محمود المرداوى عضو فريق تفاوض حماس لـ«الشروق»: يمكن التوصل لاتفاق شامل لإنهاء الحرب خلال أسبوع في حالة واحدة - بوابة الشروق
الإثنين 2 ديسمبر 2024 8:27 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمود المرداوى عضو فريق تفاوض حماس لـ«الشروق»: يمكن التوصل لاتفاق شامل لإنهاء الحرب خلال أسبوع في حالة واحدة

أجرى الحوار: محمد خيال
نشر في: الإثنين 2 ديسمبر 2024 - 6:25 م | آخر تحديث: الإثنين 2 ديسمبر 2024 - 6:25 م

الدور المصرى مميز وهناك إصرار من القاهرة للتوصل لاتفاق بشأن لجنة غزة.. والطريق مفتوح للتفاهم حول تشكيل اللجنة

نتعامل بمرونة ونقبل بمدى زمنى مريح لحكومة الاحتلال لتنفيذ أى اتفاق لسد ذرائعهم شريطة وجود ضمانات دولية قوية
نلمس تغيرا فى الخطاب الإسرائيلى.. ولن نقبل باقتطاع أى جزء من غزة.. والحديث عن قوات أممية أو دولية مرفوض

كشف محمود المرداوى القيادى وعضو فريق التفاوض بحركة حماس المتواجد فى القاهرة ، ورئيس الدائرة السياسية بإقليم الضفة الغربية فى الحركة تطورات المفاوضات الجارية فى العاصمة المصرية مع حركة فتح بشأن التوصل إلى اتفاق لتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة تسهم فى تخفيف معاناة سكان القطاع الراهنة.

كما كشف القيادى بالحركة خلال حديثه مع «الشروق» على هامش تواجده فى القاهرة، كواليس وتطورات التحركات الرامية لإنهاء الحرب فى قطاع غزة، وفرص التوصل لصفقة مع الاحتلال فى ضوء المتغيرات الراهنة وفى مقدمتها فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية واتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان.

وإلى نص الحوار..

ماذا عن زيارة وفد الحركة للقاهرة حاليا، وهل هى متصلة فقط بمفاوضات تشكيل لجنة إدارة غزة فقط أم تشمل الحديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع الاحتلال؟

 

ــ من حيث المبدأ كل الملفات متصلة ببعضها البعض، لكن هذه الزيارة، تتعلق بالوضع الفلسطينى الداخلى، من خلال التواصل مع الفصائل الفلسطينية وعلى وجه التحديد حركة فتح والسلطة الفلسطينية وهذا هو عنوان هذه الزيارة.

هناك حديث حول مقترح أمريكى إسرائيلى جديد بشأن وقف إطلاق النار وأن هناك موافقة من جانبكم عليه، فما صحة ذلك وهل تنتظرون سماع طرح جديد عبر الوسيط المصرى؟

 

ــ هناك حراك كبير من طرف العدو الإسرائيلى فى هذا الشأن؛ لأن مبررات استمرار الحرب سقطت سقوطا مدويا، وسط حالة غضب دولية جراء عمليات الإبادة والتطهير العرقى التى يرتكبها الاحتلال فى غزة، ووجود لائحة دولية الآن تدين قادة الاحتلال بارتكاب جرائم حرب.
فى المقابل كل تحركاتنا فى الوقت الراهن تهدف لإنهاء هذه الحرب وما كنا فى محطة من المحطات إلا أبدينا مرونة عالية لتحقيق هذا الهدف، لذا نحن نراقب ونتابع ونستمع، وحتى اللحظة لم يعرض علينا شىء لكن مستعدون لنذهب فى اتجاه اتفاق 2 يوليو الذى أقره مجلس الأمن، وبُنى على أساس مقترح إسرائيلى وقتها، ووافقت عليه المنظومة الدولية، لكن تم إفشاله بسبب اعتبارات خاصة بقادة الاحتلال، ومن ثم فإن عدّل الإسرائيلى موقفه، وجاء بإرادة سياسية، أقول لكم يمكن خلال أسبوع أن ننتهى من الموضوع بالكامل دون الحاجة لمراحل إذا توافرت الإرادة عند إسرائيل.

