غسان سلامة: مذكرات نبيل فهمي ثرية لتعزيز المعرفة بنصف قرن من الدبلوماسية المصرية - بوابة الشروق
الأحد 6 أكتوبر 2024 1:28 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

غسان سلامة: مذكرات نبيل فهمي ثرية لتعزيز المعرفة بنصف قرن من الدبلوماسية المصرية


نشر في: الجمعة 1 أبريل 2022 - 4:00 م | آخر تحديث: الجمعة 1 أبريل 2022 - 8:12 م
قال أستاذ العلوم السياسية ووزير الثقافة اللبناني الأسبق، غسان سلامة إن مذكرات الوزير والسفير نبيل فهمي تعد ثرية لمن يسعى لتعزيز معرفته بنصف القرن المنصرم من الدبلوماسية المصرية، كما من سياسات الدول في منطقتنا من العالم، ثرية لدرجة يحار القارىء معها أي مسألةٍ يتوقف عندها للدلالة على دقة الكلمة، وصدق العرض، وجودة الاضافة.

وأكد سلامة أنه عند قراءة الكتاب فيجب التطرق إلى 3 محاور، الأول يتعلق بقضية ورثها نبيل عن ابيه، وبجدارة، وهي معضلة انتشار السلاح النووي، ذلك أن تملك إسرائيل لذاك السلاح عدٌل نوعياً من ميزان القوى معها، سعت دول عربية احياناً لحيازة ذلك السلاح هي أيضاً، ولكنها جوبهت، على عكس إسرائيل، بمعارضة دولية حاسمة حرمتها من هذا الخيار، كان الطريق الآخر المتاح إعلانُ الشرق الاوسط منطقةً خاليةً من السلاح النووي، وهذا كان خيارُ مصر التي عملت عليه عقوداً ولم توفق فيه.

وأوضح أن الثاني الذي شغل الكاتب لسنين بل لعقود هو النزاع مع إسرائيل، يكتب نبيل فهمي في الصفحة ١٥٩ من ذكرياته ما يلي: "إن المشكلة الحقيقية هي أن النظام السياسي في إسرائيل لا يؤيد فكرة وجود دولة فلسطينية، ولا فكرة الانسحاب من الأراضي المحتلة". إذا كان الأمر كذلك، يتساءل المرء، لماذا أفنى هذا الدبلوماسي الذكي، الهادئ، المثقف جل مسيرته المهنية في مقارعة هذا المعطى الواضح وهذا الرأي السديد؟

ستجد جواباً ضمنياً على هذا السؤال، لا في صريح النص بل في ثناياه، وسترى أن الرجل سعى طيلة مسيرته لأن يكون وفياً لصورته عن مصر، عن مصلحتها في استقرار الاقليم وهو استقرار لن يتحقق دون أن يفوز الفلسطينيون بوطن، وعن مسؤليتها في ألا تنحصر مفاعيل كامب ديفيد في تسوية جزئية، محض ثنائية، بين مصر وإسرائيل. من هنا ذلك السعي لالتقاط اي اشارة ، للتفاعل مع اي مبادرة، لتناسي اخطاء القيادات الفلسطينية وخطاياها، عسى أن تنتفي يوماً تلك العقبة الكأداء التي يشكلها رفض إسرائيل لحقوق الشعب الفلسطيني، وهو رفض يتفاقم يوماً بعد الآخر مع جنوح الكيان نحو اقصى اليمين.
وسلط الضوء بعدها على المحور الثالث، المتعلق بموقع مصر في المنطقة، وأنه قد يجد المرء بعض قساوة في حكم الكاتب على القومية العربية وهو يأخذ عليها، سيما في تجلياتها الناصرية، عجزها عن تطوير ذاتها، وعن ملاقاة تطلعات الناس، ناهيك عن تقديرات متسرعة انتهت بهزائم دامية. إنما هي قساوة المؤمن الذي لُدغ من جحرٍ مرات ومرات، ولو أن الكاتب يعترف بأن تلك الايديولوجيا شكلت يوماً رافعة بالغة الفعالية لتوسع النفوذ المصري في الاقليم.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك