اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الغارة الإسرائيلية التي قتلت سبعة من موظفي الإغاثة الأجانب في غزة هي أحدث مثال لمشكلة سياسية مستمرة للرئيس الأمريكي جو بايدن، وهي أن نهجه تجاه الحرب في غزة تركه مضغوطا على الجانبين.

وذكرت الصحيفة الأمريكية خلال تقرير لها أن الهجوم المميت الذي وقع مساء الإثنين، على موظفين بمنظمة "وورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي) الخيرية، أثار غضب الديمقراطيين التقدميين في الكونجرس، الذين جددوا الدعوات لوقف إطلاق النار وتعليق المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل.

* استياء قادة تجمعات المسلمين والعرب في الولايات المتحدة

كما خيم الهجوم بظلاله على فعالية لبايدن في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، عندما كان من المتوقع أن يحتفل بشهر رمضان مع القادة المسلمين والعرب الأمريكيين.

وقال ثائر أحمد، طبيب طوارئ من شيكاغو، لـ"وول ستريت جورنال"، إنه تحدث خلال الفعالية عن تجربته مع التطوع بأحد مستشفيات غزة في يناير حيث كانت تحتمي العائلات والأطفال.

وأضاف أحمد أنه أخبر الرئيس بايدن بكيفية إخلاء المستشفى بعد مداهمة قوات الاحتلال.

وتابع: "ناشدت تدخل الولايات المتحدة، ثم قولت: أنا الفلسطيني الأمريكي الوحيد هنا، ولا يمكنني بضمير حي الجلوس هنا بينما يحدث كل ذلك".

وقال أحمد إن بايدن رد بالقول: "أفهم (ذلك)"، مشيراً إلى أنه قبل مغادرته سلم بايدن خطابا كتبته طفلة (8 سنوات) في غزة فقدت والديها جراء غارة إسرائيلية.

ولم يعلق مسئول بالبيت الأبيض على رواية أحمد، لكنه قال إن بايدن "سيواصل التواصل مع مجتمعات المسلمين والعرب الأمريكيين، ويستمع إلى جميع الأصوات المتأثرة بهذا الصراع".

ورفض بعض القادة المسلمين دعوات الحضور، مستشهدين باستيائهم من مساعدات إدارة بايدن غير المشروطة إلى إسرائيل. وقاطع بعض النشطاء الفعالية، ونظموا احتجاجات أمام البيت الأبيض.

على الجانب الآخر، ازدادت انتقادات بايدن العلانية خلال الأشهر الأخيرة لعمليات إسرائيل في غزة. ودعا الرئيس الأمريكي لوقف مؤقت في إطلاق النار للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة ولإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.

كما حذر بايدن من أن خطط إسرائيل لغزو رفح، حيث يتواجد نحو 1.6 مليون نازح فلسطيني، ستتجاوز "الخط الأحمر".

وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن الذي دعا لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مما سمح بالموافقة على الإجراء، ودفع إسرائيل للانسحاب من اجتماعات مقبلة رفيعة المستوى مع إدارة بايدن.

* تنفير اليهود الأمريكيين

ورأت "وول ستريت جورنال" أن خطاب بايدن الأكثر صرامة يخاطر بتنفير اليهود الأمريكيين، الذين يدعمون الهجوم الإسرائيلي، ويعتقدون أن الرئيس الأمريكي يرضخ للضغوط السياسية من داخل حزبه "الحزب الديمقراطي".

وقال مصدر مطلع إن قادة من الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية أعربوا الأسبوع الماضي عن مخاوفهم خلال اجتماع مع مسئولي البيت الأبيض ومجلس الأمن من أن خطاب الإدارة الذي ينتقد إسرائيل يعرض الشعب اليهودي في أمريكا للخطر.

وازداد قلق بعض كبار مساعدي بايدن من أن دعمه لجهود الحرب الإسرائيلية سيكلفه أصوات الناخبين في نوفمبر. وأظهر استطلاع أجرته "وول ستريت جورنال" نهاية فبراير أن 60% من الناخبين لم يوافقو على طريقة تعامل بايدن مع الحرب، بزيادة 8 % عن النسبة في ديسمبر الماضي، في حين وافق 31% على ما يفعله.