ماذا تقصد بدون الحاجة لمراحل؟

 

ــ أعنى أننا من الممكن أن نتوصل لاتفاق شامل ينهى كل هذه الحالة الراهنة ويؤسس لتطبيق التفاهمات عبر مراحل على مدى زمنى مريح يقبله الوسطاء ويكون معلنا من خلال إسرائيل الموافقة عليه، ونتمسك هنا بالموافقة العلنية من جانب إسرائيل نظرا لأهمية تلك الخطوة؛ لأنه فى كثير من الأطروحات السابقة التى تم تقديمها، قيل إن الإسرائيلى موافق عليها، ثم تبين لاحقا أنه لم يكن موافقا أو تراجع، لذلك نريد أن يسمع العالم موقف إسرائيل علنا لتتضح الأمور.

ما تقوله يشير إلى أن هناك تحولا فى موقف الحركة بقبولها بمدى زمنى طويل لتنفيذ عملية الانسحاب الإسرائيلى من غزة وكذلك مدى زمنى أطول لتنفيذ أى اتفاق يمكن التوصل له ؟

 

ــ من حيث المبدأ أقول أنه إذا عدنا لتاريخ الثانى من يوليو، لن يوجد أى إشكالية فى الاتفاق وبنوده، ولكن حتى نغلق كل الذرائع لدى الاحتلال، قلنا، إذا أراد أن يعقد اتفاقا رزمة واحدة ويجد لنفسه مساحة زمنية من خلال التطبيق لتمرير بعض الجوانب التى تلقى تحفظا لدى بعض مكونات حكومته وائتلافه،

فنحن من أجل وقف إبادة الشعب فى غزة وتجويعه، نقبل بذلك لكن شريطة أن يكون ذلك واضحا ومتفقا عليه فى ظل وجود ضمانات دولية قوية تجعلنا نثق بأن التطبيق فى نهاية المطاف سيكون حقيقيا وواقعيا.

تداولت دوائر إعلامية مؤخرا اقتراحا بهدنة تكون بمثابة مرحلة انتقالية برعاية الوسطاء يتم بعدها استكمال التفاوض حول اتفاق دائم يشمل محددات المقاومة الأربعة فهل هذا صحيح؟

 

ــ من حيث المبدأ يمكن أن نتوصل لتفاهمات بشأن التوافق على إزالة ما يعيق نتنياهو أو ما يريد أن يطمئن به حلفائه فى التحالف الحكومى، إذ إنه يمكننا نظريا ومن حيث المبدأ الاتفاق على جميع التفاصيل بحضور الوسطاء وإشرافهم، وليأخذ بعد ذلك التنفيذ ما يأخذ من وقت بحيث نكون قمنا بترتيب الأمور جيدا، بما يضمن التطبيق من جانبنا ومن جانب الاحتلال، فنحن أيضا نضع أنفسنا تحت الاختبار من خلال الوسطاء، وبالتالى فما نلزم به الاحتلال، نلزم به أنفسنا أيضا، حتى لا يقال أننا نضع العقبات.

هل طلب من الحركة تقديم أية معلومات بشأن وضع الأسرى وأعداد الأحياء منهم قبل الشروع فى أى مفاوضات؟

 

ــ هناك جوانب على مائدة المفاوضات تحتاج إلى توافق وتفاهم، فى ظل أن هناك الكثير من الجوانب الغامضة تتعلق بطبيعة ومواصفات الأسرى ومراحل وطرق الإفراج عنهم، ورغم ذلك نؤكد أنه أثناء المفاوضات والوساطة إذا توافرت الإرادة السياسية من جانب الاحتلال، وعندما نشعر أن الجانب الإسرائيلى قادم بشكل حقيقى وجاد لتوقيع اتفاق ستختلف الأمور، لكن حتى اللحظة يفتقرالاحتلال للإرادة السياسية.

