئن جميع أصدقاء السودان وجيرانه، ونؤكد لهم أننا ماضون في سعينا لإيقاف الحرب ونهايتها واستكمال مسار الانتقال الديمقراطي وإقامة انتخابات حرة ونزيهة في نهايته".

وتعليقا على أنباء طرح البرهان لمبادرة بشأن تشكيل حكومة وطنية تحظى بموافقة القوى السياسية، قال إن الوضع الحالي على الأرض الآن لا يسمح بتشكيل أي حكومة؛ لأننا نسيطر على العاصمة، وولايات الغرب كلها بأيدينا وجزء من ولايات الوسط.

واعتبر مستشار الدعم السريع، أن حديث البرهان كلام للاستهلاك السياسي، وليست له أي قيمة بالنسبة لنا.

وتنتشر قوات الدعم السريع بصورة كبيرة في مناطق واسعة من العاصمة السودانية، بينما يتواصل القتال بشكل شبه يومي بينها وبين قوات الجيش في مختلف أنحاء الخرطوم.

- دعوة للتنحي

بشأن الخطوات المطلوبة من قائد الجيش للمساهمة في حل الأزمة، قال النور، في حديثه مع وكالة أنباء العالم العربي، إنه إذا أراد البرهان أن يحل المشكلة السودانية فعليه أن يتنحى فورا وأن يسلم السلطة للمدنيين.

وعما يمكن أن يمثله تشكيل حكومة جديدة في تسهيل التفاوض، قال النور: "نحن لا نتفاوض مع حكومة، البرهان لا يمثل الحكومة، البرهان يمثل الجيش".

وأضاف: "الحرب الدائرة الآن بين مؤسستين أمنيتين، هما الجيش والدعم السريع.. وبالتالي ما لم يكن هناك اتفاق بين الجيش والدعم السريع، لن يكون هناك تشكيل لأي حكومة".

وعن ضرورة التعاطي مع ما يطرحه البرهان باعتباره القائد العام للجيش، تابع: "إذا أراد أن يحل الأزمة السودانية عليه التوجه إلى منبر التفاوض وأن تطرح القضايا على طاولة التفاوض، وبعد ذلك نرى رؤيتنا فيها وكيفية التعامل معها".

واستطرد قائلا: "لكننا لا نتعامل مع حديث يقال للاستهلاك السياسي والإعلامي".

وجدد النور، التزام الدعم السريع بمنبر جدة برعاية السعودية والولايات المتحدة، إضافة إلى كل المبادرات التي يمكن أن تسهم في الدفع بقضية السودان إلى الأمام ومعالجة الأزمة من جذورها.

وأكد مجددا أن أي حديث خارج إطار منبر جدة ليس لدينا أي التزام تجاهه ولا يمكن أن نرد عليه.

وكان الجيش والدعم السريع، قد انخرطا في مفاوضات عبر منبر جدة منذ مايو أيار الماضي، قبل أن يعلق الجيش مشاركته بالمفاوضات في مرحلة لاحقة.

وأعلن الجيش السوداني، تعليق مشاركته في محادثات جدة مع قوات الدعم السريع في نهاية مايو، لما وصفه بعدم التزامها بتنفيذ أي من بنود الهدنة المتفق عليها بين الجانبين.

وانطلق منبر جدة برعاية سعودية أميركية، ونجح في التوصل إلى عدد من الهدن بين الجيش والدعم السريع، لكن معظم هذه الهدن تم خرقها وألقي كل طرف باللوم على الآخر في تلك الخروقات.

- جاهزون للتفاوض

وعن الفروق بين تصريحات البرهان والمبادرة التي أعلنها قبل عدة أيام قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قال النور: "المبادرة التي أطلقناها هي مبادرة شاملة لمعالجة الأزمة السودانية بشكل تام ومن جذورها".

وأضاف: "إذا أراد البرهان أن يذهب معنا في هذا الاتجاه، فعليه أن يرحب بمبادرتنا مباشرة، وأن ننطلق جميعا إلى منبر التفاوض ونتفاوض في القضايا التي طرحناها".

وتابع: "من ثم نمضي في القضايا خطوة بخطوة من وقف العدائيات إلى وقف إطلاق نار شامل إلى معالجة الأزمة السودانية، ثم بعد ذلك تشكيل حكومة فترة انتقالية تفضي إلى انتخابات وتحول ديمقراطي حقيقي".

وأعرب النور عن اعتقاده بأن أي حديث يتجاوز هذه النقاط التي طرحناها غير مقبول بالنسبة لنا ولا يمكن أن نتجاوب معه.

وكان حميدتي، قد طرح يوم الأحد الماضي ما سماها رؤية للحل الشامل وتأسيس الدولة السودانية الجديدة، والتي أكد فيها أن حل الأزمة الراهنة ينبغي أن يكون بالرجوع إلى الحل السلمي.

وقال حميدتي، إن نظام الحكم يجب أن يكون ديمقراطيا مدنيا يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم، مؤكدا ضرورة بناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية وذلك بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة تنأى عن السياسة.

وفيما يتعلق باحتمال حدوث انفراجة قريبة في منبر جدة لمواصلة التفاوض بين الجانبين، قال مستشار قائد الدعم السريع لوكالة أنباء العالم العربي: "حتى الآن لم تخبرنا الوساطة بأي تقدم في عملية فتح المنبر، ونحن نترقب".

وأردف: "إذا طلبتنا الوساطة اليوم للتفاوض حول القضية السودانية فنحن جاهزون، لكن حتى الآن لا توجد أي إرهاصات بإعادة فتح المنبر".

وأكد النور، ترحيب قوات الدعم السريع بكل المبادرات سواء كانت مبادرة دول الجوار أو مبادرة الهيئة الحكومة للتنمية إيغاد أو الدعوات التي أطلقتها الأمم المتحدة.

وتابع: "مبدأ الحوار هو مبدأ ثابت بالنسبة لنا، ونحن جاهزون لأي طرف يمكن أن يدفع بهذا الاتجاه".

وانزلق السودان، إلى هاوية الحرب بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الجانبين.

واندلع الصراع، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved