«ميريلاند مصر الجديدة» حديقة البهجة تغرق فى مستنقع النزاعات القضائية - بوابة الشروق
الجمعة 27 سبتمبر 2024 4:24 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«ميريلاند مصر الجديدة» حديقة البهجة تغرق فى مستنقع النزاعات القضائية

حديقة الميريلاند تصوير هبة خليفة
حديقة الميريلاند تصوير هبة خليفة
تحقيق ــ ياسمين عبدالرازق ومحمد علاء:
نشر في: الثلاثاء 3 يناير 2017 - 9:49 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 3 يناير 2017 - 9:49 ص

صراع فى المحاكم بين المالك والمستأجر منذ 2008.. واتهامات بمخالفة نصوص العقد ونزع الأشجار
إحدى جيران الحديقة: المتنزه كان متنفسا للسكان حتى التسعينيات.. وأصبح مدينة أشباح
«الشركة المالكة»: القضاء حكم بإخلاء الطرف الآخر.. وسنطرح 7 أفدنة لمزاد علنى خلال أيام
رئيس حى مصر الجديدة: رصد 30 مليون جنيه للتطوير.. وإضافة 1600 شجرة الشهر المقبل.. والتذكرة جنيهان فقط
كانت قِبلة للمشاهير ومتنفَسا لأهالى مصر الجديدة، وأحد أهم معالم الحى الراقى، الذى يعود تاريخه لأكثر من مئة وعشرة أعوام، وبعد سنوات من الإهمال؛ باتت حديقة الميريلاند، اليوم، أشبه بمدينة للأشباح، وماضٍ جميل لزائريها، الذين هجروها بعد إغلاق وهدم عدد من منشآتها الترفيهية، قبل قطع وإزالة مجموعة من أشجارها التراثية.
«الشروق» زارت حديقة الميريلاند لرصد الأمر على أرض الواقع، وكانت البداية بعد بوابة الدخول، إذ تحولت ساحتها إلى جراج مكتظ بالسيارات المركونة، والحصول على تذكرتين بقيمة جنيهين.
«ممنوع التصوير» بتلك العبارة رفض أحد مسئولى أمن الحديقة محاولة «الشروق» رصد الأعمال الجارية داخل الحديقة، التى ظهرت خالية تماما من الزوار، مضيفا «هذه الأعمال ضمن مشروع التطوير الحالى للحديقة، وغير مسموح بالتصوير إلا بإذن من المهندس خالد المراسى، العضو المنتدب لشركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير المسئولة عن الحديقة»، وتوجَه محررا «الشروق» إلى مقر الشركة فى محاولة للقاء المراسى، إلا أن مدير مكتبه نقل اعتذار المراسى عن اللقاء لانشغاله، وتعهد بترتيب موعد مع العضو المنتدب للشركة للمقابلة، وهو ما لم يحدث حتى كتابة هذه السطور.
السيدة الخمسينية، نجلاء عبدالرحمن، إحدى سكان مصر الجديدة، تقول إن «الميريلاند» كانت مقصدها هى وأولادها حتى أواخر التسعينيات، «حين كانت مصدرا للبهجة، أما هذه الأيام فبمجرد المرور بجوارها أشعر بالحسرة على أيامٍ جميلة مضت وما آل إليه حالها»، مضيفا «زمان كانت الحديقة مقصدا للرحلات المدرسية، خاصة مدارس مصر الجديدة، ومتنزَها لأهالى الحى؛ للاستمتاع بهوائها ونباتاتها المميزة، والنادر بعضها، وكانت أسعارها مناسبة، وكانت بحيرتها الصناعية، للبط والمراكب الصغيرة، جاذبة للأطفال والكبار».
وتابعت: «حتى الأشجار التى يزيد عمر بعضها عن مئة عام قطعوها، وتحوَلت الحديقة من ساحة خضراء إلى بقايا كتل خرسانية قبيحة، فهل هذا تطوير للحديقة، التى عمرها من عمر مصر الجديدة!».
أما الشاب الثلاثينى، محمود مصطفى، العامل بإحدى شركات المقاولات القريبة من الحديقة، فقال إن «الميريلاند زمان شىء واليوم شىء آخر؛ فى السابق كانت مقصدا للمشاهير والعائلات، وكانت تعج بزائريها خاصة فى الإجازات والمناسبات، أما الآن فأصبحت مهجورة إلا من بعض المراهقين، الذين وصموا الحديقة بسُمعة سيئة».
من جانبه قال إبراهيم صابر رئيس حى مصر الجديدة، إن هناك خلافات بين الشركة المالكة «شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير»، والشركة المستأجرة «شركة ماجيك دريمز»، على المساحة المخصصة للكازينو فقط، وموقوف العمل بها لحين حل المشكلة قضائيا.
وواصل: «النزاع بين الشركتين قائم منذ عام 2008، حيث تم تحديد 7 أفدنة لتقيم الشركة الاستثمارية التى فازت بالعطاء مدينة ترفيهية متكاملة فيها، وكان الأمر يحتم عمل جراج خاص لاستيعاب حركة زوار الكازينو، ولكن الشركة خالفت اشتراطات التراخيص، حيث إن تنفيذه فى هذا الوقت كان يتضمن إزالة شجرتين فقط».
وأشار صابر إلى أن سكان منطقة مصر الجديدة على مستوى عال من التعليم ولديهم القدرة على المطالبة بحقوقهم، وبالتالى اعترضوا على إزالة الأشجار ومخالفة للعقد، ومن هنا تدخلت محافظة القاهرة ووزارة البيئة، وتم إزالة المخالفات التى تم تنفيذها، ومنذ 2008 توقف تنفيذ الاعمال التى تقوم بها الشركة المستأجرة.
وأكد صابر على وجود شراكة بين الشركة المستأجر «ماجيك دريمز» وشركة أجنبية اخرى، ولذلك تم اعادة النظر بالحكم وتم إصدارة «بالطرد» للشركة المستأجرة، بنهاية شهر نوفمبر الماضى، لافتا إلى أن أعمال التطوير قائمة على 25 فدانا من بين مساحة الحديقة كاملة التى تصل إلى 50 فدانا، وتم رصد نحو 30 مليون جنيه لتنفيذ أعمال التطوير تتحملها الشركة المالكة «مصر الجديدة»، والحى يقوم بمتابعة الأعمال مع استثناء المساحة التى حدث عليها الخلاف.
وأضاف صابر، أن الشركة المالكة ستعيد إنشاء الـ7 فدادين للاستثمار فيه كمدينة ترفيهية حسب نصوص العقد السابق الذى تم فسخه أخيرا، وإعادة الحديقة كما كانت فى عهدها القديم، لافتا إلى أنه من المخطط الإنتهاء من المرحلة الأولى خلال شهر فبراير للعام الحالى 2017.
وأشار، إلى أنه يتم حاليا عمل المرافق خلال الفترة الحالية، وهى المرحلة الأصعب فى أعمال التطوير، وعمل ممرات للجرى والمشى «تراك»، فيما لن تتجاوز التذكرة الـ2 جنيه.
وأوضح، أنه بعد الانتهاء من المرافق سيتم إضافة 1600 شجرة جديدة خلال فبراير المقبل، لافتا إلى أن الحى بالتعاون مع الشركة المالكة عقدوا مؤتمرا لتوضيح سير العمل لسكان منطقة مصر الجديدة سير، خاصة أن الميريلاند تخدم قطاعا كبيرا من المواطنين بالعاصمة، وليس سكان الحى فقط.
وأشار رئيس الحى إلى أن أعمال تطوير الحديقة يتم متابعتها من جهات عليا بالدولة، وكاشفا عن رصد الشركة المالكة مبلغ 30 مليون جنيه لتطوير الحديقة.
وتطرق رئيس حى مصر الجديدة إلى أنه تم البدء فى أعمال تطوير غرناطة «كمبنى طراز معمارى غير تابع لوزارة الآثار»، إذ سيتم طرح أعمال تطويره على عدد من الشركات المتخصصة القائمة على أعمال الترميم ويبلغ عددهم 11 مكتبا فقط معتمدين من جهاز التنسيق الحضارى على مستوى الجمهورية، كما سيتم اختيار أحد الشركات للتنفيذ، وذلك بالتزامن مع أعمال حديقة الميريلاند لإحياء التراث القديم.
وأوضح صابر أنه تم تنفيذ إجراءات الطرح على الشركات التنفيذية، وذلك بتكلفة تصل إلى 15 مليون جنيه، لتحويلة إلى مسرح مكشوف يتم تسليمة إلى دار الاوبرا المصرية لإقامة الحفلات به.
من جهته قال رئيس مجلس إدارة شركة مصر الجديدة، هانى الديب، إنه تم الحكم قضائيا لصالحها ضد الشركة المستأجرة، مضيفا أن الإخلاء سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة وبعدها يتم البدء فى أعمال التطوير مباشرة، فضلا عن طرح الـ 7 أفدنة التى حدث حولها الخلافات للمزاد العلنى للاستثمار بها.
ولفت الديب إلى أن الحديقة لم يطرأ عليها تغييرات جذرية تتسبب فى غضب سكان مصر الجديدة أو المواطنين المترددين عليها منذ سنوات، خاصة أن الأعمال تتم تحت إشراف رئاسة حى مصر الجديدة ووزارة البيئة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك