ذكرى رحيل بهاء طاهر.. أعمال درامية أيقونية مستوحاة من روايات الأديب الراحل - بوابة الشروق
الجمعة 1 نوفمبر 2024 10:40 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ذكرى رحيل بهاء طاهر.. أعمال درامية أيقونية مستوحاة من روايات الأديب الراحل

محمود عماد
نشر في: الجمعة 1 نوفمبر 2024 - 6:03 م | آخر تحديث: الجمعة 1 نوفمبر 2024 - 6:03 م

حلت منذ أيام ذكرى رحيل الكاتب والروائى الكبير بهاء طاهر، والذى ولد فى 13 يناير من عام 1935، ورحل عن عالمنا فى 27 أكتوبر من عام 2022 عن عمر ناهز ال 87 عاما.

يعد بهاء طاهر أحد أهم الكتّاب فى الأدب المصرى والعربى بشكل عام، ولاقت أعماله صدى كبيرا فى الأوساط الثقافية، وامتدت لكل الأوساط العامة، وفى ذكرى رحيله نسترجع معا روايتين تمثلان علامة مضيئة فى مسيرته الأدبية الحافلة، وهما رواية «خالتى صفية والدير»، ورواية «واحة الغروب».

وقبل استعراض الروايتين نذكر أن بهاء طاهر تخرج فى كلية الآداب عام 1956، وعمل مترجمًا فى الهيئة العامة للاستعلامات بين عامى 1956 و1957، وعمل مخرجا للدراما، ومذيعًا فى إذاعة البرنامج الثانى الذى كان من مؤسسيه حتى عام 1975 قضى فترة من حياته فى إفريقيا وآسيا حيث عمل مترجما، وعاش أيضا فى جنيف بين عامى 1981 و1995 حيث عمل مترجما فى الأمم المتحدة، ثم عاد بعدها إلى مصر ولازمها إلى أن توفى بها. وبهاء طاهر ينتمى إلى جيل الستينيات، يعد من أكثر الكتاب الذين استخدموا تيار الوعى فى كتاباته الروائية، واعتبره البعض مؤسس هذا التيار فى الرواية المصرية.

وطوال محطات رحلته الإبداعية التى بدأت عام 1962 أثرى بهاء طاهر الأدب العربى، بروائعه السردية، فمنذ صدور مجموعته الأولى «الخطوبة» 1972 وحتى صدور آخر إبداعاته المدهشة «واحة الغروب» فى نوفمبر 2006. وتقف أعماله شاهدة على تفرد الرؤية الإبداعية، وامتلاك حقيقى لكل أدوات التمكن اللغوى والسردى والفنى فى أعماله الهامة، مثل «خالتى صفية والدير، نقطة النور، واحة الغروب»، وهى نماذج لمجموعة من أنجح المؤلفات القيمة بين الأديب الراحل بهاء طاهر، مع دار الشروق، حيث ارتبط طاهر بعلاقة إبداعية وطيدة وقوية بالدار، لنكون بصدد أعمال خالدة مثل: «الخطوبة ــ أنا الملك جئت ــ بالأمس حلمت بك ــ وقالت ضحى ــ شرق النخيل ــ خالتى صفية والدير ــ الحب فى المنفى ــ واحة الغروب ــ فى مديح الرواية».

وحقق طاهر تعاونا ناجحا مع دار الشروق، فى رواية «نقطة النور»، والذى بحث خلالها بلغته الشفافة وحكيه الانسيابى الجذاب عن «نقطة النور»، مع رواية «واحة الغروب» أحد أنجح تعاونات بهاء طاهر مع دار الشروق، والتى نجحت فى حصد الجائزة العالمية للرواية العربية «جائزة البوكر» عام 2008، وطبع منها 3 طبعات مختلفة خلال عام واحد.

وبالعودة إلى روايتى خالتى صفية والدير وواحة الغروب تعرف أن لذلك التقدير عدة أسباب، فقد حصل بهاء طاهر على جائزة رفيعة لكل رواية منهما، وبجانب تفرد هاتين الروايتين رغم عدم وجود رابط بينهما، ولكنهما يتشاركان فى شىء سيخلد اسم بهاء طاهر ليس فقط لدى القراء، بل لدى الناس كافة، ألا وهو تحويل العملين إلى أعمال مرئية.

