أشاد المطرب علي الحجار، بالملحن الراحل بليغ حمدي، لما قدمه له خلال مسيرته الفنية، قائلًا إن الأخير شاهده لأول مرة في التليفزيون حينما كان يشارك في برنامج الموسيقى العربية، فأرسل له سكرتيره ليبلغه رغبة «حمدي» في لقائه.
وأضاف «الحجار»، خلال لقائه ببرنامج «الناس العزاز»، الذي يُذاع على راديو «DRN»، مع مساء الأحد، أنه حينما ذهب لمكتب بليغ حمدي، في الموعد المحدد للقاء، تعمد السكرتير إلغاء المقابلة متعذرًا بأن الملحن الراحل غير متواجد بالمكتب، الأمر الذي أحزنه كثيرًا وأخرجه باكيًا، لكن فور علم «حمدي» بالأمر أرسل مربيته الخاصة «سعاد» للاعتذار له وتحدد لقاء آخر.
وتابع أنه حينما حضر إلى لقاء بليغ حمدي، أعطاه العود وطالبه تقديم أغنية ما، فلبى الدعوة وأدى أغنية «خايف يطول بعدك»، فبكى الملحن تأثرًا وظل يردد «مصر ولادة»، مستطردًا أنه بعد ذلك عقد معه عقد احتكار لمدة 3 سنوات، وفي ذلك الوقت كان «حمدي» متزوج حديثًا من الفنانة وردة الجزائرية.
وذكر أنه من ضمن شروط العقد أن يحصل على 200 جنيه مقابل كل شريط يغنيه، على أن يقبض 12.5 جنيهًا شهريًا، وتسجيل 12 شريطًا، شرط عدم التعاون مع أي ملحن آخر، لكن في ذات يوم جاء «الحجار» برباعيات صلاح جاهين من تلحين سيد مكاوي، لعرضها على بليغ حمدي، وبرغم وجود الشرط المشار إليه آخرًا، إلا أنه قرر إنتاج الرباعيات من ماله الخاص.
وأوضح أنه في ذاك الوقت كان ما زال طالبًا في كلية الفنون الجميلة، التي تتسم بكثرة مصروفاتها ومستلزمات دراستها، فما كان للراحل بليغ حمدي إلا أن يدعمه حيث كان يعطيه 50 جنيهًا كل أسبوع، ويعيره سيارته ليستخدمها، مسترسلًا: «وقف جنبي كتير جدًا، وكان في منتهى الكرم اللي في الدنيا».
ولفت إلى رفض بليغ حمدي أن يتقاضى منه أي أجرًا حينما انتهى عقد الاحتكار بينهما، وذهب إليه «الحجار» فيما بعد لتلحين أغنيتين ضمن الألبوم الذي عزم إنتاجه، متابعًا: «كان بيلحن الأغنية بـ7 آلاف جنيه، لما عرف أن أنا اللي هنتج الألبوم، مرضاش ياخد فلوس مني، ولما أصريت عليه مأخدش غير 1500 جنيه في الأغنيتين».
وردًا على سؤال «من في تاريخ التلحين بمصر أحدث تغييرًا في الموسيقى؟»، أجاب أن كلًا من سيد درويش، محمد فوزي، بليغ حمدي، هم محطات كبيرة في تاريخ الموسيقى والغناء يجب أن يتوقف الشعب المصري عندها.
.