هناك سؤال هام يطرحه البعض فى هذه الجزئية يتعلق بكون الاحتلال وافق على الاتفاق مع حزب الله أمام شراسة المقاومة والخسائر التى تكبدها له، لكن فى حالة غزة استنزفت المقاومة على مدار 14 شهرا فما هى أوراق الضغط التى قد تدفع نتنياهو للقبول باتفاق مع غزة حاليا؟

 

ــ العدو الصهيونى يقول بشكل علنى إن أهداف الحرب التى يريد تحقيقها ما زالت قائمة، وهى متعلقة بحكم حركة حماس لقطاع غزة، واستعادة الأسرى، وبما أنه يوجد حوارات فلسطينية لتشكيل لجنة تدير قطاع غزة يكون قد تم معالجة أحد الأسباب، والأوروبيون والأمريكان وكل الإقليم مطلعون على ما يجرى من مناقشات، وفى إحاطة مستمرة بما يجرى، ويبقى إعادة الأسرى، فهل استطاع الاحتلال إعادتهم عبر القتل والتجويع والقصف؟!!.
بالطبع لا، وبالتالى لابد أن يصل لاتفاق، وكل يوم يمر يخسر العدو من أسراه، فلو أرادهم أحياء عليه أن يسارع للتوصل لاتفاق، خاصة أن المقاومة لا تملك خيارا إلا أن تبقى الأسرى تحت الأرض، والشتاء قادم والبرد وقلة الطعام كل هذه عوامل تمس حياة الأسرى، وكذلك فى ظل تعديل قواعد حراسة الأسرى؛ حيث أبلغت وحدة الظل الأسرى بأنه فى خالة وجود أى خطر سيتصرفون وفق الأوامر التى لديهم.
كما أن الجيش الإسرائيلى أبلغ المستوى السياسى مؤخرا، بأنه ما عاد بإمكانه التحرك فى قطاع غزة، لأن أى حركة زائدة ستؤدى إلى فقدان أسرى وقتلهم، والأسبوع الماضى أعلن أبوعبيدة ــ الناطق باسم كتائب القسام ــ أن إحدى المجندات الأسيرات قتلت بنيران الجيش الإسرائيلى فى شمال غزة.

أشرت للجنة إدارة غزة، ضمن الحلول المقترحة لتسريع التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب، لكن مفاوضات تشكيل اللجنة والاتفاق عليها بين فتح وحماس تواجه عقبات وعراقيل.. فهل حسمت الاجتماعات الأخيرة فى القاهرة النقاط الخلافية؟

 

ــ نحن الآن نتصرف بمسئولية عالية فيما يتعلق بكيفية التصدى للمشاريع التى تستهدف قطاع غزة وضرورة وقف حمام الدم الذى يسيل فى القطاع، ولا أرى أن هناك عقبات ستقف فى هذا الطريق. والاجتماعات ستستمر ولكن هذا مشروع كامل، والاجتماعات ستتوسع ولن تقتصر على حماس وفتح، وأنا أقول بشكل واضح الطريق مفتوح وسنزيل كل عقبة إن وجدت لتحقيق تطلعات شعبنا فينا، ولا يوجد أى شىء يجعل الفلسطنيين سببا فى عدم وقف الحرب.

هل هذا معناه أن حماس هذه المرة أكثر مرونة لإنهاء معاناة الناس فى غزة؟

 

ــ الآن نستطيع أن نقول إن كل الفصائل الفلسطينية ترفعت، وتقف كتفا بكتف وعلى قدميها، بمسئولية عالية تجاه متطلبات اللحظة الراهنة، ولن تقبل لأى عقبة أن تقف فى وجه إزالة كل ذرائع الاحتلال للتنصل من إنهاء الحرب.

