سماسرة يجمعون أموال راغبى أداء الحج والعمرة فى بنها.. والذهب مقابل الجوائز فى الغربية.. وشركات سياحة مفلسة تتاجر بأحلام البسطاء
لسنوات طويلة، ظلت فاطمة رمضان تحلم بزيارة بيت الله الحرام، حتى جاءتها الفرصة ذات ليلة بطريق مفاجئ على باب منزلها البسيط فى إحدى قرى الغربية من مندوب شركة منظفات، يخبرها بفوزها برحلة عمرة طال انتظارها فى مسابقة سنوية للشركة.
ظنت فاطمة أن القدر ابتسم لها أخيرا بعد سنوات الانتظار، لكن المندوب الوهمى سلبها هى و5 من جيرانها مشغولاتهن الذهبية مقابل الحصول على جائزة العمرة، حيث انتظرت السيدات الست عدة أسابيع لتتلقى مكالمة الشركة لتحديد موعد تسلم تذاكر السفر، إلا أن هاتف المندوب ظل مغلقا طوال تلك الفترة، لتكتشف السيدات أنهن وقعن فى براثن نصاب.
واقعة النصب كشفتها تحريات مباحث الأموال العامة بمحافظة الغربية التى بيّنت أن شابا وصديقته اختلقا فكرة المسابقة الوهمية للاستيلاء على المصوغات الذهبية.
وأقر الشاب فى تحقيقات النيابة أنه عندما دخل عددا من المنازل وشرح للسيدات العرض الخاص بالعمرة تهللوا فرحا وسلموه المصوغات الذهبية دون عناء، لافتا إلى أنه قام بصحبة صديقته بالنصب على 6 سيدات، حيث قاما بتقديم ذهب فالصو وحصلا على عدد كبير من المصوغات الذهبية، وأرشدا المباحث عن مكان إخفاء المصوغات.
غادة، 30 عاما، من دمنهور بمحافظة البحيرة، كانت تحلم بأداء مناسك العمرة وحدها لعدم وجود محرم لها فذهبت إلى إحدى شركات السياحة التى رشحها صديق، وفور مقابلتها لمدير الشركة أخبرته بمشكلة المحرم واستجاب لها لإنهاء التأشيرة فتركت له 20 ألف جنيه تحت الحساب.
انتظرت غادة وقتا طويلا من أجل الحصول على التأشيرة دون جدوى، فاضطرت للذهاب إلى الشركة وبمقابلة مديرها تعذر الحصول على التأشيرة وحاول التهرب فحررت محضرا فى مركز شرطة دمنهور تتهمه بالنصب والاحتيال، ليتم القبض عليه.
وتبين من خلال التحقيقات التى أجريت مع مدير الشركة أنه زوّر عددا من شهادات ميلاد لبعض عملائه للتحايل على وجود محرم مع السيدات.
فيما شهدت إحدى قرى القليوبية واقعة غريبة، عندما أخبرهن سمسار معروف بوجود تخفيضات على العمرة هذا العام بنسبة 25% مقابل الحصول على عمولة لإدخالهن فى ذلك العرض.
تقول مبروكة، التى تعيش بإحدى قرى بنها، إنها وجيرانها دفعن للسمسار 10 آلاف جنيه كمقدم حجز عمرة لإنهاء بعض الأوراق وتم تسليمه جوازات السفر لإنهاء التأشيرة إلا أنه اختفى تماما وأغلق هاتفه المحمول، وبالتحرى اكتُشف أنه سافر إلى السعودية لأداء العمرة.
من جهته، قال اللواء عبدالله الوتيدى مدير مباحث الأموال العامة الأسبق، إن مثل تلك الحوادث تصنف بأنها من الحوادث الموسمية، حيث ينتشر سماسرة العمرة والحج فى الشهور الحالية بداية من شهر رجب إلى شهر ذى الحجة.
وأشار الوتيدى إلى أن الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة تتابع مثل تلك الإعلانات على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى لبيان مدى جدية هذه الشركات السياحية فى توفير التأشيرات للمواطنين .
وقال اللواء فاروق المقرحى الخبير الأمنى إن تلك الجريمة يتم ارتكابها فى القرى حيث ينتشر هؤلاء السماسرة لجذب المواطنين لأداء العمرة أو الحج، مشيرا إلى أن أغلب ضحايا هذه الجريمة هن السيدات بنسبة 90% من واقع السجلات الرسمية .
وقال العميد محمد عوض، مدير إحدى الشركات السياحية، إن بداية معرفة النصب فى رحلات الحج والعمرة هو عرض أسعار مخفضة تصل إلى نصف التكلفة الطبيعية، وهو ما يثير الشكوك مباشرة بأن الذى يعرض تلك الأسعار نصاب.