احتفل المصريون في النمسا بقدوم شهر رمضان المبارك، فى أجواء مليئة بالسعادة والروحانيات المستمدة من قيم الشهر الفضيل، والدعاء إلى الله أن ينعم بالخير والسلام على مصر والأمة العربية والعالم، وأن يعود الرخاء والاستقرار وتتجاوز البشرية المحن الجسيمة التى تعرضت لها فى السنوات الأخيرة سواء جائحة كورونا أو الحرب فى أوكرانيا.
وتتسم ساعات الصيام فى النمسا بطول نسبي، حيث سيكون الإفطار اليوم فى نحو 7:30 مساء، والإمساك فى 4:40 فجرا، ويحرص الجميع على الصوم حفاظا على الفرائض الدينية، ولتعليم الشباب الارتباط بالعقيدة والقيم الدينية، على الرغم من نشأتهم وتعليمهم فى المدارس النمساوية.
ويعرب المصريون فى النمسا بشكل دائم فى كل المناسبات الدينية والوطنية عن التصاقهم الشديد بالوطن الأم، كما يؤكدون التفافهم حول الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يقوم بجهود واسعة للتنمية فى مصر ويحرص على توثيق الروابط مع المصريين فى الخارج ودمجهم فى جهود التنمية، حيث يقوم بتهنئتهم بشهر رمضان المبارك وفي كل المناسبات.
ويحرص محمد الملا سفير مصر فى فيينا، وممثلها أمام المنظمات الدولية، والقنصل العام باسم طه، على تقديم التهنئة إلى جميع المسلمين فى النمسا بحلول الشهر الكريم، كما قامت الهيئة الإسلامية فى النمسا والمركز الإسلامي الكبير، بتقديم تهان مماثلة، وهما من أكبر الكيانات الممثلة للمسلمين فى النمسا، والذين يقدر تعدادهم بنحو 600 ألف نسمة، أغلبهم من الأتراك والسوريين والأفغان والعراقيين.
واستعد المصريون فى النمسا بشكل خاص لاستقبال الشهر الكريم، حيث حرصت العديد من الأندية والروابط والاتحادات التي تمثل الجالية، على إقامة الزينات والإعداد لموائد الإفطار، وسط فرحة غامرة بهذا الشهر الكريم، حيث يبتهلون إلى الله بالصوم والصلاة ويتطلعون إلى المغفرة والعتق من النار.
وشهد النادي المصري فى العاصمة فيينا، حالة من النشاط الواسع؛ استعدادا لهذه المناسبة العزيزة على قلوب كل المسلمين، كما قدم رئيس النادي عبدالباسط مقلد، خالص التهنئة لمسلمي النمسا بحلول الشهر الفضيل، متمنيا من الله أن يحفظ مصر والنمسا وكل البشرية ويظللهم بواسع رحمته.
وامتدت حالة النشاط والترتيب لاستقبال شهر رمضان المبارك، إلى الاتحاد العام للمصريين فى النمسا، حيث قال زكريا جمعة عضو الاتحاد، إن شهر رمضان المبارك يحتل مكانة غالية فى القلوب "اللهم بلغنا جميعا أيامه ولياليه بلوغ رحمة ومغفرة وعتق من النار، ونحن ومن نحبهم فى أتم الصحة وأحسن الأحوال".
كما كان للمرأة المصرية في النمسا دور بارز فى الإعداد للاحتفال بشهر رمضان المبارك، حيث حرصت آيات خليفة، رئيس جمعية المرأة والطفل، على تقديم التهئنة لكل الأعضاء بحلول الشهر الكريم، داعية إلى مزيد من الترابط الأسري والتمسك بالقيم السامية والفضائل التى يحث عليها الشهر الكريم.
من جانبه، وجه أيمن وهدان أحد رموز الجالية، ورئيس صفحة "أوسترو عرب"، التهنئة إلى مسلمي النمسا بشهر رمضان المبارك، ودعا أبناء الجالية لأول صلاة تراويح أمس الجمعة عقب صلاة العشاء، التى أقيمت بجميع مساجد النمسا استهلالا لاستقبال غرة شهر الخيرات.
ولا تقتصر مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم على العاصمة فيينا حيث يتواجد المسلمون بكثافة فى العديد من الولايات النمساوية الأخرى، ويقول بهجت العبيدي نائب رئيس اتحاد المصريين، فى مدينة ليوبن بولاية شتايرمارك النمساوية، وهو رئيس سابق لأحد المراكز الإسلامية، إن أجواء رمضان الرائعة موجودة أيضا فى مدينة ليوبن، وإن كانت أقل كثيرا من الأجواء فى القاهرة والعواصم العربية والإسلامية.
وأوضح أن مظاهر رمضان فى النمسا تركز على تجمعات المصريين لتناول الإفطار معا، ونستغل هذا الشهر الكريم فى تكثيف العبادات وزيادة الروابط الأسرية والتراحم والقيام بأعمال الخير والرحمة.
ويبتهل المسلمون إلى الله أن يستجيب الله للدعاء فى هذا الشهر الكريم وأن ينعم بالسلام على العالم، كما يتطلعون إلى التجمع مرة أخرى على موائد الإفطار بعدما تسببت جائحة كورونا على مدار العامين الماضيين فى إلغاء هذا التقليد الرمضاني الرائع بسبب الخوف من انتشار العدوى والقيود المشددة التى فرضتها الحكومة النمساوية فى هذا الصدد.