شهدت "القاعة الدولية" بـ"بلازا 2"؛ ضمن محور "تجارب ثقافية"، في إطار فعاليات اليوم التاسع؛ لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة لمناقشة مشروع "الفكر العربي مترجماً"؛ حيث شارك بالندوة نخبة من الخبراء في مجال الترجمة؛ والفكر العربي، حيث كل من: ببير جيرار؛ مترجم متخصص في العلوم الاجتماعية والحقل الأدبي؛ وأحد محرري كتالوج "الفكر العربي مترجماً"، والدكتورة نسرين الزهر؛ مديرة مركز اللغة والحضارة العربية بمعهد العالم العربي في باريس، والدكتور فرانك ميرميه؛ باحث في مجال الأنثروبولوجيا؛ ومدير بحوث بالمعهد الوطني للبحث العلمي (فرنسا)، بينما أدار الندوة؛ هاني حنا؛ الملحق بقطاع الكتاب والندوات بالمعهد الفرنسي بمصر.
في بداية الندوة، عبّر هاني حنا؛ عن شكره؛ لمعرض الكتاب؛ على استضافته لهذا الحدث الثقافي المُهم، مشيرًا إلى أن المشروع يجمع مجموعة من الأساتذة الجامعيين المتميزين؛ مؤكدًا على أهمية هذا المشروع في تسليط الضوء على الفكر العربي.
ومن جهتها، تحدثت الدكتورة نسرين الزهر؛ عن الأسس التي قام عليها مشروع "الفكر العربي مترجماً"، مشيرةً إلى أن المشروع جاء نتيجة لملاحظات بحثية رصدها العديد من المتخصصين في المجال الثقافي؛ وأضافت: "الفكر العربي غالبًا ما يكون غائبًا عن الأدب المترجم، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها أن الأدب العربي لا يحمل دائمًا الطابع البحثي الذي يسهل ترجمته، بالإضافة إلى وجود العديد من الكتابات المبعثرة التي تعكس تفكير العالم العربي"؛ كما أكدت أن المشروع يعتمد على مراجعات الكتب والمقالات التي تم اختيارها بعناية من قبل مجموعة من الباحثين المتخصصين.
وأوضحت الزهر؛ أن الإصدار الأول للكتالوج يتضمن تجميعًا لمقالات فردية؛ وليست مقالات جماعية أو منشورة من قبل، بل تم اختيارها بعناية لتكون مادة جديدة ومفيدة؛ كما تم تحديد معايير خاصة لاختيار الكتب المترجمة، لضمان عدم تكرار المفاهيم، مشددة على أهمية توضيح هذه المفاهيم عند نقلها؛ وأشارت إلى أن عالم النشر يواجه تحديات تسويقية واقتصادية تؤثر في شكل المنشورات وتوجهاتها، ولكن معايير الاختيار التي تم وضعها للمشروع تهدف إلى تقديم محتوى قيم يعكس التنوع الفكري في العالم العربي.
أما الدكتور فرانك ميرميه؛ فقد تحدث عن أهمية معرض القاهرة للكتاب في جمع الناشرين العرب؛ وتسليط الضوء على الكتابات العربية، وقال: "إن العثور على الناشرين العرب خارج المعرض يُعد أمرًا صعبًا، ولا يوجد كتالوج موحد يشمل الإنتاج الثقافي العربي؛ من كتب منشورة في مختلف أنحاء العالم العربي"، موضحًا أن الباحثين والمترجمين يواجهون صعوبة في الوصول إلى هذا الإنتاج في حال عدم وجود منصات موحدة؛ كما أشار إلى التحديات التي يواجهها المشروع، قائلًا: "يجب أن يعكس الكتالوج الواقع العربي بأكمله، ويشمل جميع الدول العربية؛ مثل: سوريا؛ والمغرب؛ ومصر؛ وغيرها؛ وهذه مَهمة كبيرة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها قطاع النشر"؛ وذكر أن هناك تراجع ملحوظ في نشر العلوم الاجتماعية، خاصة في ظل قلة النسخ المطبوعة التي تُصدرها دور النشر، مما يجعل مشروع "الفكر العربي مترجماً"؛ في حاجة إلى الاهتمام بالمفاهيم بشكل دقيق وواضح".
كما كشف الدكتور بيير جيرار؛ أن الكتالوج الخاص بمشروع "الفكر العربي مترجماً"؛ هو عبارة عن قائمة من المراجعات لكتب ومقالات، تم جمعها بعد مراجعتها بعناية من قبل الأساتذة المتخصصين؛ ومعظم المقالات التي تم اختيارها في النسخة الأولى كانت مكتوبة باللغة الفرنسية، مؤكدًا على ضرورة أن يتوافق المترجمون مع المصطلحات والمفاهيم المختلفة التي يتعاملون معها؛ وأضاف: "يجب على المترجم أن يكون على دراية بمجموعة من المجالات الأكاديمية مثل التاريخ؛ والأنثروبولوجيا؛ والفلسفة، ليتمكن من نقل الفكر العربي بشكل دقيق وواضح".
واختتم المشاركون في الندوة؛ حديثهم؛ بتأكيد أهمية هذا المشروع في التعريف بالإنتاج الفكري العربي في مجال العلوم الاجتماعية، وأكدوا أن الهدف الأساسي هو كسر الحواجز بين القراء ومجال العلوم الاجتماعية في العالم العربي؛ كما أشاروا إلى أن النسخة الأولى من الكتالوج شملت 20 عنوانًا، بينما ستتضمن النسخة الثانية نحو 60 عنوانًا، ما يعكس التقدم المستمر في جمع وإتاحة هذه المعرفة.
ويعد مشروع "الفكر العربي مترجمًا" خطوة مُهمة نحو تعزيز الحوار الثقافي والفكري بين العرب والعالم، ويسهم في تسليط الضوء على العديد من الكتابات والمفاهيم التي تهم الباحثين والمترجمين في العالم العربي وخارجه.