بدأت فعاليات اليوم الأول من المهرجان القومى للمسرح المصرى برئاسة الفنان محمد رياض بندوة «سيدة المسرح العربى»، والتى احتفى من خلالها المهرجان بمشوار الفنانة الكبيرة سميحة أيوب التى تم إطلاق اسمها على الدورة الحالية.
الندوة أدارها الفنان أيمن الشيوى عميد المعهد العالى للفنون المسرحية ومدير المسرح، وتحدث فيها كل من المؤرخ المسرحى دكتور عمرو دوارة الناقد أحمد خميس، حيث أكد الشيوى أن سميحة أيوب ظاهرة فنية تستحق الدراسة، وهى فنانة شاملة وشاهدة على عصور فنية، لأنها بدأت مبكرا، وهى بالفعل سيدة المسرح وقدمت لنا أعمالا عظيمة، كما أنها أدارت المسرح القومى من قبل باقتدار، وحققت نجاحا كبيرا فى مجال الإدارة ، وإذا كان الرئيس السورى حافظ الأسد قد أطلق عليها لقب سيدة المسرح، فأنا أطلق عليها لقب «ظاهرة المسرح العربى»، فسميحة أيوب نموذج لفنانة متطورة فى كل شىء ونشكرها على ما قدمته لنا من تراث مسرحى عظيم.
وتحدث الدكتور عمرو دوارة خلال الندوة عن سميحة أيوب الفنانة والمنتجة التى لم يكن هدفها الربح، وكانت تعى دورها الوطنى، وقدمت الكثير من المسرحيات الوطنية فى المسرح الحديث، حينما تولت إدارته، ومنها «العمر لحظة» و«مدد شدى حيلك يابلد» الذى حاء مع حرب الاستنزاف.
وقال: كان لديها دور قوى فى دعم الفنانين ومنحهم الفرص، ولها أيادٍ بيضاء على المسرح المصرى، وقدمت 95 عرضا مثلت كل أنواع العروض المسرحية.
وفى كلمته قال الناقد أحمد خميس: سميحة أيوب نموذجا حقيقيا للخروج من القوالب الثابتة للممثل، وهى دائما تعمل على تنمية وتطوير قدراتها فتدربت على الغناء وعزف البيانو، ولم تقف عند الدراسة الاعتيادية، ولكنها تعاملت مع كل الاتجاهات المسرحية والكثير من التجارب والمدارس الإخراجية، وعملت مع الكثير من المخرجين الكبار.
وأشار إلى عرض «كان فيه واحدة ست» الذى كانت ستقدمه مع المخرج خالد جلال، معلقا بقوله: «هى دائما تستجيب لما يحدث حولها من تطورات فى الوطن، فهذا العرض كان عن ثورة يناير، ولكنه لم يخرج للنور».
وأضاف خميس: سميحة أيوب لها دور مهم فى إدارة المسرح، وأنها أثناء حرب أكتوبر كانت تعرض مسرحية «ألف بوسة وبوسة»، فأوقفت المسرحية واختارت نصا يواكب المرحلة، وكانت حريصة على مستقبل المسرح المصرى، وتتجاوب مع القضية ولديها وعى، وتجيد التعبير عن أفكارها، وعندما تتحدث فى قضية، يكون لديها دائما وجه نظر، فهى علامة فارقة لا يمكن تجاهلها.
وعلى صعيد آخر خصص المهرجان حفلا لتوقيع كتاب «عاشق المسرح»عن مسيرة المؤلف والمنتج أحمد الإبيارى، والذى تم تكريمه بالدورة الحالية، وبحضور الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، والفنان طارق الأبيارى نجل المنتج أحمد الإبيارى، والكاتب الصحفى جمال عبد الناصر رئيس اللجنة الإعلامية والكاتب رشدى الدقن مؤلف الكتاب، بدأت الندوة التى أدارها الإعلامى عبد الحميد السيد بكلمة للدقن قال فيها: علاقتى بالمؤلف والمنتج أحمد الأبيارى بدأت منذ سنوات، وذلك بعد كتابتى عن والده أبو السعود الإبيارى بعدما قرأت قصة حياة أبو السعود الإبيارى كاملة، وكل ما تعرض له فى مشواره الحافل، وعندما جاءتنى الفرصة للكتابة عنه شخصيا سعدت للغوص أكثر فى حياة الإبيارية.
وعلق المؤلف أحمد الابيارى قائلا: «أنا عاشق للمسرح وعندما تم سؤالى هل جاء هذا التكريم متأخرا؟ جاء ردى، لم أشعر بذلك، وذلك رغم اننى تعجبت من دعوة محمد رياض لتكريمى، وذلك اننى طوال عمرى لم يتم دعوتى لحضور مهرجان، فكون المهرجان يريد أن يكرمنى، فذلك يعنى لى الكثير».
وأضاف: «لم يضيع الله لم أجر تعب والدى فى المقام الأول، ولقد عشت ولمست كل أعماله ومشواره مع جميع النجوم وعمالقة الفن، ومع كل المعوقات التى واجهها أيضا، وكل ما تعلمته منه كيفية إدارة منظومة بنجاح».
وأكمل: مع بداية معرفة ابو السعود الإبيارى بموهبتنا فى الكتابة انزعج، وكان مشفقا علينا من ممارسة هذه المهنة الشاقة، ولكنه شجعنا كوننا أبناء مدرسته الفنية، وقال.. ابنى لديه موهبة ودارس ومطلع على كتاباتى وكتابات جده.. مقدرش أقول لابنى لا تمارس ما حاربت سنوات من أجله.
وردا على سؤال أحد الحضور حول دوره فى إحياء المسارح قال: قمت بتجديد مسرح الريحانى وقدمنا فيه أعمالا لسنين عديدة، ابرزها مسرحيات سمير غانم، وتعاونت مع سعيد صالح من خلال مسرح إسماعيل ياسين فى الإسكندرية الذى جددته بالكامل وقتها، واخدت أيضا سينما الانفوشى وحولتها لمسرح وعرضت فيها بشكل أسبوعى.
وأعرب المنتج أحمد الإبيارى عن أمله فى تقديم مسرحية عن تراث فرقة إسماعيل ياسين على مسرح ميامى.