أكثر من مجرد خشبة مسرح، أو فتح ستار، أو أداء تمثيلي، فمسرحية «1980 وأنت طالع» هي رصد لحياة جيل الشباب بداية من ذكريات الطفولة، مرورا بكل تحولات السنوات الماضية، وصولا إلى دور الجيل في ثورتي يناير ويونيه ومحله من الإعراب بعدهما.
نجحت فرقة «ستديو البروفة» في إحياء دور المسرح مرة أخرى، فالعرض استمر لمدة جاوزت الستة أشهر بشكل شبه يومي، وسط حضور جماهيري يقدر بالمئات يوميا، من مختلف الأعمار والفئات.
وتكلفة التذكرة البسيطة المقدرة بعشرة جنيهات فقط، كان لها عاملا في توصيل رسالة الفرقة، التي لم تلتفت إلى المكسب المادي قدر حرصها على تقديم الرسالة وإعادة المسرح مرة أخرى، والتعبير عن طموحات جيل وآلامه، وبث طاقة إيجابية في أنفس الشباب لاستكمال مسيرة العمل والأمل.
ومثلما حرص الشباب على حضور العرض المسرحي؛ تأكيدًا على رسالته، فتح المسرح ذراعيه للضيوف من الفنانين والكتاب والمخرجين والإعلاميين والسياسيين.
بدوره، فال الإعلامي يسري فودة: «صرخة جيل في معادلة صعبة تجمع الشجاعة والإبداع في نفس الوقت، شكرًا فريق مسرحية 1980 وأنت طالع »، داعيًا الجميع لمشاهدة العرض.
مثلما كان للفنانة التونسية درة، تعليقها على العرض، فقالت: «بعد مشاهدة عرض مسرحية 1980 وأنت طالع" لحظات بهجة وضحكة من القلب جيل مواليد الثمانينات بآلامه وأحلامه وثورته وإحباطاته، ونوستالجيا مع سخرية مع خيبة أمل وانطلاق جديد روح مرحة تجعلنا نسخر من قدرنا بدل أن يسخر منا، تأمل في الحاضر المفقود بين الحنين إلى الماضي والخوف من مستقبل»، حسب قولها.
أما الفنان صبري فواز علق –عبر صفحته الشخصية على فيسبوك– قائلاً عن العرض وفريق عمله: «شكرًا فريق عمل مسرحية 1980 وإنت طالع علی المتعة والبهجة والصدق، عاش الشباب، عاش الشباب، وعاش الإبداع يا عم الحاج».
وبدورها أشادت الفنانة كندة علوش بالعرض المسرحي، قائلة: «كان أقرب إلى الكباريه السياسي الذكي الجذاب، وكان عرضا ذكيا ومبهجا، وأدعو الجميع لمشاهدته».
ومن جانبه قال المؤلف تامر حبيب، إنه شاهد العرض أكثر من 4 مرات، متعهدًا باستكمال مشاهدته ومتابعة كافة أعمال فريق «ستديو البروفة».
وقال «حبيب»: «أصبح يجمعني علاقة حب مع فريق العمل، ومن لم يشاهد هذا العرض خسر كثيرا، لأنه خلّف فينا الطاقة الإيجابية والشجن».
وأشادت الفنانة منى زكي، بجهود الممثلين وفريق عمل المسرحية، مؤكدة على سعاتها بالطاقة التي ينشرها الممثلون على خشبة المسرح.
وتابعت: «حقيقي اتسبطت.. ولازم الكل يشاهد هذا العرض».
والعرض لم يكتفِ بالشباب والفنانين والإعلاميين فقط، بل كان لأصحاب العباءة السياسية نصيبا كبيرا من الحضور، حيث حضر المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والناشط الحقوقي خالد علي، وأستاذة العلوم السياسية منى سيف، والنائب البرلماني السابق عمرو حمزاوي، وعضو مجلس الشعب السابق زياد العليمي، والناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح، والسياسي ممدوح حمزة، وغيرهم.
فقال الدكتور عمرو حمزاوي: « ذهبت إلى «1980 وانت طالع»، ﻷتابع ما يقرب من 100 دقيقة من الإبداع محملة بنقد اجتماعي جريء يصيغه باستقلالية وحيوية الشباب والطلاب من المشاركين الرائعين في العرض المسرحي ومن الحضور الشبابي الكاسح على مقاعد المتفرجين، نقد اجتماعي لا يخجل هنا من تناول أزمات المساواة بين المرأة والرجل في الأجيال الشبابية التي يتوارث البعض في أوساطها القيم الأبوية بتمييزها ضد النساء».
واستطرد في إشادته: «خرجت من العرض بحزن أقل، وألم تخف وطأته، وبانبهار بإبداع شباب يعوضهم الدعم المعنوي بالحضور الجماهيري الكبير عن غياب الدعم المادي، وبقناعة أن طلب الحرية أبدا لم يتراجع وأن للحركة الديمقراطية في مصر ظهيرا شعبيا حقيقيا يواصل الاتساع. فقط».
مثلما أشاد البرلماني السابق زياد العليمي، قائلا: « ناقش العرض ـ من خلال 13 لوحة مسرحية ألفها محمود جمال وأخرجها محمد جبر وساهم في تقديمها 20 شابا ما بين ممثلين وفنانين وفنيين ـ الأسئلة التي تشغل ذهن أبناء جيلهم الآن: السكن، العمل، العنوسة، تعامل المجتمع مع المرأة، نظرة هذا الجيل للمستقبل وما يشعر به الآن، قانون التظاهر، ورؤية كوميدية للمستقبل إذا استمر هذا الوضع.. وجهة نظر قطاع من هذا الجيل في آبائهم».
وتلعب الصفحة الرسمية لمسرحية 1980 وأنت طالع، دورا كبيرا في نجاح العرض؛ نظرًا للتواصل المستمر مع الجمهور، ونشر تغريداتهم التي غالبا ما تحمل مقتطفات من العرض.
ومن أبرز تغريدات الجمهور.
ومسرحية «1980 وانت طالع» من بطولة وليد عبد الغني، مصطفى السحت، محمود جمال، سمر نجيلي، مروة الصباحي، أحمد الليثي، عاصم رمضان، محمود عبد العزيز، محمد خليفة، علي حميدة، محمد عتابي، ومن تأليف محمود جمال، والإخراج التنفيذي خلود عبد العزيز، أيمن صبحي ومصطفى عبد القادر، وسنوغرافيا وإخراج محمد جبر.
ويرصد العرض المسرحي، معاناة جيل الشباب، وتغيرات حياتهم بعد ثورة 25 يناير، وازدياد الطموحات الشبابية والتطورات السياسية، في إطار من الكوميديا السوداء.
وتجدر الإشارة إلى حصول العرض المسرحي «1980 وانت طالع» على جوائز أفضل عرض، وأفضل نص، وأفضل إخراج، في المهرجان القومي.