انتقد معهد الدراسات الأمنية بجنوب إفريقيا استمرار تأجيل السلطات في جنوب السودان لإجراء الانتخابات للمرة الرابعة في أقل من عقد من الزمان، وهو ما يثير الشكوك حول قدرة جنوب السودان على الوصول إلى الديمقراطية في ظل ما أسماه "صراع العروش".
وكان من المقرر إجراء الانتخابات بجنوب السودان في ديسمبر الجاري، على أن تنتهي الفترة الانتقالية في فبراير 2025، ولكن في 18 سبتمبر، أرجأ الموقعون على اتفاق السلام لعام 2018 الانتخابات حتى ديسمبر 2026 لأنه لم يتم تحقيق أي تقدم تقريبا في القيام بالاستعدادات اللازمة منذ التمديد الأخير.
وأوضح مركز الدراسات الأمنية المعني بدراسات السلام والأمن في القارة الإفريقية، أن "زعماء الحكومة الانتقالية على رأسهم الرئيس سلفا كير ميارديت ونائب الرئيس ريك مشار، لا يرا أي مصلحة ذاتية في التسرع في إجراء الانتخابات، وما دامت الحكومة الانتقالية قائمة".
وكان اللواء تشارلز تاي جيتواي، رئيس لجنة الرصد والتقييم لتنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، قد أعلن في تصريحات صحفية سابقة، أن هناك العديد من التحديات تؤخر تنفيذ اتفاق 2018، أبرزها الإرادة السياسية غير الكافية، ونقص الثقة، والافتقار إلى التمويل الكافي والمخصص والمتوقع، وفجوات القدرات.
وكانت مجموعة الدول الثلاث التي قدمت أكبر قدر من الدعم لعملية الانتقال السياسي في جنوب السودان وهي، الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والنرويج، قد أعربت عن "خيبة أملها العميقة" إزاء تأجيل الانتخابات، واتهمت زعماء جنوب السودان بافتقار الإرادة السياسية وتفضيل الاحتفاظ بالسلطة في أيدي نخبة صغيرة.