تحولت رواية «خالتى صفية والدير» الفائزة بجائزة «جوزيبى اكيربى» الإيطالية عام 2000، إلى مسلسل تلفزيونى يحمل نفس الاسم عام 1994، من بطولة بوسى، ممدوح عبد العليم، وحمدى غيث، سيناريو وحوار يسر السيوى، ومن إخراج إسماعيل عبد الحافظ، ويعد المسلسل من أيقونات الدراما المصرية.

تحكى رواية «خالتى صفية والدير» عن صفية الفتاة القروية الجميلة والتى تقيم مع بعض أقاربها وتتطلع فى صمت لابن عمها مجازا حربى الشاب القوى، الوسيم، الملىء بالحياة والكبرياء، ولكنه لا يدرك مدى حب صفية له، بل يصل به الأمر أن يتوسط فى زواجها من البك القنصل الغنى، صاحب المقام العالى فى القرية.

وهنا توافق صفية على الزواج من البك رغم فارق السن الكبيرة، ولكنها لا تغفر لحربى أبدا تجاهله لحبها، وتتوالى أحداث الرواية، وتنجب صفية الطفل حسان، وتحقق حلم البك الذى طال انتظاره، وتقع الكارثة وهى محاولة الاعتداء على الطفل حسان، وهنا تأتى فرصة صفية للانتقام من حربى، وتقنع البك أن حربى هو الفاعل وتتطور الأحداث فى تسلسل وانسيابية فى تصوير الحياة فى قرى مصر بنظرة شديدة الواقعية إلى أن نصل إلى نهاية الرواية.

فى هذه الرواية، تظهر قدرة بهاء طاهر فى استخدام عبارات سهله ذات رؤية عميقة يستطيع القارئ أن يفهمها، ويتعايش مع أبطالها كأنك جزء من الأحداث، ولن تستطيع أن تتركها إلى مع كلمة النهاية. ترجع أهمية الرواية إلى أنها أحد الروايات القلائل التى صورت العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وتعايشهم فى قرية واحدة، وما بها من أحداث تجمعهم معا فى صورة شديدة الواقعية للحياة كما هى دون مبالغة أو إقحام أحداث دون داع، فنجد من مشاهد الرواية الشيخ الأزهرى يصحب ابنه إلى الدير ليهنئ الرهبان بأعيادهم، وطفل مسلم يحمل كحك العيد إلى جيرانهم المسيحيين، وقبطى يرشد الفلاحين إلى كيفية الزراعة الصحيحة، بالإضافة إلى شخصية المقدس بشاى، والذى كان أشهر أهل الدير فى القرية وله دور رئيسى فى سير الأحداث.

أما رواية «واحة الغروب»، والتى حققت نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيرى والنقدى، وفازت بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، فقد تحولت هى الأخرى لمسلسل تلفزيونى عام 2017، المسلسل من بطولة خالد النبوى، منة شلبى، سيد رجب، أحمد كمال، ورشدى الشامى، سيناريو وحوار مريم نعوم وهالة الزغندى، ومن إخراج كاملة أبو ذكرى، وحقق المسلسل نجاحا كبيرا.

فى رواية «واحة الغروب»، يعود بهاء طاهر إلى نهايات القرن التاسع عشر، وبداية الاحتلال البريطانى لمصر؛ حيث يُرسل ضابط البوليس المصرى محمود عبدالظاهر، والذى كان يعيش حياة لاهية بين الحانات وبنات الليل إلى واحة سيوة؛ لشك السلطات فى تعاطفه مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغانى وأحمد عرابى. ويصطحب إلى الواحة زوجته الأيرلندية كاثرين الشغوفة بالآثار، والتى تبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر، لينغمسا فى عالم جديد شديد الثراء والخصوصية، مازجا بين الماضى والحاضر والذاتى والموضوعى والتاريخى، مقدما تجربة مشوقة للعلاقة بين الشرق والغرب على المستويين الإنسانى والحضارى بما فيها من صراع وتوافق عبر مواجهة شجاعة للنفس فى زمن اختلطت فيه الانتهازية والخيانة والرغبة بالحب والبطولة



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك