مستشار الرئيس الفلسطيني لـ الشروق: الاحتلال يرتكب جرائم حرب

آخر تحديث: الثلاثاء 31 أكتوبر 2023 - 10:42 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

ما زال العدوان الإسرائيلي مستمرا على قطاع غزة، حيث ينفذ جيش الاحتلال عمليات توغل برية محدودة لمهاجمة مواقع تابعة لحركة المقاومة الفلسطينية حماس؛ تمهيدا للعملية البرية.

ويأتي ذلك بينما يواصل الطيران الحربي للاحتلال قصف الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس ودور العبادة، مرتكبا المزيد من المجازر في حق الفلسطينيين، ومستمرا في فرض الحصار الكامل على قطاع غزة المهدد بكارثة إنسانية؛ جراء نقص المياه والغذاء والدواء والوقود، مع انقطاع متكرر في خدمات الاتصال والإنترنت تعزله عن العالم.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد 8306 فلسطينيين، بينهم 3457 طفلا، في الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر، في حين استهدفت الغارات الإسرائيلية حوالي 47 مسجدا و3 كنائس، وتضررت أكثر من 200 ألف وحدة سكنية في غزة.

ويبرر الاحتلال، عدوانه الغاشم على القطاع كرد على عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية، على مستوطنات وبلدات غلاف غزة وفي الداخل المحتل في 7 أكتوبر الجاري، ومازالت مستمرة لتكبد الاحتلال خسائرا اقتصادية وعسكرية وبشرية قاسية.

وفي سياق متابعة المشهد من الداخل، تواصلت جريدة "الشروق"، مع الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني، وقال إن ما يقع في قطاع غزة هو حرب إبادة حقيقية وحرب على الإنسانية وجرائم حرب مكتملة الأركان يرتكبه الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة.

وأضاف الهباش، أنه حتى الآن ما يقارب 4000 طفل استشهدوا من بين حوالي 8000 شهيد في قطاع غزة وحوالي 2000 سيدة و1000 مسن، متسائلا في استنكار هذه هي الأهداف العسكرية التي يتحدث عنها الاحتلال!.

وتابع مستشار الرئيس الفلسطيني: "هذه هي الصورة البغيضة المقيتة التي يصنعها الاحتلال من خلال عدوانها الهمجي الإرهابي على قطاع غزة".

وعن الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية، قال الهباش: "نحن نعول كثيرا على الدعم والإسناد العربي والإسلامي والدولي للشعب الفلسطيني وللحقوق الفلسطينية"، مؤكدا أن ما يحدث سببه الأساسي وجود الاحتلال.

وطالب مستشار الرئيس الفلسطيني، جميع الأطراف الفاعلة والدولية أن تركز جهودها على ضرورة ووجوب إنهاء الاحتلال كأساس لحل الصراع، متابعا: "دون إنهاء الاحتلال، سيبقى الصراع قائما".

• الهباش: أولوياتنا الآن هي وقف العدوان على قطاع غزة

وأضاف الهباش:" أولوياتنا الآن هي وقف العدوان على قطاع غزة"، متابعا: "يجب وقف كامل للاعتداء الإسرائيلي على غزة سواء كان حربا برية أو قصف جويا أو غير ذلك"، مؤكدا أن كل أشكال العدوان التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة مرفوضة ويجب أن تتوقف.

وأضاف مستشار الرئيس الفلسطيني، أنه يجب أن يتم التركيز بعد وقف العدوان وفي أثناءه على تزويد قطاع غزة بكل احتياجاته الأساسية، ورفع فوري للحصار بعودة المياه والغذاء والكهرباء والوقود والمستلزمات الطبية والصحية، وفتح كل الممرات الآمنة لإيصال الاحتياجات الإنسانية إلى المنكوبين في غزة.

وأكد أنه لا بد من فتح أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية كأساس لإنهاء الصراع الحالي؛ لأنه دون حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا، ينهي الاحتلال ويقر الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة وعاصمتها القدس، لن يكون هناك سلام، ولن يكون هناك أمن أو استقرار في المنطقة.

ولفت إلى أن الأوضاع تزداد سوءا بسبب عدم وجود أي ضغط سياسي على إسرائيل التي تواصل عدوانها على قطاع غزة تحت حماية الولايات المتحدة، التي تمنحها الضوء الأخضر لإكمال حربها العدوانية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

وأكد مستشار الرئيس الفلسطيني، أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب يحاسب عليها القانون الدولي، باعتراف وزير دفاعها الذي أعلن قطع الإمدادات المياه والغذاء والكهرباء والوقود عن المدنيين، لافتا إلى أن القانون الدولي يلزم المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة.

وأشار الهباش، إلى أهمية الرأي العام العالمي، ومن الضروري التركيز عليه، والعمل على كسب التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية، ومع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأكد أن الرأي العام العالمي يمكن أن يؤثر في الضغط على صناع القرار في الغرب وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل أن تكون أكثر حيادية، وأكثر عدالة مع الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن مواقف الدول يمكن أن تتغير بتغير الرأي العام، وبضغطه.

وشدد على أهمية أن يعمل الإعلام العربي والإسلامي بكل اللغات؛ لوصول والتأثير في الرأي العام الدولي، مؤكدا ضرورة أن تعمل السفارات العربية والإسلامية في أوروبا وفي أمريكا للتأثير على الرأي العام من أجل أن يشكل ضغطا على صناع القرار، ومراكز صنع القرار؛ لتأخذ مواقف أكثر عدالة مع القضية الفلسطينية ومع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.