هناك حديث حول تفاهمات أو مساع من أجل اتفاق جزئى لفتح معبر رفح، وهو ما يقتضى بالطبع التنسيق مع الحركة.. فهل نحن بصدد خطوة قريبة لفتح المعبر؟

 

ــ عمل اللجنة المقترحة، والتى تشق طريقها سيتطرق لموضوع المعابر وتسهيل الإغاثة، فالحديث عن تشغيل المعبر فى صلب المناقشات، التى وصفتها بأنها قمة فى المسئولية نحو اللحظة التى يمر بها شعبنا، ولكن لا يمكن أن يحدد تاريخ بشأن تلك الخطوة كأن نقول غدا أو بعد غد، فالأمر متعلق بمجمل شئون قطاع غزة والأمور تسير بشكل إيجابى يراعى مصلحة شعبنا، وستنضم كل الفصائل إلى الحوار.

ما هو تقييمكم لمصير المفاوضات الخاصة بإنهاء الحرب فى ظل إدارة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، وما إذا كان هناك فرص لإبرام اتفاق قبل مغادرة جو بايدن البيت الأبيض؟

 

نحن حتى اللحظة فى عهد إدارة بايدن، وهى التى تسير الأمور، وهذه الإدارة حتى اللحظة لم تضغط على العدو الصهيونى، ولو ضغطت عليه كما حدث فى لبنان لتوصلنا لاتفاق فى غزة، لكن الحراك الذى يجرى فى الوقت الحالى ربما يتوج، ونلمس تغييرا إلى حد ما فى الخطاب الإسرائيلى، ولكن المهم هو موقفنا نحن بأننا مستعدون لعقد صفقة تحقق عودة الأسرى والمحتجزين ووقف حمام الدم وانسحاب إسرائيل وعدم اقتطاع أى جزء من غزة.

على ذكر رفض استقطاع أى جزء من أراضى غزة جميع التصريحات الإسرائيلية تشير إلى نية مبيتة على الأقل لإقامة منطقة عازلة من داخل غزة وهو ما سيستقطع بالتبعية من مساحة القطاع، فهل ستقبلون بذلك؟

 

ــ فى إطار الاتفاق الذى تمت الموافقة عليه فى 2 يوليو كان هناك اتفاق على منطقة عازلة بمحازاة الحدود لكن فى نهاية جميع تفاصيل الاتفاق يتم الانسحاب منها، ونحن نستند على قرار مجلس الأمن الذى وافقت عليه المنظومة الدولية والوسطاء، والمنظومة الدولية هنا لا تختلف على أن الأراضى الفلسطينية يجب أن تبقى كما كانت ولا يجب تحت أى ذرائع اقتطاع أجزاء منها، والجميع ساند موقفنا بالانسحاب من ممرى نتساريم وفيلادلفيا.

رافق الحديث عن انسحاب إسرائيل دخول قوات عربية أو دولية أو ممية إلى القطاع كضمانة ولو مؤقتا، فهل هذا الطرح محسوم لديكم؟

 

ــ هذا طرح مرفوض فلسطينيا، ونحن جلسنا مع الإخوة فى فتح وقالوا بأن هذا الطرح مرفوض، ونحن لدينا حلول فلسطينية لكل المتطلبات، تحقق أهداف وجود القوة العربية، وتحافظ على سيادة الشعب الفلسطينى.

كيف تقيِّمون الدور المصرى فى هذه المرحلة خاصة فى ظل تعليق الوساطة القطرية؟

 

ــ الدور المصرى مميز وهناك إصرار قوى من جانب القاهرة لإدراكها خطورة اللحظة الراهنة، وهو ما أسهم بشكل ملموس فى الوصول إلى التفاهمات الراهنة بشأن لجنة غزة ولولا الدور المصرى لما وصلنا هذه المرحلة، فلدى مصر إرادة قوية بشأن تشكيل اللجنة.
ولقد عودنا الأشقاء فى مصر أنهم طوال الوقت مهتمون وحاضرون بقوة فى ما يهم الملف الفلسطينى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك